الإمام الطيب والبابا فرانسيس.. نماذج للأخوة الإنسانية والتعايش السلمي

الإمام الطيب والبابا فرانسيس.. نماذج للأخوة الإنسانية والتعايش السلمي
الإالإمام الطيب والبابا فرانسيس

الإمام الطيب أنموذجًا يحتذى به في علاقاته الطيبة مع مخالفيه من المذاهب والأديان الأخرى

فهو يعمل جاهداً على غرس ثقافة السلام, وتحقيق مبدأ الأخوة الإنسانية.

ورغم أن كثيراً من شعارات ومصطلحات السلام والأخوة   براقة وخادعة تطلقها الدول الغربية لأهداف خبيثة لضرب استقرار مصر ووحدة شعبها؛ إلا أن الإمام الطيب ونظيره البابا فرنسيس يسعيان لتحقيق سلام وأخوة حقيقية بكل جدية وإخلاص.

وفي وطننا مصر لم نسمع في طفولتنا مثل هذه المصطلحات ولم نكن بحاجة لها, فالنماذج من زمن تشير إلى تلك الوحدة التي هي دافع فطري, وثوابت مسلم بها في كل مجتمعنا العربي,

ويضرب لنا الأستاذ تهامي منتصر مذيع التلفزيون المصري مثلين لتلك الوحدة الفطرية بين المسلمين والنصارى في مختلف البيئات

المثل الأول بمقر نشأته بقرية ” مشيرف” التابعة لمركز الباجوربالمنوفية, والثاني بشقته التي كان يسكن فيها بمنطقة الحدائق.

نماذج تتأسى بالإمام الطيب في تحقيق الأخوة

أما النموذج الأول للوحدة الوطنية بقريته ” مشيرف” , كانت تتجسد في بيت بيت المعلم ” تومة” النصراني وشقيقه المعلم ” توليبس” , وفيه ورشة النجارة ويقع أمام كتاب سيدنا الشيخ حسن لتحفيظ القرآن مباشرة

ووضع المعلم تومة زير ماء أمام البيت, وكلما فرغ زير الكتّاب من الماء لكثرة التلاميذ هرعنا إلي زير عمي تومة, فلا يجزع ولا يمنع أحدًا من شرب الماء المبرد في الزير, فقط يقول: ” ياولد غطي الزير زي ما كان وحط الكوز مكانه”

وزيادة علي هذا كان يدفع بطفله الصغير ” الشحات” للكتّاب ليتعلم معنا القراءة والكتابة وقصار السور ولا أحد يعترض أو يتعجب كونه نصراني!

تهامي منتصر يروى نماذج للوحدة الوطنية في قريته

أما النموذج الثاني للوحدة الوطنية في مسكن عمه بحدائق القبة في القاهرة,

فعند وصوله من قريته إلى حدائق القبة بالجلابية الكستور المقلم

وجد تهامي نفسيه بين أسرتين مسيحيتين,

في الشقة المجاورة الست أم رأفت عائلة مسيحية من 5 أفراد, وفي الطابق الأرضي عائلة عمي فرح وطنط أولجة والأبناء فؤاد وعادل وأمال وتريزة, سنة ورحلت أم رأفت خارج بيتنا

وبقي عائلة عمي فرح نموذجاً للأدب الرفيع والخلق الكريم والعشرة الطيبة,

عشت بينهم 20 عامًا أو يزيد لم أسمع كلمةً نابية أو دونها, ولم أرى من أسرة عمي فرح إلا كل خير في نقاء النفس وسلامة القلب

تحس أنهم من عالم الملائكة ؛ فلم أشعر لحظة بفارق إنساني واجتماعي أو حتي ديني بيننا.

كانت مشاركتهم ومجاملاتهم لنا تلغي أي فوارق؛ فكنت أجلس في البلكونة بعد الفجر لقراءة القرآن ومراجعة المقرر بصوت مسموع

يصل إلي غرفة طنط أولجة وهي أسفل البلكونة مباشرة,

وفي الصباح تثني علي قراءتي وصوتي وتقول: ” أنا بحب اسمعك وانت بتقرأ القرآن الصبح بدري” . فيرد عليها الأستاذ تهامي: ” آسف عن الإزعاج ياطنط” , فتبادله الرد: ” لا بالعكس انا عاوزة أسمعك صوتك حلو. . والقرآن حلو. . اقرأ واتشطر ولا يهمك” .

ويقول الأستاذ تهامي: ” عند العودة من المعهد تكون واقفة علي الباب العمومي فتستقبلني بترحاب ودعاء بالتوفيق

ومرات تأخدني من يدي وترقيني من الحسد

وأيام الامتحان تنتظرني عند العودة وفي جيبها طوفي مشكل, فتغرف وتعطيني

وعند ظهور النتيجة ” ناجح” , تحضني وتقبلني, وبعد العصر تقدم لي زجاجة شربات الورد الأحمر.

بعد هذين النموذجين برأيك هل لا زلنا نبحث ونتحدث عن الوحدة الوطنية وحق المواطنة؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *