اكتشافات غامضة في أعماق المحيطات

اكتشافات غامضة في أعماق المحيطات

اعتقد الإنسان قديماً بخرافات عديدة عن البحار والمحيطات، ولم تتوفر للبحارة آنذاك معرفة علمية حقيقية عن الأحوال السائدة في أعماق البحار حيث كانت المعلومات عن التيارات البحرية نادرة.فعالم البحار يمتلئ بالكثير من الأسرار والظواهر الغريبة ولكن ليس لها تفسير حتي الآن.

فمع التقدم التقني الذي توصل إليه الإنسان إلا أن البحار والمحيطات مازالت أكثر الظواهر غموضاً فعالم البحار والمحيطات حيث يتميز بالغموض والأسرار التي يسعى العلماء إلى سبر أغوارها والكشف عنها، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي الهائل ما زال هناك الكثير من الأمور التي لم تُكشف أسرارها بعد.

ومع ذلك هناك الكثير من الأسرار والعجائب التي تم التوصل إليها  من خلال معلومات قيمة  لبعض الحيوانات البحرية  بختلافها، كطريقة حياتها، أو أنواع طعامها، وأماكن تواجدها، وأمور أخرى كثيرة.

غرائب الاكتشافات

ففي تلك الأعماق درس العلماء  الحياة من خلال نوافذ الغواصات حيث توجد بعض الحيوانات اللافقارية مثل: المرجان الثماني ذو اللون الأحمر الفاتح، ونجوم البحر التي تعيش فوق صخور البازلت، كما يوجد شقائق النعمان وسرطانات البحر التي تتغذى على ديدان ريش البحر.

فعند عمق ألف متر من سطح البحر، وبمحاذاة الساحل الشمالي الغربي لاسكتلندا، يزخر قاع المحيط المظلم والمغطى بالطين بالحياة ، وذلك بفضل النظام البيئي للشعاب المرجانية  في المياه الباردة ، والذي يسمى “تلال داروين” تلك المجموعة من التلال الرملية تحت الماء، والتي تمثل أحد أكبر الموائل الشمالية لمرجان المياه الباردة.

ونظرًا لوجود هذه الشعاب المرجانية في أعماق المحيط، فمن الصعب رؤيتها، وفي الواقع لم يعلم أحد بوجودها حتى عام 1998.فهذه الشعاب هشة للغاية، وقد تلحق بها مراكب صيد تجر شباكًا في أعماق المحيط أضرارًا بالغة، أو تدمرها بسهولة. وتقول فيرل هيوفين، من المركز الوطني لعلم المحيطات في المملكة المتحدة: “إذا أُتلفت مستعمرات المرجان، فلن تتكاثر بسهولة، وسيتعذر حينئذ نشوء مستعمرات جديدة للمرجان”.

شعب مرجانية

مخلوقات لا تفسير لها

تتواجد في الأعماق الأسماك (الطائرة ) التي تعيش في بحار المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية منذ أقدم العصور،  فهذا النوع من الأسماك يسبح بسرعةٍ عاليةٍ تتراوح بين خمسٍ وعشرين إلى خمسٍ وثلاثين كيلومتراً في الساعة بالقرب من سطح البحر، وفجأة تتحوّل زعانفها الصدريّة لتصبح شبيهةً بالأجنحة، في تلك الأثناء تعتمد هذه السمكة على الجزء السفليّ من الذيل ذي الزعنفة المشقوقة، والذي يدفع رأسها وصدرها لتنطلق بعدها في الهواء معتمدةً في هذا الأمر على زعانفها الطويلة الواسعة.

كما تلجأ هذه السمكة إلى الطيران خوفاً من اقتراب السفن، أو هروباً من عدو، حيث يمكن أن تصل في طيرانها لمسافةٍ تقارب الأربعين متراً، لكن من الصعب اعتبار هذا الأمر طيراناً حقيقيّاً كالطيور.

كما تظهر أيضًا سمكة (الفأس) لتجذب نظر العلماء نظرا لما تملكه من قدرات رغم صغر حجمها، حيث وجد العلماء أن سمكة الفأس هذه التي تعيش في أعماق المحيط لديها حوامل ضوئية على سطحها البطني، تنبعث منها الأضواء التي تساعدها على تشتيت الأسماك التي تقترب منها، كما أن طول هذه السمكة يبلغ من 1- 5 بوصة ورغم ذلك شكلها مرعب للغاية.

بينما تتواجد سمكة (الفُقاعة) التي تعد من الأسماك الجلاتينية  ذات مظهر جذاب ولافت جدا للنظر فهي تعيش في أعماق المحيط البعيدة حيث يكون ضغط المياه عالي جدا في هذا المكان مما تسبب في إكسابها هذا الملمس والمظهر الجلاتيني الخالي من العضلات وهي بذلك تستطيع ابتلاع أي طعام.

بينما يعد (خيار البحر)من القنفذيات حيث ينمو الشوك على الجلد وليس له شكل رأس محدد كما أن شكله يدل على أنه لا يمتلك أي من الحواس أي ليس لديه مخ أو قرون استشعار، ومع ذلك فهو له دور كبير في الحفاظ على النظام البيئي حيث يقوم بابتلاع المواد العضوية الموجودة في الرواسب بعملية تسمى؛ البلعمة.. ثم يخرجها في صورة فضلات عبارة عن رمال مشبعة بالمواد الغذائية التي ينمو عليها الطحالب ونباتات البحر، والبويضات التي يخرجها خيار البحر تعتبر كذلك غذاء لبعض الأسماك الأخرى.

