6 خطوات عملية لتجاوز اضطراب ما بعد الصدمة

6 خطوات عملية لتجاوز اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب نفسي يحدث عند الأشخاص الذين عانوا من حدث صادم أو أكثر. قد يكون هذا الحدث ضار عاطفياً، جسدياً أو مهدد للحياة، أحياناً ليس بالضرورة أن يقاسي الحادث بل يكفي أن يشاهده! ربما يكون ناتجاً عن الكوارث الطبيعية كالزلازل، الإعتداء، الحروب، صدمات الطفولة، وفاة أحد الأحباء أو التنمر.

كيف يشخص اضطراب ما بعد الصدمة؟

هناك بعض العلامات المميزة  تساعد الأطباء على التشخيص. من الضروري مرور شهر على الأقل من الحدث، ويمكن أن يتأخر ظهور الأعراض حتى بعد مرور عدة سنوات على الحدث، ومن أجل التشخيص الدقيق يجب أن تستمر الأعراض لمدة شهر على الأقل.

ما هي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة ؟

تختلف الأعراض من شخص إلى آخر بطبيعة الحال بسبب اختلاف طريقة تعبيرهم عن مشاعر القلق والخوف، لكن عامةً يمكن تقسيم الأعراض في الفئات التالية:

 

1. أعراض اقتحامية:

وتشمل مايلي:

  1. تكرار ذكريات مزعجة عن الحدث مراراً وتكراراً، يشعر المريض كأنه يعيش الحدث مرة أخرى.
  2. كوابيس عديدة.
  3. أفكار اكتئابية وقلقة تتفاقم بشكل متسارع.
  4. مشاعر الضيق عند تذكر الحدث.

2. أعراض تجنب للحدث:

حيث يتجنب المصاب الأماكن والأحداث والأشخاص التي تذكره بما حدث معه، كما وتشمل تجنب المشاعر والأفكار المرتبطة بالحدث. يمكن أن تؤثر هذه الأعراض على نمط الحياة اليومي للشخص، فإذا الشخص قد علق في المصعد وسبب له هذا صدمة، يمكن أن يتجنب هذا الشخص الصعود بالمصعد مجدداً.

3. تغيرات في ردات الفعل واليقظة:

فيصبح من الصعب على الشخص النوم، ومن السهل استفزازه بسرعة، سيعاني أيضاً من نوبات غضب عارم وسيشعر بالخوف والقلق عند أصغر المحفزات. يضع العيش بالقلق والتوتر الدائم ثقلاً كبيراً على كاهل الشخص ويمنعه من التفكير السليم واتخاذ القرارات الصائبة.

4. التفكير السلبي وتغيرات في المزاج:

تشتمل على:

  1. فقدان الذاكرة الجزئي ونسيان جزء من الحدث المؤلم.
  2. أفكار سلبية حول نفسه والعالم من نحوه.
  3. الإكتئاب والشعور بالتعب والحزن معظم الوقت.
  4. الشعور بالذنب ولوم الذات تجاه الحدث  رغم ان الحدث لم يكن خطأ هذا الشخص.
  5. الشعور بمشاعر سلبية تطغى على الإيجابية كالغضب والحزن.

كيف تؤثر الصدمات في الأطفال؟

تختلف الأعراض عند الأطفال، وتختلف من طفل لآخر. معظم الأطفال يبللون فراشهم، يفقدون القدرة على النطق والكلام، الخوف حتى أثناء اللعب أو يصبحون عنيفين ويسيئون التصرف مع الكبار.

كيفية علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟

يقسم العلاج إلى قسمين علاج دوائي وعلاج معرفي سلوكي، بالطبع يختلف العلاج من شخص لآخر، ومن الضروري أن يتم بإشراف طبيب أو معالج نفسي.

1. علاج معرفي سلوكي:

ويدعى العلاج بالتكلم، هناك نوعان للعلاج:

  1. علاج بالتعرض: يساعد الشخص على مواجهة مخاوفه بطريقة آمنة، حيث يطلب المعالج من المريض تذكر الموقف بالتفصيل والتكلم عنه أو كتابته، والذهاب إلى مكان الحادث.
  2. إعادة البناء المعرفي: حيث يساعد المعالج المريض ليعيد النظر بالموقف بطريقة واقعيّة، فالمريض يتذكر الحدث بطريقة بعيدة عن الواقع ويغلفه بمشاعر سلبية كالخجل والحزن والخوف.

اضطراب ما بعد الصدمة

2. علاج دوائي:

تشمل أدوية مضادات الإكتئاب وحالات القلق مثل دواء الدولوكسيتين، جميع الأدوية تعطى فقط تحت إشراف طبيب نفسي.

خطوات عملية لعلاج الصدمات النفسية:

لابدّ من علاج ورغبة ذاتيّة لتخطي الصدمة بجانب العلاج الدوائي والسلوكي. إليك خطوات بسيطة تساعدك على تخطي الصدمات:

  1. تكلم مع المقربين: ستقدم لك عائلتك وأصدقائك دعماً عاطفياً كبيراً، من المهم أن تدرك أنك لست وحيداً وهناك من يهتم لأمرك.
  2. ممارسة الرياضة: بحسب الخبراء فإن ممارسة الرياضة اليومية تخفف من مشاعر القلق والتوتر وتعيد التوازن النفسي والجسدي. حافظ على نصف ساعة من التمارين اليومية على الأقل، أو امشِ في أماكن طبيعية تساعد على تهدئتك.
  3. تعامل مع مشاعرك: اعترف بمشاعرك بينك وبين نفسك وتقبلها، إن هذه الخطوة هي الأهم والأولى في طريق تعافيك، دون يومياً ما تشعر به في دفتر خاص، قد يكون هذا صعباً في البداية لكن له تأثير عظيم في التعافي.
  4. قدّم لنفسك الرعاية: اشعر نفسك بأنك تحبها وترعاها، قم بما يشعرك بالسعادة والإسترخاء كشىراء ثياب جديدة أو الاستماع للموسيقى.
  5. ضع لنفسك أهدف صغيرة: عندما تحقق أحد أهدافك تغمرك مشاعر السعادة والإنجاز، ضع هدفاً يسهل تحقيقه يومياً في الصباح واعمل على تحقيقه ولاحظ تغير حالتك المزاجية للأفضل.
  6. لا تبقى وحيداً: حاول قضاء وقت جيّد مع الناس والخروج معهم، التكلم مع الناس يخفف الأعراض المرافقة بشكل جيد، كما ويفضل الإبتعاد عن الأشخاص السلبيين حتى ولو كانوا من المقربين.

في النهاية من الضروري أن تعلم أن مريض اضطراب ما بعد الصدمة هو شخص طبيعي وليس مجنوناً، إذا كنت على صلة بشخص مريض قدّم له يد المساعدة حتى لا يغرق في مرضه وينجر نحو الإكتئاب والعزلة.