أهمية سُم المامبا رغم خطورتها

أهمية سُم المامبا رغم خطورتها

يواجه ملايين البشر سنويًا لدغات الأفاعي في أمكان كثيرة بالعالم , فالمتعارف علية أن الأفعى تتكون من 3400 نوع،فهي  تصنف  مع السحالي في رتبة الحرشفيات، فالأفاعي هي بالأصل سحالي تطوّرت مع مرور الوقت، ومرت بتقلّص هيكلي،فلا يمكن القول بأن جميع الزواحف هي ثعابين، حيث تقوم بعض السحالي بإخفاء الأطراف الأمامية أو الخلفية لديها، أو قد تكون بلا أرجل، كما وتفتقر للجفون المتحركة، مما يجعلها تحدق بشكل مستمر في معظم الأوقات ،كما وجد  نوعين جديدين من الفقاريات، وهما الرئة رغامية في منطقة الرقبة، ونظام توصيل السم لشل حركة الفريسة، فعالم الأفعالي مليئ بكثرة الأنواع وأغمضها و لكن ماهي الأفاعي التي تحظي علي أهمية كبيرة رغم أنها شديدة الخطورة ؟؟؟

ماوراء المامبا

أفعى المامبا الخضراء والمعروفة أيضًا باسم المامبا المشتركة ، أو كما يطلق عليها المامبا الخضراء الشرقية ، والتي تعد من أنواع الثعابين السامة الشجرية جنس الأخزم ، فمعظمهم  يسكن في المناطق الساحلية في جنوب شرق أفريقيا ، وهو من الأنواع الكبيرة نسبيًا من الثعابين السامة ، مع الإناث البالغات في المتوسط حوالي 2.0 متر (6.6 قدم) في الطول الكلي ، في حين أن الذكور أصغر قليلا في المتوسط ،كما أن أطول عمر عاشتة افعى المامبا الخضراء في الأسر كان 18 سنة و8 شهور ، ومع ذلك من الممكن في البرية أن تعيش طويلًا ، حيث يعتقد أن لديها أقصر عمر بشكل عام بسبب التهديدات من الافتراس ، وفقدان الموائل ، والمرض ، والعوامل البيولوجية والبيئية الأخرى.

أماكن المامبا الخضراء

طبيعة المامبا

فأفعى المامبا الخضراء من الأنواع الشجرية تفترس الطيور الكبار ، البيض ، الخفافيش ، والقوارض البرية مثل الفئران والجرذان والجربوع ، المامبا الخضراء الشرقية هي فريدة من نوعها إلى حد ما ، وهي من الثعابين الخجولة وبعيدة المنال التي نادرًا ما تراها ، وعادة ما ترجع ندرتها إلى التلون الخفي لهذه الأنواع الشجرية ونمط الحياة، فلدغة أفعى المامبا الخضراء تتقدم بسرعة ، وتحدث أعراض شديدة التي تهدد الحياة ،فمن السمات المميزة للدغات المامبا ، تورم مكان العضة ، والدوخة ، والغثيان ، ويرافقه صعوبة في التنفس والبلع ، عدم انتظام ضربات القلب ، والتشنجات ، والتقدم السريع لشلل الجهاز التنفسي ، اللدغات التي تنتج يمكن أن تكون قاتلة بسرعة ، تقارير نتائج الحالة انها مميتة بسرعة في اقل من 30 دقيقة.

أماكن المامبا

فأفعى المامبا الخضراء تُعد في المقام الأول شجري ، فنادرًا ما ينزل على الأرض ، فهو يعد ثعبان بعيد المنال ، بسبب التلون ، فإنه عادة ما يكون مموه بشكل جيد في الأشجار أو الشجيرات ، هذا النوع يقتصر على الغابات الاستوائية المطيرة في الأراضي المنخفضة الساحلية ، ومع ذلك وفقًا لخبراء آخرين هذا النوع يمكن أيضًا أن يكون موجود في الأدغال الساحلية والكثبان الرملية و الغابات الجبلية ، ونادرًا ما وجدت هذه الأنواع في مناطق مفتوحة،حيث أنها تصنع منازلها بالقرب من الأشجار، وغالبًا ماتجدها في الغابات دائمة الخضرة بالقرب من المناطق الساحلية، أو السافانا الرطبة. ومن المعروف أيضًا أنها تستوطن أشجار الخيزران ومزارع المانجو التي تكون موئلا مناسبًا للمامبا الخضراء.

أماكن المامبا الخضراء

أهمية المامبا

وبالرغم من شدة خطورتها إلا أن الباحثون وجدوا أن الببتيد الموجود في سم أفعى المامبا الخضراء، وجد الباحثون أن الببتيد الموجود في سم أفعى المامبا الخضراء، يمكن أن يحد من خطر مرض تكيس الكلى (PKD)، الذي يسبب الفشل الكلوي.حيث قام الباحثون باختبار هذا الببتيد عبر حقنه في الفئران، ما أدى إلى تخفيض حجم التكيس بنسبة 47%. ويمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى إيجاد علاج جديد لمرض تكيس الكلى عند البشر.

كما يعد مرض PKD اضطرابات وراثية تسبب مشكلات في الكلى، بسبب تشكل أكياس مملوءة بالسوائل. حيث تم معالجة هذا المرض غير القابل للشفاء، عبر تناول الأدوية التي تسمى، مضادات فازوبريسين، الهرمون المضاد لإدرار البول.حيث تعمل هذه الأدوية على منع المستقبلات المسببة للتكيس، ولكنها تؤدي إلى حدوث آثار جانبية سلبية، مثل تلف الكبد.

ليس ذالك فقط بل واختار العلماء دراسة سم الثعابين، لأنه يميل إلى التأثير عن طريق التسبب باضطرابات عصبية، كما يمكنه تعطيل المستقبلات المسببة للتكيس، عند المصابين بالمرض.حيث تم وعزل الباحثون ببتيد “مامبوكارتين-1″، الذي كان معروفًا بإيقاف عمل مستقبلات الخلية، وقدموه لـ 6 فئران مصابة بمرض PKD، على مدى 99 يوما.

فقد تمت مراقبة الفئران المصابة، لمعرفة ما إذا كانت تعاني من آثار جانبية، نتيجة إعطائها الببتيد.وكشفت نتائج الدراسة أن جميع الفئران التي أُعطيت الببتيد، شهدت تحسنا ملموسا في وظائف الكلى، دون أي آثار جانبية. كما وجد الباحثون أيضا أن عدد الأكياس في الكلى، انخفض بمقدار الثلث عند الفئران.حيث يشير التحليل إلى أن الببتيد أوقف عمل مستقبلات فازوبرسين، تماما مثل الأدوية الحالية المضادة للهرمون. وأكد الباحثون حاجتهم إلى إجراء المزيد من البحوث، لمعرفة ما إذا كان الببتيد المستخرج من المامبا الخضراء، صالح للاستخدام البشري، ويؤدي إلى النتائج نفسها.