لغز اختفاء النجوم الزائفة

لغز اختفاء النجوم الزائفة

النجم الزائف أو كما يطلق عليه الكوازرات والتي تتوهج لمعانًا حتى تفوقت على المجرات القديمة التي كانت تحتويها ، فتلك الأجسام  البعيدة  تتزود بالطاقة من الثقوب السوداء، في قلب مجرات بعيدة وهي تختفي، وأحيانًا تتلاشى في أقل من عام ، لتظهر بعد ذلك مجرات اعتيادية وقياسية فيما يبدو من هذا الوهج المتضائل ،فعلي الرغم من أن علماء الفلك يعرفون منذ وقت طويل أن أي نجم زائف سيغدو في النهاية خامدًا  نظرًا إلى أن ثقبة الأسود المركزي يستنفد بالكامل المواد الأولية من الغاز والغبار، فإن هذه الأجرام ضخمة جدًا في حجمها، حتى إن هذه العملية ستستغرق حتمًا عشرات الآلاف من السنين ولكن يبقي تساؤلًا كيف يمكن أن يحدث ذلك في أقل من عام ؟؟

اكتشاف كوازارات

ففي خمسينات القرن الماضي، كان الفلكيون يستخدمون تلسكوبات راديو للبحث بعناية في السماء، ليجمعوا بعدها تلك الإشارات مع البيانات المرئية من السماء، ولكن البعض  كان أصغر من الأجسام ليصبح المصدر النقطي  غير متطابقًا حتي  أطلق عليها الفلكيون اسم (مصدر شبه نجمي مشع) أو (كوازارات)، لأن الإشارات أتت من منطقة واحدة، مثل النجم فقد يقارب 10% من الكوازارات التي تبعث موجات راديو قوية، وفق المرصد الفلكي الوطني في اليابان.

ولكن إطلاق الأسماء عليها لم يساعد في تحديد نوع الأجسام ، فقد استغرقت عدة سنوات من الدراسة لإدراك حقيقة هذه الذرات البعيدة، التي تشير إلى النجوم حيث أنها تكونت من جسيمات تسارعت بسرعة أوشكت على بلوغ سرعة الضوء، ففي عام 2014 تم اكتشاف أول نجم زائف متغير المظهر والذي جعل العلماء يبحثون بعناية عن المزيد من هذه الأجرام الغريبة التي بدأ بعضها يلمع سريعًا بينما تتوهج إحدى المجرات فجأة متحولة إلى نجم زائف مضيء.

فقد راقب علماء الفلك هذه الأجرام عند جميع الأطوال الموجية المتاحة ، ليتوصلوا إلى وجود مقاربة  بين كلًا من الضوء المرئي والضوء تحت الأحمر فهما طولان موجيان يسمحان للباحثين باستكشاف جوانب مختلفة من النظام الفيزيائي ، خاصًا في أي نجم زائف،حيث ينبعث الضوء المرئي غالبًا من القرص النجمي التراكمي  بينما يأتي الضوء تحت الأحمر بالأساس من طارة أكبر نائية عن المركز.

حيث  كشفت تلك الملحوظتان المتداخلتان عن تفاصيل جديدة لافتة للانتباه ، فالتغييرات المرصودة في نطاق الضوء المرئي تقابلها تغييرات في الضوء تحت الأحمر ، ونظرًا إلى أن القرص النجمي الساطع يبعث ضوءًا نحو الطارة الأكثر ظلمة، فإنه  يمتص ويعاد إطلاقه على هيئة أطوال موجية تحت حمراء، فتعتبر هذه المحاكاة بمنزلة دليل قاطع على أن نوعًا ما من التغييرات السريعة يحدث داخل القرص النجمي التراكمي نفسه .

النجم الزائف

أبحاث العلماء

معظم الكوازارات قد وجدت بعيدة عنا بمليارات السنين، لأن الضوء يستغرق وقتًا للسفر، وعملية دراسة الأجسام في الفضاء تشبه كثيرًا السفر عبر الزمن ،  فنحن نرى الأجسام كما كانت عندما انطلق منها الضوء، قبل مليارات السنين ، فكلما نظر العلماء بعيدًا، كلما عادوا بالزمن ، فالكوازارات التي نعرفها يبلغ عددها 2000 كوازار ومعظمها تكون في بداية تكون المجرات، مثل مجرة درب التبانة ربما تكون قد استضافت كوازارًا خامدًا لفترة طويلة.

فتلك الكوازرات تعيش فقط في المجرات مع الثقوب السوداء الهائلة  فكتلتها مثل كتلة الشمس بمليار  لذلك لا يستطيع الضوء الهروب من الثقب الأسود، ولكن بعض الموجات تستطيع التحرك بحرية حول حوافه ، بينما بعض الغبار والغاز يسقط في الثقب الأسود، وبعض الجسيمات الأخري تتسارع بعيدًا عنها وهذا يجعل سرعتها تقترب من سرعة الضوء ، فالجسيمات تسري بعيدًا بقوة من أعلى وأسفل الثقب الأسود وانتقلت من خلال أقوى مسارع جسيمات في الكون.

فهي تبعث طاقة بقوة ملايين أو مليارات أو تريليونات إلكترون فولت ، فهذه الطاقة تتعدى إجمالي ضوء كل النجوم داخل المجرة، لذلك الكوازارات أكثر الأجسام سطوعًا في الكون كله، فهي تسطع من 10 إلى 100,000 ضعف مجرة درب التبانة .

كما اقترح بعض علماء الفلك أن هناك سحب غبارية تمر أمام النجوم الزائفة ربما حجبتها عن الرؤية بشكل مؤقت بينما يعتقد البعض الأخر أن هذه الأجرام الغريبة ربما كانت شيئًا آخر تمامًا ، فتلك النجوم الزائفة تتغير ويرجع ذلك إلى بعض التغيرات الحادثة في قرصها النجمي التراكمي، تلك الحلقة التي تتكون من المواد الساخنة التي تحيط بالثقب الأسود المغذي.

النجم الزائفماتوصل إليه العلماء

فإجمالي اكتشافات علماء الفلك من النجوم الزائفة وصل إلى 111 نجمًا زائفًا سريع التغير، وذلك بجانب حوالي 60 نجمًا معروفة بالفعل كما يظل النجم «3C 273» أول كوازار تم تحديده، ويبعد 2.5 مليار سنة ضوئية من الأرض، وهو أقرب كوازار للأرض، ولمعرفة العلماء أكثر عن تلك النجوم  وما يدور حولها تم تشكيل دراسة  جديدة  لتكون اختبارًا واقعيًا متينًا لنموذج ناشئ للظروف الفيزيائية المسؤولة عن هذه الظاهرة الملغزة وبالرغم من ذلك إلا أن تلك النجوم الزائفة تكون مهمة جدًا لفهم بداية الكون.