إبراهيم فاروق: غير مقتنع بالتنمية البشرية كعلم

إبراهيم فاروق: غير مقتنع بالتنمية البشرية كعلم

إبراهيم فاروق: غير مقتنع بالتنمية البشرية كعلم

في مجال توصيل العلوم نحول المعلومة العلمية إلى لعبة أو سحر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لها مكانة مختلفة بالنسبة لأي كتب عربية في العلوم

أحب رؤية الانبهار في عيون الأطفال أثناء إجراء التجارب العلمية

مشوار طويل بدأ منذ ما يقرب من عشر سنوات، استطاع خلاله واحد من الشباب المصري أن يثبت نفسه فيه بجداره.

حكاية إبراهيم فاروق، مؤسس والمشرف على قسم توصيل العلوم في ناسا بالعربي، وأيضا مؤسس مشارك ومدير تطوير المحتوى في أسبوع العلوم المصري.

حاصل على ماجستير في اقتصاديات التنمية والتنمية الدولية، كما أنه استشاري توصيل العلوم والتوعية العلمية العامة بمؤسسة ألف اختراع واختراع العلمية.

قدم ما يقرب من 1400 محاضرة علمية، بحضور ما يزيد عن 210 ألف شخص من جميع المراحل العمرية.

ومن هنا قام فريق عمل جريدة المحايد الإخباري بإجراء حوار مع ذلك الشاب “إبراهيم فاروق” ليعرفه الجمهور بشكل أكبر.

حدثنا عن نفسك بشكل أفضل.. من حيث دورك التطوعي في ناسا بالعربي، أسبوع العلوم المصري وألف اختراع واختراع؟

إبراهيم فاروق أعمل في مجال توصيل العلوم، والذي يتم فيه تبسيط العلوم العامة بشكل أو آخر، من خلال المحاضرات العامة والعروض العلمية المختلفة الضخمة.

والتي يحضرها عشرات الآلاف، حيث إن هذه العروض تقدم في دول مختلفة مثل الصين وتركيا وأندونيسيا ومصر والأردن والإمارات والكويت وغيرهم من الدول.

ومن الممكن القول إننا في مجال توصيل العلوم قد نحول هذه المعلومة العلمية إلى لعبة أو سحر.

ففي تلك العروض بدلا من مشاهدة تفاعل كيميائي معين نجعلهم على سبيل المال يشاهدون تجربة على شخص يحرق نفسه لينبهروا بذلك.

ومن ثم نوضح تلك الكيمياء ونشرح كيفية استخدامها لكي نمنع الحريق، ومن ثم يتعلموا ذلك العلم.

ويضيف: أما بالنسبة لألف اختراع واختراع فهي مؤسسة عالمية معنية بنشر ثقافة العصر الذهبي في الحضارة الإسلامية، مقرها الرئيسي في بريطانيا، طبيعة عملي معهم تأتي في مجالات كثيرة، أبرزها كوني استشاري توصيل العلوم والتوعية العلمية العامة بالمؤسسة.

كيف استطعت أن تصل إلى تلك المكانة؟

يرد متواضعا: ليست مكانة أو شيء لكن الفكرة تكمن في كوني أعمل في ذلك المجال منذ ما يقرب من عشر سنوات، وذلك ساعدني على معرفة مؤسسات كثيرة لها علاقة بمجالي.

أثناء محاضراتك هل هناك سؤال معين تم عرضه عليك ولفت انتباهك أو أثر فيك بشكل أو آخر؟

أكثر موقف أثر بي هو موقف تعرضت له مع طفل خلال تواجدي بمخيمات اللاجئين السوريين بالأردن التي تكون في الصحراء لتقديم إحدى العروض العلمية.

فخلال ذلك قال لي أحد الأطفال هناك إنه نزل البحر بالأمس، فتعجبت ذلك، فأخذني ليريني ذلك البحر، لأجد أنه ما هو إلا بركة صغيرة تكونت نتيجة الأمطار الثلجية التي سقطت في اليوم السابق.

