تاريخ الأهرامات… أول وصف دقيق لهرم خوفو من الداخل

تاريخ الأهرامات… أول وصف دقيق لهرم خوفو من الداخل

رغم مرور آلاف السنين على بناء الأهرامات المصرية وخاصة هرم خوفو، فلا تزال من عجائب الدنيا السبع وأقوى رموز الحضارة المصرية حتى يومنا هذا. انها الأهرامات التي حيرت العلماء في كيفية بنائها والغرض التي بنيت من أجله، فهناك من يقول انها كانت مركز لتوليد الطاقة باستخدام مياه النيل، وأن المصري القديم عرف الكهرباء اللاسلكية، ولكن الرأي الغالب هو أنها مقابر للملوك والملكات.

 

هرم خوفو

 

يرجع تاريخ بناء الأهرامات إلى عصر الدولة القديمة أو ما يسمى بعصر بناة الأهرامات في الفترة من (2686 ق.م – 2181 ق.م)، وقد بنيت من حجارة ضخمة تم جلبها من منطقة اسوان حنوب القاهرة عبر نهر النيل الذي كان يصل إلى منطقة الأهرامات آنذاك، ويعتبر هرم خوفو الموجود غرب الجيزة الأكبر من بينها، وهي معلم سياحي لا مثيل له، ومصدر إلهام للفن والحياة الثقافية، ويقال انه استغرق 10 سنوات لبنائه. وقد ظلت الأهرامات موضع للجدل والاثارة والغموض حتى يومنا هذا.

فيما بين سنتي 632هـ/1226م و628هـ/1231م، ألف الشريف أبو جعفر محمد بن عبد العزيز الإدريسي كتاب “أنوار علوي الأجرام في الكشف عن أسرار الأهرام”.

وكان للإدريسي الذي ولد بالقرب من دندرة بصعيد مصر، وعاش في العصر الأيوبي، وجهة نظر في الأهرامات المصرية عكسها كتابه، وهي أن صلاح الدين الأيوبي أمر بهاء الدين قراقوش الأسدي بهدم الأهرام الصغيرة، واستخدام حجارتها في بناء أسوار القاهرة، وأنه عاين الأهرام المهدومة، وعند الكشف عن أسوار القاهرة وجد بعض الأحجار التي تحتوي على النقوش الهيروغليفية التي تعود إلى عصر الدولة القديمة، ولكن الكثير من المؤرخين أكدوا أن صلاح الدين لم يهدم الاهرامات أبدًا، ولكن ما فعله هو الاستعانة ببقايا ابنية متهالكة، وكانت هذه ظاهرة موجوده في العصر الفرعوني.

أراد الإدريسي من كتابه أن يكون جامعًا لأخبار الأهرامات، وما توافر عنها من معلومات، خاصة أنها كانت مزارًا لكبار الشخصيات التي زارت مصر في العصور الإسلامية، ومن هؤلاء مجموعة من الصحابة والتابعين الذين زاروها في أعقاب الفتح الإسلامي لمصر، ووقف المؤلف كثيرًا حول زيارة المأمون للأهرامات، وأمره بنقب هرم خوفو، تلك الزيارة التي ورد ذكرها في حكايات ألف ليلة وليلة، ومما يذكره عن نقب هرم خوفو، فنقب أحد الهرمين المحاذيين للفسطاط بعد جهد شديد، وعناء طويل، فوجد داخلها حراق ومهاو يهول أمرها، ويعسر السلوك فيها، ووجد أعلاه بيت مكعب، وبلغ طول كل ضلع من أضلاعه حوالي ثمانية أذرع، وكان في المنتصف حوض رخام مطبق، وعندما حطم غطاؤه لم يجد غير عظام بالية، قد أتت عليها العصور الخالية، فعند ذلك أمر المأمون بالكف عن نقب ما سواه، ويقال: إن النفقة على نقبه كانت عظيمة والمؤنة شديدة.

وهذا هو أول وصف دقيق يصلنا لهرم خوفو من الداخل، ومن الواضح أن مومياء الفرعون كانت بالهرم من الداخل، ولكن لم يذكر المؤرخون، إن كان قد وجد أثاث جنائزيّ أو تحف صغيرة بالهرم، ولكن يبدو أن سكوتهم عن ذلك لا ينفي أو يؤكد وجود هذه التحف.

وكان كل من ملك مصر من الأمراء والملوك، يتخذون الأهرامات متنزهًا، ومنهم أحمد بن طولون، وخمارويه، ومحمد بن طفج الأخشيد، وبدر الجمالي، والصالح طلائع، وصلاح الدين الأيوبي، والملك الكامل.

 

المراجع: –

كتاب الخطط المقريزيّة أو المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار – ج ١، ص 223