التحليل الفنى لمسلسل نسل الأغراب بين السينما والواقع
بقلم : إسلام يوسف
يعد مسلسل نسل الأغراب من الدراما الصعيدية التى تنتهى بموت ونهاية الساعى وراء الثأر وحقيق العدالة فى حق المجمرمين والذين يتخيلون أنهم فوق المساءلة ويفعلون ما يشاؤون فمجرد التقرب إلى أحدهم شر لمن تقرب والعداء لهم غم وكرب وكل فعل يرغبون به لديه شر ، إنهما عساف الغريب الذى مثل دوره الفنان أحمد السقا وغفران الغريب الذى مثل دوره الفنان أمير كرارة فى أول تجربة صعيدية له ، والفنان ادورد الذى قام بتجسيد دور العمدة حسيب والفنانة مى عمر فى دور الجليلة بطلة المسلسل والصراع بين عساف وغريب حيث أنها كانت زوجة لعساف وكانت لديها طفل يدعى حمزة الذى مثل دوره الفنان أحمد مالك وطلقت بعد سجنه وزوجها أخيها العمدة حسيب من غفران الغريب من أجل أن يثبت عموديته وهذه تسمى فى الريف زواج المصالح وبيع البنات من أجل المصلحة ، فأنجبت الجليلة سليم الذى مثل دوره الفنان أحمد ذاتى فصارت لها شقين أحدهما مع عساف والآخر مع غفران وعاشت عشرين عاما مع غفران هى مدة سجن عساف ولما خرج عساف ومعه جحيم الانتقام من كل من خذله وكسره فى جدران السجن .
ظهر طرف ثالث يريد الإصلاح بين الطرفين وهو الضابط على الذى جسد دوره الفنان : دياب فأول عمل قام به القبض على عساف وغفران وأتى بهما إلى مركز الشرطة للإصلاح بينهما ولكن مافى القلب يظهر للعلن اشتبكا الاثنين وتجادلا جدالا حادا فى الإنتقام لكل منهما للآخر بين عدم وجود معاون لعساف وبين احتجاز أم غفران رهن عند عساف قبل سجنه ومبادلة الأم رهن المصالحة ورفض عساف ذلك.
وفى أول اختبار لصراع عساف وغفران محاولة اغتيال الضابط على فى كمين شرطة ثم تجىء مهمة لأخ الجليلة الذى يريد زواج ابنته رغدة التى مثلت دورها الفنانة الشابة ملك أحمد زاهر كان يريد زواجها لابن عمها غصبا بحكم الإرادة للرجل فى زواج ابنته وهذه سمة فى كثير من القرى المصرية اجبار الزواج للفتيات غصبا ، ولم يكتفى بذلك بل ضربها ضربا كادت أن تفارق الحياة فذهبت هى وامها إلى أخيها حسيب .
ولعب الفنان عماد زيادة الذى قام بدور شخصية البكرى زلط الداعم لعساف من غجر زلط الذين كانت لهم أموال ورجال يعملون بالزراعة فأدخله عساف فى خدمته وهو يعرف أنه يريد مصلحته فى تصفية عساف وغفران لبعضهما ويلعب دور المحايد ويدخل فى نهاية الصراع بعد تصفيتهم لبعضهم ويتولى هو أمر القرية والثروة الكبرى التى يمتلكها عساف وغفران .
وأراد عساف أن يطمإن على الرهينة أم عساف المحتجزة لديه فقايد صاحب الدار عساف فى مبلغ ضخم 18 مليون جنيها جراء أن يأتى إليه بمفتاح الدار وثمن الخدمة طيلة عشرين عاما فأتى له عساف بالمبلغ من البكرى فى اختبار الولاء ام الرفض والهجر لكل واحد منهم فوافق البكرى على اعطاء عساف المبلغ ولكن راقبه حتى وصل معه لمكان الرهينة ورأى كيف قتل عساف صاحب الدار جراء المساومة أو التفكير فى المقايدة وهذه هى سمة عساف فى المسلسل الدم والقتل .