خيار البحر

وتعيش سمكة (عفريت القرش) في الأماكن المظلمة في قاع المحيط،  ولها شكل غريب مرعب يختلف تماما عن سمك القرش العادي كما تختلف في اللون أيضا، ويشير البعض إلى أن هذا الجزء الموجود على الرأس يساعدها في التعرف على مكان تواجدها واتجاه حركتها من خلال الموجات الكهربائية التي يصدرها.. كما أنه من الصعب جدا رؤيتها حيث أنها تعيش في أماكن مظلمة داكنة السواد وقد تم وضع واحدة من هذا النوع من الأسماك في حوض أسماك باليابان توفيت بعد وقت وجيز جدا.

كما توجد سمكة (اللسان الحلزون فلامنجو) ويعيش هذا النوع من الأسماك في قاع المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي، وهي تتغذى على المواد السامة دون أن يسبب ذلك أي ضرر لها حيث تقوم بامتصاص المواد السامة وتصبح بذلك سامة مما يساعدها في حماية نفسها من الافتراس.

ولكن تظل السمكة (العقرب) من أخطر الأسماك على الإطلاق، إذ تمتد من جسمها العديد من الزوائد الملونة كالريش، وتمتد هذه الزوائد على طول جسمها، وخاصّة في مقدمة رأسها، وفوق ظهرها وذيلها، وعلى جانبيّ جسمها، فتظهر وكأنّها طائرٌ يعيش تحت الماء. وتستطيع هذه السمكة حقن ضحيتها بالسم الموجود في غددٍ توجد في قواعد زعانفها، والذي يؤدّي إلى موت الضحيّة خلال دقائقَ معدودةٍ، ولهذا السبب فإن الصيادين يخشون الاقتراب منها. تتميّز هذه السمكة برأسها الكبير، وبوجود بروزٍ عظميٍّ أعلى وأسفل كلّ عين، وفمها متسع محاطٌ بلوحاتٍ حادةٍ صلبة، وجسمها مغطّى بالحراشف المدببة. وتنتشر هذه السمكة في كافّة المحيطات حول العالم، وهناك بعض الأنواع التي تعيش في المياه العذبة، وهي تعيش بشكلٍ عام بالقرب من الشواطئ، لكنّها في كثيرٍ من الأحيان تفضل المياه العميقة.

عقرب البحر

ومازالت المحيطات من أعظم التحديات المعرفية التي يقف أمامها العلماء في حيرة وتوجس وغموض مستمر،وأسئلة عالقة وعوالم مجهولة مطمورة في التخمينات مدججة بالألغاز, فالمعارف البشرية مازالت تحدياً يطفو علي سطح الاهتمامات للوصول إلي لغز أعماق المحيط.

تفسير لمدن بالأعماق

فقد اختفت مدينة هرقليون قبل 1200 سنة، والتي  تُعد من أعظم المدن الساحلية في مصر تحت البحر الأبيض المتوسط. ولم يبحث عنها أحد. وحين ذهب عالم الآثار الفرنسي “فرانك جوديو” يبحث عن سفن حربية فرنسية غارقة منذ القرن الثامن عشر، عثر على تمثال ضخم لوجه وهو ما قاد لاكتشاف “مدينة هرقليون” والتي اعتٌقد أنها أسطورة لسنين طويلة.كما عثر على 64 سفينة مدفونة في الوحل، وتماثيل طويلة. ويُعتقد أن المدينة غرقت نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر، أو ربما بسبب موجة مد وجزر، أو زلزال. ويعتقد العلماء أن البحوث قد تستمر لأكثر من 200 عاماً لمزيد من الاكتشافات لهذه المدينة الغارقة.

كما اكتشف فريق بحث سويدي عام 2011،  كتلة حجرية في بحر( البلطيق) تلك التشكيل الصخري الدائري، يصل قطره إلى 60 مترًا، حيث  وُجد على عمق 90 مترًا في بحر البلطيق. وحتى اليوم قام الفريق برحلتي استكشاف، وفي المرة الثانية وجد الفريق ما يشبه الدرج، وثقبًا أسود مستديرًا قاد مباشرة إلى البناء. وتوجد العديد من النظريات عن هذا الاكتشاف الغامض.

تفسير لمدن بالأعماق

ويرى الباحثون أنها تشكيلات من صنع الإنسان، فقد تكون مخلفات من سفن حربية قديمة. ويرى البعض أنها من صنع الطبيعة نتيحة حركة تيارات المحيط، وحركة الأسماك التي كانت سببًا في تشكل هذا التشكيل الهندسي. وتبقى هذه الكتلة الحجرية لغزًا يحير العلماء.

فقد تكون مهنة  الاستكشاف في مياه المحيطات والبحار من أكثر الوظائف المخيفة والمثيرة للاهتمام في ذات الوقت. وقد اكتشف الباحثون أعظم الاكتشافات تحت المياه، منها مدنًا وقرى غارقة، وطرقًا مختلفة لكنها بقيت اكتشافات غامضة لم يُعرف سبب بنائها أو وجودها.