أندروميدا..مجرة علي وشك الاصطدام بدرب التبانة

أندروميدا..مجرة علي وشك الاصطدام بدرب التبانة

الفضاء الخارجي مليء بالنجوم و المجرات ويعتقد الكثير أنها تحتوي علي ثقوب سوداء هائلة في نواتها النشطة، كما يعتقد أن هناك أعداد كبيرة تصل إلى حوالي 170 مليار مجرة في الكون المنظور من الاكتشافات العلمية الحديثة التي تتنبئ بوجود عدة ترليونات من المجرات على مسافات تصل إلى ملايين الفراسخ، وذلك نظرًا للاعتماد  على كتلة المجرة وحجمها وذلك لأن الفضاء مليء بغازات فضفاضة للغاية بكثافة تقدر بحوالى أقل من ذرة واحدة لكل متر مكعب، كما أن أغلب المجرات تنتمي إلى عناقيد مجرية وذلك بسبب تأثير الجاذبية عليها، حيث أنها تتراكب بهذا الشكل حتى تتكون أكبر الهياكل الكونية على الإطلاق.

اكتشاف المجرات

تعتبر المجرات تجمعات هائلة تحتوي على مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك، كما أنها تحتوي علي غبار كوني ومادة مظلمة وبقايا نجمية تتخللها مجالات مغناطيسية مروعة، حيث تتراوح أحجام المجرات وأعداد النجوم بين بضعة آلاف في المجرات القزمة إلى مائة ترليون نجم في المجرات العملاقة، لكنهم باختلاف أحجامها تتخذ من مركز ثقل المجرة مدارًا لها لكن  يتم تصنيف المجرات نظرًا لشكلها المرئي إلى ثلاث فئات رئيسة هالإهليجية، الحلزونية، وغير المنتظمة.

فقد تم اكتشاف مجرة أندروميدا والتي تعتبر أكبر مجرة قريبة من مجرة درب التبانة حيث أنها تبعد ما يقارب 2.2 مليون سنة ضوئية من الأرض، كما أنها  المجرة الوحيدة التي من الممكن النظر إليها من نصف الكرة الشمالي دون استخدام التلسكوبات، حيث يساوي كتلتها ضعف كتلة مجرة درب التبانة،  كما أنها تتشابه أيضًا معها في الحجم و الهيكل ومن الممكن رؤيتها بوضوح في السماء في أواخر شهر سبتمبر  وبدايات شهر أكتوبر، حيث تشرق مثل بقعة ضبابية الشكل عند حلول الظلام.

وبالرغم من قربها إلا أنها أبعد جسم يمكنك رؤيته بالعين المجردة، لكن فقط في ليلة صافية ومن موقع سماء شديدة السواد، فتلك المجرة تأخذ شكل لولبي كما أنها تقع في شمال الكوكبة التي تحمل اسمها،  كما أنها تظهر كبقعة ضبابية طويلة في السماء حيث ينبغي أن تبدو كلطخة دخان في السماء حتى مع التلوث الضوئي الحديث، كما تمتد بقعة النجوم الضبابية على مساحة شاسعة طولها مثل عرض القمر كاملًا.

كما أنها تحتوي علي انتفاخ كثيف للمادة في الوسط المحاط بقرص من الغاز، الغبار، و النجوم بطول 260 ألف سنة ضوئية، لذلك هي أطول بمرتين ونصف من طول مجرة درب التبانة، وبالرغم احتواء مجرة أندروميدا على ما يقارب تريليون نجم إلا أن   مجرتنا تحتوي على ربع إلى نصف مليار نجم، لكن مجرتنا تمتلك كتلة أكبر من كتلة أندروميدا لأنه يعتقد بأنها تحتوي علي كمية أكبر من المادة المظلمة.

أعداد مجرات درب التبانة

أسرار أندروميدا

فقد أطلق اسم أندروميدا علي تلك المجرة نظرًا لتشابه كتل الغاز المشعة الأخرى المتواجدة داخل النظام المجري المحلي، لكن تبين لاحقًا مع علماء الفلك في عام 1920م أن مجرة أندروميدا ما هي إلا مجرة منفصلة توجد وراء مجرة درب التبانة، ويطلق عليها أيضا اسم مجرة المرأة المسلسلة.

كما تحتوي مجرة أندروميدا على ذراعين على الأقل، وأيضًا حلقة من الغبار، ومن المتوقع أنها جاءت من المجرة الأصغر فهي تتحرك باتجاه مجرة درب التبانة بسرعة تتراوح بين 100-140 كيلومترًا في الثانية، كما توصل العلماء بمساعدة تلسكوب هابل الفضائي إلى أن السحب العملاقة الموجودة حول مجرة أندروميدا هي عبارة عن بقايا نجوم من مجرة قديمة.

لذلك تحتاج عمليات البحث والاكتشاف إلى مخطط نجمي، فتلك المخطط أصغر بكثير مقارنة بالرسم البياني الحقيقي، حيث يتطلب أن تكون السماء مظلمة، ويشمل ذلك عدم وجود القمر أثناء البحث عنها، فقد اعتمد علماء الفلك على طريقة تساعدهم في العثور على موقع مجرة أندروميدا حيث  تتضمن تلك  الطريقة الانتقال من الأجسام الساطعة التي من السهل رؤيتها إلى الأجسام الباهتة التي يصعب رؤيتها مثل المجرات.

خطورة المجرة

فقد تنبأ علماء الفلك بأن هناك اصطدام سوف يحدث بين مجرة درب التبانة ومجرة أندروميدا سيكون في وقت يقدر بحوالي 3.9 مليار سنة، لكن تبعًا للبحث الجديد المعتمد على الملاحظات الصادرة من مركبة الفضاء الأوروبية جايا  فقد قدر الفلكيون بأن الاصطدام بين المجرتين سوف يقع بعد ما يقارب 4.5 مليار سنة من الآن، كما استطاع الفلكيون أيضًا بواسطة مركبة جايا التي أطلقت في ديسمبر 2013 من بناء خريطة ثلاثية الأبعاد لمراقبة النجوم المتواجدة في مجرة درب التبانة، مجرة أندروميدا، و مجرة المثلث الحلزوني لتفادي حدوث الاصطدام.

ولكن هناك أبحاث تقول أن الاصطدام بين المجرتين قد بدأ، حيث يعود تفسير ذلك إلى أن جميع المجرات تحاط بغلاف خارجي يتكون من الغاز والغبار و النجوم التائهة، حيث توصل علماء الفلك من خلال قياس حجم هالة أندروميدا إلى أنها تمتد نصف المسافة إلى مجرة درب التبانة أي ما يعادل 1.3 مليون سنة ضوئية، كما افترض العلماء أن هالة درب التبانة ستكون متشابهة مع هالة مجرة أندروميدا، وذلك اعتمادًا على التشابه بينهما من حيث الحجم والهيكل  وذلك لصعوبة دراسة خصائص هالة درب التبانة، وبالتالي فقد يكون التلامس بين هالات المجرتين قد حدث وهذا يعني أن الاصطدام بينهما بدأ .

فتلك الاصطدام بين مجرة درب التبانة ومجرة أندروميدا سوف ينتج مجرة إهليجية كبيرة، كما يمكن توقع اصطدام النجوم متأثرة بهذا الاندماج، كما يمكن أن تتأثر الشمس بهذا الاندماج حيث يزداد سطوعها، وتتطور لتصبح نجمًا عملاقًا أحمر اللون بعد ما يقارب 7.5 مليار سنة من الآن، كما سيؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.