اضطراب طيف التوحد

اضطراب طيف التوحد

اضطراب طيف التوحد

كتابة /هدير الحسيني

ما هو اضطراب طيف التوحد؟

يعرف طيف التوحد بأنه خلل يحدث في نمو الدماغ، ويظهر تأثيره في التواصل والسلوك كما أنه يظهر بوضوح  في الأنماط المتكررة من سلوكيات الطفل الاهتزاز بالرأس، والرفرفة باليدين، والضحك أو البكاء الهستيري، ويظهر أعراض هذا الإضطراب في العامين الأولين من حياة الطفل لذلك على الآباء أن ينتبهوا٠

ما هي أسباب اضطراب طيف التوحد؟

من الشئ المعقد في هذا الاضطراب أنه لا يوجد سبب معروف لحدوثه إلي الآن ولكن كما يذكر في الأبحاث العلمية أن يكون هناك عوامل وراثية وبيئية لحدوث الاضطراب:

  • العامل الوراثي: بسبب تدخل عدة جينات مختلفة فينشأ من ذلك اضطراب طيف التوحد ويرتبط عند بعض الأطفال باضطراب جيني مثل متلازمة ريت أو متلازمة الصبغي إكس الهش، وقد تؤثر جينات أخرى في تطور الدماغ وتواصل خلاياه فتبدو بعض الطفرات الجينية موروثة وتحدث طفرات أخري بشكل تلقائي.
  • العامل البيئي: فالباحثون لازالوا يدرسون العدوى الفيروسية والأدوية والمضاعفات التي تحدث  أثناء الحمل وملوثات الهواء لكي يصلون إذا كانت هذة العوامل لها دور في حدوث اضطراب طيف التوحد. 

 

أعراض اضطراب طيف التوحد؟

لا بد أن يظهر عليهِ صعوبات في المجالات الفرعية الثلاثة للتواصل الاجتماعي، وأن يكون لديه واحد أو اثنين من السلوكيات الحسية والحركية المختلفة التي تحتاج إلى مساعدة هذا الطفل ، وقد يعانوا أطفال التوحد من بعض الأعتلالات ومنها الصرع، والاكتئاب، والقلق، وإضطراب نقص الأنتباه وفرط الحركة، كما أنه يصاحبه إعتلالات جسمية مثل صعوبة النوم وقد يلجأ الطفل لإيذاء نفسه كما أن هناك مستويات متفاوتة بين أطفال التوحد منهم من يكون شديد ومنهم من يكون متوسط وضعيف٠

مدى انتشار التوحد بين الأطفال حول العالم؟

أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية عام 2022 أن هناك طفل من كل 100 طفل حول العالم مصاب بالتوحد ولكن معدل انتشار التوحد في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط غير معروف٠.

هل طفل التوحد يستطيع أن ينمو نمواً طبيعياً؟

بالطبع كلما كان اكتشاف الإضطراب مبكراً كلما كانت نتائج العلاج والمتابعة رائعة فالتدخلات النفسية والاجتماعية المبكرة لطفل التوحد تعمل على تحسين قدرته على التواصل الفعال والتفاعل الاجتماعي٠ 

 

من أهم العلاجات التي تقدم لمصابين إضطراب بطيف التوحد؟

  • العلاج السلوكي.
  • العلاج التنموي.

 

العلاج السلوكي : يتم تقديم العلاج من مختلف الاتجاهات  في التعليم أو  المجتمع أو المنزل أو مجموعة من الإعدادات، والأهم من تقديم العلاج فى أى اتجاه هو تواصل مقدمو الخدمة مع بعضهم البعض ومع الشخص المصاب باضطراب طيف التوحد وأسرهم للتأكد من أن أهداف العلاج يلبي احتياجات الطفل٠

ومن أولي هذة العلاجات التي تتم هو العلاج السلوكي:

يركز العلاج السلوكي على تغيير السلوكيات من خلال فهم المعالج  وما يحدث قبل السلوك وبعده، كما تمتلك الأساليب السلوكية أكثر الأدلة على علاج أعراض اضطراب طيف التوحد، حيث يُطلق على العلاج السلوكي الملحوظ للأشخاص المصابين بالتوحد اسم تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، هذا المنهج يعمل على  تنمية السلوكيات المرغوبة وتقليل السلوكيات غير المرغوب لما في ذلك تحسين مجموعة متنوعة من المهارات ويتم  تقييم هذا  من خلال المتابعة وقياس مدى التحسن الذي صار عليه الطفل، حيث أن يتم تعليم السلوك المرغوب فيه خطوة بخطوة لكي تحدث الاستجابة المطلوبة و يتم تقسيم الدروس إلى أبسط أجزائها،  ولكى نشجع الاطفال على هذا لا بد من أن تتم مكافأة الإجابات والسلوكيات المرغوبة، يتم تجاهل الإجابات والسلوكيات غير المرغوب فيها.

وتركز المناهج التنموية على تحسين مهارات تنموية محددة ، مثل المهارات اللغوية أو المهارات البدنية ، أو مجموعة واسعة من القدرات التنموية المترابطة،وغالبًا ما يتم الجمع بين المناهج التنموية والمقاربات السلوكية.

العلاج التنموي: يعتبر هذا العلاج هو الأكثر شيوعًا للأشخاص المصابين بالتوحد ويتم عن طريق  علاج النطق واللغة، ويساعد  علاج النطق واللغة على تحسين فهم الشخص واستخدامه للكلام واللغة لكي يتواصل بعض المصابين باضطراب طيف التوحد شفهيًا، وهناك من يتواصل من خلال استخدام الإشارات أو الإيماءات أو الصور أو جهاز الاتصال الإلكتروني.

يرجع أهمية العلاج المهني أنه يساعد على تعليم المصاب باضطراب طيف التوحد مهارات الحياة اليومية  التي تساعده على العيش بشكل مستقل قدر الإمكان، وقد تشمل (المهارات ارتداء الملابس، وتناول الطعام والاستحمام، والتعامل مع الأشخاص )ويشمل العلاج المهني أيضًا:

علاج التكامل الحسي للمساعدة في تحسين الاستجابات للمدخلات الحسية التي قد تكون مقيدة أو ساحقة فهذا النوع من العلاج هو بمثابة العلاج الطبيعي لتحسين المهارات البدنية ، مثل الحركات الدقيقة للأصابع أو الحركات الأكبر في الجذع والجسم.

.

 

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7398158/