البتراء.. مدينة من عمر الزمان

البتراء.. مدينة من عمر الزمان

البتراء تلك  المدينة الأثرية المنحوتة في صخور جبال جنوب الأردن من عمر الزمان ،حيث  فقدت لما يقارب 20 ألف شخص، لكن تم هجرها في القرن السابع  يتم اكتشافها من قبل الأوربيين قبل عام 1800 ولاتزال الحفريات فيها مستمرة حتى الآن، حيث يعتقد أن أغلب أجزائها ما يزال تحت الأرض وغير مكتشف.

أهميه البتراء

فللمدينة أهمية دينية وتاريخية للديانات الإبراهيمية الثلاث، حيث يعتقد اليهود أنها تحوى أهم وأثمن سر فى تاريخهم، وهو تابوت العهد، الذى يحتوى الوصايا العشر التى أعطاها الله لموسى، بالإضافة إلى وجود عصا هارون فيه، ويوجد مقام هارون فى البتراء وعلى أحد قممها المطلّة على المدينة الأثرية بارتفاع 1353 مترا عن سطح البحر، مقام النبى هارون.

كما يدعى بعض اليهود أنهم هم من بنو البتراء، حيث يعتقدون أن التوراة قد أشارت إلى أن من أنشأ هذه المدينة هم سلالة النبى “نابوت” الابن الأكبر للنبى إسماعيل، ويرجحون أنها حيثما تذكر فى التوراة، فإنها تشير إلى عاصمة أدوم، المدينة الحصينة فى وادى موسى التى اشتهرت باسم “البتراء” والتى تعنى “صخرة” باللغة اليونانية.

ويستند اليهود للنص التوراتى “كَانَ لِسُلَيْمَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَحْمِلُونَ أَحْمَالاً، وَثَمَانُونَ أَلْفًا يَقْطَعُونَ فِى الْجَبَلِ، مَا عَدَا رُؤَسَاءَ الْوُكَلاَءِ لِسُلَيْمَانَ الَّذِينَ عَلَى الْعَمَلِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ، الْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ، وَأَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يَقْلَعُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً لِتَأْسِيسِ الْبَيْتِ، حِجَارَة مُرَبَّعَةً، فَنَحَتَهَا بَنَّاؤُو سُلَيْمَانَ، وَبَنَّاؤُو حِيرَامَ وَالْجِبْلِيُّونَ، وَهَيَّأُوا الأَخْشَابَ وَالْحِجَارَةَ لِبِنَاءِ الْبَيْتِ. (سفر الملوك).

كيفية الوصل للبتراء ؟

فالدخول إلى قلب هذه المدينة مدهش ومثير ولا يتم إلا بالمسير عبر (السيق) ، تلك الشق الصخري الهائل والذي يصل ارتفاع جانبه أكثر من 80 متراً من الصخور الملونة والمتنوعة الأشكال، وأرضية من الحصى ويمتد نحو كيلومتر يقطعه السائح سيراً على الأقدام اذ لا يسمح بإستخدام السيارات أياً كان نوعها وفي حالات خاصة يمكن لكبار السن والذين يتعذرعليهم السير عبر هذا السيق المدهش يسمح لإستئجار الخيل أو الجمال أو عربة تجرها الخيول للوصول إلى قلب المدينة المبهر.

البتراء..مدينة من عمر الزمان

 استكشافات البتراء

هكذا تشكل الخزنة بكل روعتها ودقة نقشها بوابة المدينة ونقطة البداية لإستكشاف البتراء بكل البدائع والنفائس التي تخترقها هذه المدينة الرائعة، حيث الطبيعة تتجلى بأجمل صورها وما تقع عليه العين من انجازات هندسية على درجة عالية من الفن والدقة كل ذلك منحوت في الصخر الوردي الجميل. حيث المدافن المحفورة بالصخر والمزينة بالنقوش الغريبة والتي رغم عوادي الزمان وآثار الزالزل ما زال يتوفر منها أكثر من مدفن، هذا إلى جانب المسرح والمدرج الذي يتسع لأكثر من ثلاثة الآف متفرج وهو مبنى على الطراز الروماني، وتنتشر في انحاء المدينة المعابد واماكن تقديم القرابين والشوارع المبلطة المحفوفة بالاعمدة كل ذلك منحوت في الصخر الذي يتميز باللون الوردي الجميل.

أهم ما يبرز البتراء

ولعل “الدير” يعد من أبرز المواقع المثيرة والجميلة في البتراء، حيث يقوم على مرتفع عال وقد نحت من الصخر باشكال فنية مبدعة ويمكن الوصول إليه عبر سلالم ودرج يبلغ عددها 800 درجة واذا تسنى الصعود إلى قمته يبدو امام العيون مشهد فريد يكشف أية منظر يأخذ باللب ويلقي السحر في النفوس حيث الأفق والفضاء يطير حدود للتعرف على بعض ذخائر ونفائس هذه المدينة المدهشة يحتاج الزائر إلى يومين أو اكثر ليكتشف معاني الدهشة والآثارة والأنبهار حيث يوجد في هذا الموقع التاريخي الفريد متحفان الأول هو متحف البتراء الآثري والثاني هو متحف البتراء النبطي.

وكلا المتحفين يعرضان نماذج من الأدوات والقطع الآثرية المكتشفة من خلال عمليات البحث والتنقيب التي جرت وتجري في البتراء وما حولها من المناطق كذلك تدل هذه القطع التي يحتويها المتحفان على عراقة المدينة الصخرية الوردية وعلى قمة جبل عال وعر المسالك يصعب الوصول إليه إلا سيراً على الأقدام غير مغامرة مثيرة يقع جبل هارون والذي يتوسطه مقام بناه السلطان المملوكي الناصر محمد تكريماً لسيدنا هارون أخي موسى عليهما السلام.