الاضطرابات السلوكية للأطفال..أسبابها وكيفية علاجها والأعراض التي تظهر على مصابيها

الاضطرابات السلوكية للأطفال..أسبابها وكيفية علاجها والأعراض التي تظهر على مصابيها

الاضطرابات السلوكية أو الانفعالية هي إحدى فئات الإعاقة السلوكية التي تميز باختلاف السلوك الجوهري وبشكل مستمر عن السلوك الطبيعي مما يؤثر بالسلب على الآداء الأكاديمي ويتطلب تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات المدعمة.

فإذا كان لدى الطفل بعض الاضطرابات السلوكية يظهر بعض الاستجابات الغير مناسبة لعمره الزمني وإن كان من الصعب تمييز السلوك الطبيعي عن السلوك المضطرب بدقة ووضوح لدى الأطفال

هنالك العديد من المصطلحات الدالّة على الاضطرابات السلوكية، والتي تتمثّل جميعها في شكلٍ من أشكال السلوك الانفعاليّ غير الاعتياديّ، بالتالي تستدعي معها نوعاً من التربية الخاصّة، فالاضطراب السلوكيّ هو ذلك السلوك الانفعاليّ المتطرّف والمزمن، والذي يبتعد عن توقعات المجتمع وثقافته ومعاييره. يمكن تلخيصه بالنقاط التالية: السلوك المضطرب سلوكٌ غير مقبولٍ اجتماعيّاً. السلوك المضطرب متكرّر الحدوث. الكبار في المجتمع هم من يتحكّمون بنوعيّة السلوك. إمكانية تعديل السلوك غير المقبول، واكتساب سلوكاتٍ مقبولةٍ. اعتبار الجنس، والعمر، والوضع الاجتماعيّ للحكم على السلوك. إنّ الاضطرابات السلوكية تعرّض الطفل لمشاكل كثيرةٍ في حياته.

العلامات التي تظهر على مصاب الاضطرابات السلوكية

هناك بعض العوامل التي يمكن من خلالها تحديد المصاب بالاضطرابات السلوكية مثل تخريب أو تدمير الممتلكات,التهديد بإيذاء النفس أو الغيرأو الحيوانات الأليفة،إحداث نوبات غضب،التدخين في سن مبكر أو تناول المخدرات والكحوليات،الكذب أو السرقة،الآداء السيء في المدرسة أو الهروب منها والخجل والاكتئاب.

التأثيرات قصيرة وطويلة الأمد للاضطرابات السلوكية

قد يكون للاضطرابات السلوكية آثار سلبية على المدى القصير والطويل الأمد على حياة الفرد الشخصية والمهنية، إذا ترك دون علاج، قد يواجه الشخص مشكلة في تصرفاته مع الآخرين، مثل الوقوع في مشكلات اجتماعية وقانونية والإساءة إلى الآخرين، وقد يفقد البعض وظائفهم في نهاية المطاف. كما يمكن أن ينهار الزواج بسبب العلاقات المتوترة لفترة طويلة، في حين قد يضطر الطفل الذي يعاني من أحد اضطرابات السلوك إلى تبديل المدرسة.

ومن أخطر المشكلات التي يمكن أن يقع فيها الشخص المصاب باضطراب سلوكي هي الدخول في المشاجرات، وإساءة معاملة الحيوانات والتهديد باستخدام السلاح على الآخرين.

كلما كان وقت تشخيص الاضطراب السلوكي ومعالجته بشكل صحيح مبكراً، كان من الأسهل على الطفل أو البالغ الذي يعاني منه السيطرة على سلوكه

أسباب الاضطرابات السلوكية

وتنقسم أسباب الاضطرابات السلوكية لعدة فئات تشمل

عوامل وراثية وتشمل العوامل الجينية والبيوكيمياوية والعصبية ومن المتوقع أن تكون وراء السلوك المضطرب عوامل بيولوجية ولكن البحث العلمي لم ينجح في إثبات أن الاضطرابات السلوكية ناتجة عن عوامل بيولوجية إلا في حالات نادرة لأن الغالبية العظمى من الأطفال المضطربة سلوكيًا تعيش بصحة جسمانية جيدة.

عوامل بيئية كالفقر والاغتراب وفقدان الهدف من الحياة وعدم الانتماء وعدم تحمل المسؤولية الاجتماعية والبيئة الأسرية, الحرمان من الأسرة وأساليب التربية كالعقاب الزائد أو التفرقة بين الأبناء أو في المدرسة كالشدة الزائدة على الطفل أو التفريط في التجاهل من إدارة المدرسة.

عوامل نفسية كالإحباط الذي يؤدي للعنف والسلوك العدواني ,نقص الإحساس وعدم تقدير الذات.

تشخيص الاضطرابات السلوكية

من الصعب تشخيص الاضطرابات السلوكية للطفل والسبب هو كثرة التحدي والنسيان لغالبية الأطفال وكثرة اندفاعهم من وقت لآخر حيث يختلف من طفل لآخر حسب العرق والجنس والمستوى الاقتصادي والنمو الفكري والجسدي.

ولابد لكي يتم تشخيص الاضطرابات السلوكية بشكل صحيح ظهور الأعراض عند الطفل مدة لا تقل عن ستة أشهر ولابد من أن يكون مستوى خطورة تلك الأعراض أكثر من المستوى الطبيعي عن الأطفال الأخرين من نفس السن ولا يوجد اختبار واحد يمكن الاعتماد عليه في تشخيص الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال.

ولكن في حالات نادرة يمكن للمتخصصين فحص الدماغ حتى يتم التأكد من خلو الطفل من اضطرابات أخرى كما يقوم المتخصصون بالتحقق من سجلات المدرسة والسجلات الطبية الخاصة بالطفل ويقومون بجمع المعلومات من أهل الطفل ومعلميه بالمدرسة لمعرفة ما إذا كان لديه اضطرابات سلوكية أم لا ومن أهم مقاييس هذا المرض مقاييس السلوك التكيفي ومقاييس الاسقاطية.

علاج الاضطرابات السلوكية

تعتمد معالجة الاضطرابات السلوكية على نوع ومدى شدة المرض ويكون العلاج منه بالتكلم أو التخاطب أو علاج بالأدوية أو كليهما معا ويمكن أن يتضمن العلاج تدريب الطفل على الهارات الاجتماعية لمساعدته على الشفاء حيث يجب أن يشمل العلاج التدبير السلوكي للطفل في أغلب الأحيان ويجب ألا يقتصر علاج الاضطرابات السلوكية على الأدوية فقط جيث يمكن أن يتعلم أفراد الأسرة تقنيات عديدة تساعدهم في تقويم سلوك الطفل.

الآثار الجانبية لأدوية الاضطرابات السلوكية

يستهدف العلاج الدوائي للاضطرابات السلوكية علاج الاضطرابات الكامنة في نفس الوقت فيمكن استخدام العديد من الأدوية التي تساعد في ذلك والتي قد يكون لها العديد من الآثار الجانبية كالأرق وفقدان الشهية وزيادة الاكتئاب واضطرابات القلب.