أسباب اضطراب التوحد وطرق علاجه

أسباب اضطراب التوحد وطرق علاجه

اضطراب التوحد هو اضطراب نمائي يؤثر في اكتساب اللغة وصور التواصل الاجتماعي المختلفة مما يجعل الطفل منغلقًا على ذاته، ويمكن اكتشاف التوحد في عمر مبكر، حيث إن الأطفال الذين يعانون من التوحد لا يبدون أي مظاهر للتواصل كغيرهم من الأطفال في عمرهم، وخلال المقال سنتناول التوحد من حيث أسبابه، وأعراضه، ومستوياته، بالإضافة إلى العلاجات الخاصة بهذا الاضطراب.

أسباب اضطراب التوحد

لم يتمكن العلم من الوصول للسبب الحقيقي للتوحد، ولكن كغيره من الاضطرابات يمكن أن يرجع إلى عوامل وراثية أو بيئية.

العوامل الوراثية

حدوث الطفرات الجينية يمكن أن يهدد بخطر التوحد، وتتدخل العديد من الجينات في إظهار التوحد، كما تؤثر الجينات على الدماغ والخلايا مما ينعكس على التواصل ويسبب ظهور الأعراض.

العوامل البيئية

تتضمن العوامل البيئة فترة الحمل والمضاعفات التي تحدث فيها، وأيضًا الأدوية التي يتناولها الطفل، بالإضافة إلى الفيروسات التي يمكن أن يصاب بها وتؤثر على نموه الطبيعي.

اضطراب التوحد

أعراض اضطراب التوحد

يظهر اضطراب طيف التوحد في التفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى السلوكيات الصادرة عن الطفل المصاب به، وتظهر العلامات بالصور الآتية:

التواصل الاجتماعي

عدم التفات الطفل عند النداء باسمه.

رفض الطفل التقرب الجسدي منه حيث يرفض اللمس أو العناق.

تفضيل الطفل اللعب بمفرده.

غياب التواصل البصري وضعف التعبير عن المشاعر بالوجه.

تأخر في تعلم الكلام وربما لا يتكلم الطفل أبدًا في سن صغير.

عدم القدرة على تكوين الجمل، وبدأ محادثة مع غيره من الأطفال.

تسمية الشيء الذي يريد الحصول عليه فقط أو الاكتفاء بالإشارة إليه.

تكرار الكلام دون فهم الطريقة الصحيحة لاستخدامه، والتحدث بطريقة آلية.

عدم إدراك الطفل لمشاعر الأخرين، حيث لا يمكنه استيعاب الأسئلة التي توجه إليه، أو الإجابة عليها.

لا يمكنه تفسير تعبيرات الآخرين وإشاراتهم اللفظية، حيث يظهر وكأنه بلا مشاعر، ولا يمكنه التعاطف مع أحد.

أنماط السلوك

الحركات التكرارية كالرفرفة باليدين، أو الدوران في المكان بلا ملل.

القيام بضرب الرأس في الحائط والعض وغيره من السلوكيات المسببة للأذى له.

ممارسة سلوكيات روتينية ورفض تغيرها.

وجود أنماط سلوكية غير سوية، مثل المبالغة في ردة الفعل أو التصلب، وأيضًا القيام بأفعال غير متزنة.

عدم إدراك السلوك الصحيح للتعامل مع البيئة من حوله أو ألعابه، فهو يدرك جزءً من اللعبة ولكن لا يعلم ما هي وظيفة تلك اللعبة، وكيف تعمل.

وضع اليد على الأذن في حال سماع الأصوات المرتفعة، بسبب الحساسية الزائدة للأصوات.

إغلاق العين عند وجود ضوء قوي.

عدم المبالاة بارتفاع الحرارة أو انخفاضها.

استجابة للألم أضعف من أقارنه.

الاكتفاء بنوع واحد من الطعام وعدم تناول غيره، ورفض الأطعمة والمشروبات الجديد بالنسبة إليه.

لا يمكن القيام باللعب التخيلي.

مستويات اضطراب التوحد

يصنف التوحد ضمن ثلاث فئات، وهي:

التوحد البسيط

أخف درجات التوحد ويستطيع الطفل التحدث، ويمكن أن يمارس حياته مع تقديم بعض الدعم له للتغلب على مشكلات التواصل التي يواجهها والأنماط السلوكية الناتجة عن الإصابة بالاضطراب.

التوحد المتوسط

تظهر أعراض التوحد على الأطفال في هذا المستوى بدرجة متوسطة، ويحتاج الأطفال إلى الدعم لمواجهة المشكلات، حيث لا يمكنهم التواصل مع الآخرين ويظهر عندهم القصور في اللغة.

التوحد الشديد

أشد درجات التوحد حيث يحتاج الأطفال في المستوى الثالث إلى الدعم الكامل، وذلك لعدم قدرتهم على التواصل بكافة أشكاله.

علاج اضطراب التوحد

يهدف علاج التوحد إلى الحد من الأعراض الظاهرة، ومساعدة الطفل على التأقلم مع البيئة، وتعلم المهارات اللازمة،وذلك عن طريق أنواع العلاج الآتية:

العلاج السلوكي

يقوم به المتخصصون في مجال علاج التوحد ووضع البرامج السلوكية المناسبة، حيث يساعد هذا النوع من العلاج على:

التخفيف من صعوبات التواصل الاجتماعي.

الحد من السلوكيات اللاإرادية الناتجة عن الإصابة بالتوحد.

تعليم الطفل المهارات اللازمة.

تدريب الطفل على الطرق الأفضل للتواصل والتصرف في المواقف المختلفة.

معالجة المشكلات اللغوية.

تخفيف السلوكيات المسببة للمشكلات مع الآخرين.

العلاج التربوي

يشترك في هذا النوع من العلاج فريق عمل من المتخصصين في علاج التوحد وتأهيل الطفل، ويركز العلاج التربوي على القيام بأنشطة متعددة تحسن السلوك وتزيد من المهارات المختلفة للطفل، ويفيد العلاج التربوي بدرجة كبيرة في حال التدخل المبكر.

العلاج الأسري

يساعد العلاج الأسري الآباء والأمهات على تعلم العديد من المهارات اللازمة للتفاعل مع طفل التوحد ومساعدته في تخطي المشكلات السلوكية التي يعاني منها، وأيضًا يدرب الأهل على الطرق الجيدة لتعليم الطفل المهارات اليومية.

العلاج الدوائي

لا تستخدم الأدوية كعلاج لطيف التوحد، ولكن يمكن أن يصف الطبيب الأدوية للسيطرة على الأعراض كفرط الحركة والسلوكيات الحادة، ولكن لا ينبغي إعطاء الطفل أي دواء إلا بوصف الطبيب المتخصص.

العلاج الطبيعي

يلزم العلاج الطبيعي مع حالات التوحد التي تعاني من مشكلات في الحركة، أو التوازن.

العلاقة بين اضطراب التوحد والذكاء

لا يؤثر اضطراب طيف التوحد في الذكاء، حيث نجد أطفالًا يتمتعون بالذكاء المرتفع، وأطفال في فئة الذكاء المتوسط، لذلك فإن التوحد لا يؤثر في الذكاء والأطفال المصابين بالتوحد ينقصهم مهارات التكيف والتواصل، ولا يعود ذلك النقض لخلل في مستويات الذكاء لديهم.

التدخل المبكر يساعد في تحقيق نتيجة أفضل بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد، لذلك ينبغي فحص الطفل بطريقة دورية عند طبيب الأطفال للتأكد من عدم ظهور علامات تدل على التوحد لديه.