“إنما للسد حدود”..إثيوبيا تناور بالسودان لإفساد خطة مصر بمجلس الأمن.

“إنما للسد حدود”..إثيوبيا تناور بالسودان لإفساد خطة مصر بمجلس الأمن.

مازلت تلعب إثيوبيا بسياسة الوقت الضائع ضد دولتى المصب من أجل مباغتة المجتمع الدولى بعملية الملء الثانى،من أجل فرض سد النهضة كأمر واقع من منظور المكاسب التى تسعى أديس أبابا والتى تتنافى مع مصالح مصر والسودان.

فى وقت أعلن فيه رئيس القوات الإثيوبية المتواجدة ببنى شنقول المتواجد عليها سد النهضة،أن هناك تجهيزات أمنية واسعة من أجل استكمال عملية الملء الثانى،فى ظل نوايا إثيوبية بالانطلاق إلى الملء الثانى للسد والذى لن يستبعد أن يكون خلال الشهر القادم كأقصى تقدير.

إثيوبيا وخطة استقطاب السودان لصف الأزمة.

 

حيث صرح السفير الإثيوبى بالخرطوم اليوم الأحد أن أديس أبابا لا يمكنها التجاوب بشكل مطلق مع مطالب مصر والسودان،مضيفا أنه لم يعد بإمكان إثيوبيا وقف الملء الثانى للسد،معللا ذلك بأن تلك العملية أصبحت تقنية فى الأساس،ويضيف السفير الإثيوبى أن إثيوبيا تتفهم مخاوف السودان،ومن واقع ذلك فإنها تطلع الخرطوم على كل ما يجرى بمشروع السد منذ البداية.
ويستكمل السفير الإثيوبى بالسودان حديثه بأن هناك من يحاول تسييس ملف السد،فى إشارة إلى مصر،قائلا أن إثيوبيا لا تسعى للإضرار بالسودان حيث هناك الكثير الذى يجمعهما سويا،مؤكدا أن إثيوبيا تستهدف من مشروع سد النهضة إنتاج الكهرباء فقط فى ظل احتياج ما يقترب من ٥٠ مليون إثيوبى إلى طاقة نظيفة،فى وقت تسهم فى إثيوبيا ب٨٥٪من مياه النيل على حد قوله.
يتزامن ذلك مع قرب إجراء جلسة بمجلس الأمن يوم الخميس المقبل بناء على طلب مصر والسودان،بهدف الوصول إلى اتفاق ملزم بشأن تشغيل السد ووقف عملية الملء الثانى.

مصر تقوض صلاحية مبدأ التفاوض المجانى مع إثيوبيا.

 

تحدث الرئيس السيسي منذ أيام قليلة عن عدم تفاوض لا نهائى بشأن قضية سد النهضة،لم يكن ذلك التأكيد الأول من نوعه من قبل الرئيس السيسي خلال الشهور الماضية.
حيث بعث الرئيس السيسي برسالة مسألة خلال ندوة تثقيفية نظمتها القوات المسلحة على هامش مناسبة يوم الشهيد،والتى ذكر فيها أن مصر لن تتفاوض من أجل التفاوض فقط،موضحا أن مبدأ التفاوض ليس ذو صلاحية دائمة.
وهذا بدوره يؤشر بأن مصر تسعى لوضع صلاحية لمبدأ التفاوض السلمى والتى كانت بدايتها بالتفاوض الثلاثى،والذى أعقبه عملية الملء الأول التى رأت فيها مصر والسودان خرقا لاتفاق المبادئ الموقع عام ٢٠١٥،والتى تريد مصر أن تضع حدا نهائيا له بالجلسة التى سيعقدها مجلس الأمن يوم الخميس المقبل.
ولهذا تحاول إثيوبيا ضرب مخطط التنسيق بين مصر والسودان من أجل إحداث فجوة بينهما تمكنها من عدم التوافق حول وقف الملء الثانى،أو تعزيز دور الإتحاد الأفريقى بعيدا عن المقترحات التى على شاكلة اللجنة الرباعية الدولية،بهدف تنفيذ المخطط الإثيوبى الأسود.

الخيار العسكرى ضد السد قد يصبح حلا للأزمة.

 

وسط تقارير كثيرة تفيد بوجود مخططات إثيوبية لبناء سدود أخرى خلال السنوات القادمة،يعد سد النهضة هو البوابة التى تحاول إثيوبيا الدخول منها إلى منطقة حوض النيل لتحويلها إلى منطقة استثمارية مائية لصالح اطراف دولية أخرى ومن بينها إسرائيل،من خلال القفز على الحقوق التاريخية لدولتى المصب التى تحافظ عليها من خلال اتفاقية المياه التى تطلق عليها آديس أبابا بأنها”استعمارية”.
قيام مصر بتدويل الحل من خلال إشراك المجتمع الدولى يستهدف كشف نوايا إثيوبيا نحو تأزم الوضع بمنطقة القرن الأفريقى ومحاولة تغيير المعادلة المائية،مما قد يخلق منطقة مأهولة بالنزاع وبؤرة توتر لتصبح خنجرا بخاصرة الدولة المصرية،وبوجه خاص لتغل يد القاهرة تجاه بغض ملفات المنطقة الأخرى.
فمصر من خلال قدراتها العسكرية لا تسعى لضرب السد بشكل مباشر، ولكنها ترمى إلى كسب التأييد الدولى بالدفاع عن حقوقها المائية بكل الوسائل بما فيها العسكرية،مما قد يرده إثيوبيا عن مخططات السدود التى يقدر عددها بأربعين سدا كما أفادت كثير من المصادر.
المصدر /