والتي ذابت وكونت تلك البركة، فجاء في مخيلته أن ذلك هو البحر.

ومن المعروف أن هؤلاء الأطفال أو الطلاب ولدوا في تلك المخيمات ولم يروا أبدا تليفزيون أو أية وسيلة تواصل.

ولنا أن نتخيل طبيعة شخص عمره 14 عام لم يحتك بأي شيء على الإطلاق سوى الصحراء كيف تكون.

ويضيف: أعتقد أنني مهما تعرضت لمواقف وتعلمت منها لن يوجد موقف أتعلم منه مثل ذلك الموقف.

في رأيك.. هل هناك اختراعات أو تقنيات معينة ترى أننا لن نستفد منها في مصر؟

في الغالب معظم التقنيات الحديثة سوف تفيدنا في مصر بشكل أو آخر، لكن بالطبع أي فكرة تأخذ وقت للوصول إلى الناحية الصناعية.

من خلال عملك.. هل يفتقد الباحثون كتب علمية معينة ويجب أن توفر لهم؟ أو كتب ليس منها نفع؟

بالطبع هناك كتب كثيرة ليس منها نفع لكن على نطاق آخر يوجد كتب مهمة جدا مثل الكتب العلمية التي تصدرها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

ومن المعروف أنها من أعرق الكتب الموجودة بالعربية في العالم كله.

هناك أيضا كتب الثقافة العلمية التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب، وهي من الكتب الرائعة.

إضافة إلى الكتب العلمية الذي يصدرها المركز القومي للترجمة، وهي كتب جيدة جدا.

ويتابع: لكن تظل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لها مكانة أخرى بالنسبة لأي كتب عربية في العلوم تصدر في أي مكان آخر، فنجد سلاسل كتب مثل كيف تعمل الأشياء والعصور الذكية، وغيرهم من السلاسل الأخرى التي تصدر للأطفال والكبار.

لماذا لم تفكر في إنشاء ورشة علمية خاصة بك؟

نحن بالفعل نقدم عروض علمية كبيرة جدا وأيضا مؤتمرات علمية إلى جانب المحاضرات التي يحضرها عشرات الآلاف.

وبالنسبة لي أقدم محاضرات بشكل لايف بالكامل للطلبة وهي من الأشياء التي أحافظ عليها دائما.

خلال حياتك استطعت أن تثبت نفسك في أكثر من مؤسسة علمية ذات صيت واسع إلى جانب عملك الأكاديمي..
بعد هذه التجارب ما الحياة الأفضل بالنسبة لك.. الجانب العلمي أم الأكاديمي؟

بالنسبة لي جانب توصيل العلوم هو الأفضل، أحب رؤية الانبهار في عيون الأطفال أثناء إجراء التجارب العلمية، هذه اللحظة تكون ملهمة جدا.

من فترة تم استضافتك في بث أونلاين عبر فيسبوك لإعطاء نصائح للطلاب تشجعهم على المذاكرة..
وفي الفترة الأخيرة ازداد عدد محبي التنمية البشرية بشكل ملحوظ.. فهل تفكر في الاتجاه لها؟

بالتأكيد لا فأنا غير مقتنع بالتنمية البشرية كعلم وأيضا غير مقتنع بأنها تقوم على أساس علمي، لذلك لا أتوقع انضمامي لذلك المجال إطلاقا.

خلال رحلة نجاحك هذه.. ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

بالطبع أي مجال به صعوبات كثيرة، لكن أعتقد أن أبرز الصعوبات في ذلك المجال تتمثل في صعوبات تمويل العرض وتوفر المواد الكيميائية.

ما هي رسالتك للشباب؟

متخليش يوم يعدي عليك دون ما تتعلم حاجة جديدة، مهما كانت صغيرة، تعلمها لأنك أكيد ستحتاجها
ومثلما يقولون تعلم العلم لأنك لا تدري متى ستحتاج إليه.

من ابتدع التنمية البشرية؟!