الاقتصاد الدائري ودوره في توفير الحماية للبيئة

الاقتصاد الدائري ودوره في توفير الحماية للبيئة

الاقتصاد الدائري هو النموذج البديل الذي ينبني عليه النظام الاقتصادي الحديث في إدارته للمواد والسلع أو المنتجات. فنظراً للمشاكل الهائلة التي تتعرض لها البيئة، وتقلبات المناخ الفجائية نتيجة التخلص الأعمى من السلع والمواد المصنعة بعد إنتهاء صلاحيتها، وإهدار الموارد الطبيعية من غير إعادة إنتاجها.

وبسبب ذلك كان لزاماً ابتكار نموذجاً اقتصادياً مغايراً عن النموذج الاقتصاد الخطي من أجل تحقيق تنمية أكثر استدامة.

فالمسار التي يسير عليه نموذج الاقتصاد الخطي هو خطي الاتجاه، أي أنه يبدأ بعملية استخلاص المواد، ثم تصنيعها من أجل أن تكون صالحة للاستهلاك، وفي الأخير يتم التخلص منها بعد الانتهاء من استهلاكها.

في حين أن المسار الذي يسير عليه نموذج الاقتصاد الدائري هو دائري الاتجاه، أي أن في الأخير لا يتم التخلص من المواد المستهلكة كما في الاقتصاد الخطي، وإنما يتم إعادة تدويرها من جديد من أجل أن تكون صالحة للاستهلاك مرة أخرى.

كما يفيد نموذج الاقتصاد الدائري في غرس ثقافة الادخار والابتكار، وعلى عكس من ذلك يُشجع نموذج الاقتصاد الخطي على ثقافة الإهمال واللا مبالاة.

مبادئ نموذج الاقتصاد الدائري

يعتمد نموذج الاقتصاد الدائري على خمسة مبادئ متصلة ببعضا البعض، وهي:

١- تنظيم دورات عكسية، وذلك من خلال إنشاء نظام يهدف إلى معالجة وإعادة تدوير المنتجات منتهية الصلاحية، بحيث تصبح عملية إخراج المنتجات ذاتها هي عملية إدخال.

٢- استعمال الموارد بكفاءة عالية بطريقة تؤدي إلى تجنب إلحاق الضرر بالبيئة.

٣- التفكير النظمي، وهو منهج في التفكير يساعد في فهم الأجزاء المتصلة بالنظام التي تؤثر على الصورة الكاملة لشكل النظام. حيث أن كل جزء من النظام يؤثر على بقية الأجزاء الموجودة فيه.

و يستند عليه نموذج الاقتصاد الدائري من أجل تطوير أداء النظام بشكل شامل عوضاً عن التركيز فقط على جزء واحد من النظام.

٤- النظر إلى المستقبل كأولوية، وذلك من خلال صناعة منتجات تزيد من قيمتها عند انتهاء صلاحيتها، حيث يمكن إعادة تصنيعها من جديد.

بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار للعواقب المحتمل حدوثها في المستقبل من أجل تحقيق أكبر استفادة ممكنة من الاقتصاد الدائري.

٥- بناء علاقات ذات مصلحة متبادلة بين جميع المستفيدين لتحسين الإيرادات.

الاقتصاد الدائري

ما هي العراقيل التي تواجه نموذج الاقتصاد الدائري؟

ثمة عراقيل تعطل من عملية التحول الاقتصادي من النموذج الاقتصاد الخطي إلى نموذج الاقتصاد الدائري، وهي مذكورة بعض منها في الأسفل كما يلي:

١- عراقيل تشريعية:

  •  القوانين والتدابير واللوائح الأخلاقية؛
  • لا يوجد اتفاق عالمي بشأن آلية تطبيق الأعمال الدائرية.

٢- عراقيل تسويقية:

  •  تكاليف المقدمة للاستثمار لهذا النموذج عالية جداً؛
  •  تمويل محدود جداً؛
  •  لا يوجد معايير واضحة للتطبيق.

٣- عراقيل تقنية:

  • نقص في تحليل البيانات؛
  • ضعف إمكانية إعادة تصنيع المنتجات بجودة عالية.

٤- عراقيل ثقافية:

  • التشكيك في مدى نجاح أي نموذج غير مألوف؛
  •  الاعتماد على نموذج الاقتصاد الخطي؛
  • غياب الوعي لدى العملاء.

ما هي الفوائدة العائدة من تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري؟

يساهم نموذج الاقتصاد الدائري في تحسين إدارة التنمية المستدامة، ويسارع في التصدي للتحديات البيئة.

كما يساهم في حفظ الموارد الطبيعية والتقليل من استهلاك الطاقة غير متجددة. علاوة على ذلك، يعمل على بتوفير مصادر دخل جديدة، وبناء شواغر عمل جديدة.