استعان عساف بغجر زلط من أجل زراعة أرضه مقابل الأمان من رجال غفران ولكن بمجرد عمل غفران بنزول غجر زلط للزراعة فى أرض عساف جمع رجاله وذهبوا تجاه غجر زلط واشتبكا الطرفين اصاب فيها عساف غفران فى مبارزة بالشوم ، ومن هنا بدأت موجة من الفتور بين الجليلة وغفران بسبب سوء المعاملة بينهما والتجاهل وبدأت الجليلة تراسل عساف وتلتقى به فهى حائرة بين التكملة مع زوجها أم الرجوع إلى حبها الأول ؟
أخذت الحيرة عقلها حتى تركت بيت غفران وذهبت إلى أخيها حسين غاضبة وكان أخيها لديه زوجتين وانصمام فى حكم أهل بيته لم يستطع أن يحكم أمه وزوجاته الاثنين وأخته وكلما حدث صدام لا يستطيع فعب شىء حتى إهانة زوجاته فتلك الشخصية الهزلية لاقيمة لها فى الحياة وقد تتواجد فى بعض القرى والبيوت التى يفتقد فيها رب الأسرة والمنزل والعائلة على إدارة أهل بيته ولا يستطيع لاحل ولا اتخاذ أى قرار حاسم يبين فيه شخصيته .
فتختار الجليلة عساف ويطلقها غفران وترجع أزداد الخلاف بينهما لأن عساف شخصية دموية ونارية لا تهمد له خفن حتى يقتل كل من خذله أو يريد كسره ، فتدخل الأبناء من أجل أمهما فذهب سليم لقتل عساف فأرسله عساف جثة هامدة إلى غفران ، فلما علم حمزة بن عساف ولكنه تربى فى بيت غفران بخبر موت أخيه ذهب إلى غفران وقال له معك يابوى فى ثأر أخى من عساف ولكن غفران كانت لديه حقد النسب والعرق والصلب لا يساوى الرحم والتربية فمثلما قتل عساف ولده الذى من صلبه لابد أن يرسل له ولده قتيلا ولكن قبل قتله قال له غفران إنك تشبه أبيك جرأة وقبل ميت مع أنك تعلم أنه أبيك تأتى إلى وتقول ثأر أخى من أبى وإن الإنسان يوفى ولكن الكلب أشد وفاء من الإنسان وأخاف أن تقتلنى ذات يوم وحتضنه بشدة وكسر عنقه بين صدره وروحه تخرج أمامه بدون عطف ولا كلل وأرسله إلى عساف قتيلا على نفس الجمل الذى أتاه به بسليم ابنه .
وتشتد عملية الصراع فى القرية بعد بحر الدماء الذى سال فذهب غفران إلى حسيب من أجل التصفية وتحاورا على أن حسيب مع تفاهة شخصيته إلا أنه الوحيد الذى استطاع كسر وهزيمة وهز عساف الغريب وقال له بأن حكم المحكمة بتحويل أوراق عساف الغريب لفضيلة المفتى لابداء الراى الشرعى لم يهزنى وأن من كسرنى هو جواب طلاق الجليلة وهو فى السجن يعنى ياتافه الشخصية انت الوحيد اللى هزيت عساف الغريب وهنا مثل يقول ” اتقوا الهايف لما يتأيف ” وشنقه عساف ورحل ، وقتل غفران ضابط على ، فأصبحت الجليلة مفجوعة على جميع الأطراف قتل أبناءها وأخواتها من أجل صراع دموى بين عائلة يسخن فيها القتل فذهبت لقتل عساف فلم تجده وذهبت لبيت عساف وكادت أن تقتله بعدما اعترف لها بأنه هو من قتل أبيها فانهارت وصوبت فوهة البندقية لصدره وكادت أن تقتله لولا أمه التى ضربتها وأبعتدتها وهى تم اطلاق سراحها من قبل البكرى زلط ،فذهب عساف للبكرى وأبيه وقتلهما أمام غجر زلط ، ولما رجع عساف وجد غفران يدخل عليه السرايا واشتبكا الاثنين بالأيدى وما يطول احدهما للأخر فى أثناء ذلك اجتمعت الجليلة مع أهل القرية وقالت ما مصلحتنا فى استمرار حمام الدم بين القرية وانتمتم قتل عشرات الأشخاص منكم بدون ذنب مجرد التقرب لعساف وغفران شر والدعاوة لهم شر والاجتناب عنهم شر ولم ترى القرية يوم راحة الا بقتلهما فاجتع أهل القرية وذهبوا إلى بيت عساف ولكن أمام أسلحة فتاكة من رجال عساف لم يستطيعوا دخوا السرايا حتى جاءت النجدة للقرية بتدخل رجال الشرطة لتصفية العصابة الاجرام بالقرية عساف وغفران وتم القبض على رجالهما وقبض عليهم وانفذ فيهم حكم الإعدام شنقا لما ارتكبوه من جرائم قتل فى حق أهل القرية ، وهما تأتى حكمة تقول أن أهل القرية إن اجتمعوا على انهاء الفساد والأشخاص المجرمين الذين يأخذون حياتهم إلى الجحيم ليفعلوها أما إذا استلم كل فرد منهم لهواء نفسه فإن الخراب سيطول الجميع .