التخصص الجامعي… ما بين رغبات الاهل وطموح الابناء

التخصص الجامعي… ما بين رغبات الاهل وطموح الابناء

 

التخصص الجامعي، يعد إختيار التخصص الجامعي من أهم القرارات التي يتخذها الأبناء في هذه المرحلة، وتعتبر هذه المرحلة هي أهم المراحل في حياتهم، لأن القرار الذي يأخذه الأبناء في هذه المرحلة هو ما تبني عليه حياتهم، لذلك يجب علي الأهل أن يتركو حرية الإختيار لهم، لأن هذه حياتهم، وأن غاية الأبناء من الحياة هي أن يصبحوا ما يريدون، لا ما يريد لهم آبائهم أو أمهاتهم، ولكن نري في بعض الأحيان الأهل يجبرون أبنائهم علي إختيار تخصص جامعي معين، غير ما يرغبن به الأبناء، لذا قررنا في المحايد الإخباري أن نقوم باستطلاع رأي بعض الشباب والفتيات لمعرفة هل الأبناء مخيرين أم مجبرين.

اختيار التخصص الجامعي وتدخلات الاهل

وكانت البداية مع أحمد رأفت طالب بكلية العلاج الطبيعي الفرقة الثانية جامعة سفنكس، حيث قال أن دور الأهل مهم جدًا في مساعدة أبنائهم في أخذ قرار مهم مثل هذا، خاصة أن بعض من الطلبة يكون مستهتر جدًا، وليس عنده الوعي الكافي لكي يحدد الأصلح لنفسه، ولكن يجب علي الأهل عدم الإصرار علي إختيار تخصص جامعي معين بناءًا على أهواء شخصية، أو تحميل أولادهم فوق طاقتهم لمجرد المنظر الخارجي.

وأيضًا الواقعية و الموازنة ما بين المميزات و العيوب و قدرة أبنائهم و شغفهم الدراسي شئ مهم جدًا لكي يكون ولى الأمر فعلًا أفاد إبنه، وغالبًا إختيار الكليات هنا في مصر يتم بطريقة عشوائية، وهذا بسبب أن الطلبة في مرحلة التعليم الثانوي أو مرحلة قبل الجامعة عمومًا، لا يعرفون ما هي قدراتهم أو مهارتهم وما هو المجال المناسب إليهم والذي سوف يكملو فيه تعليمهم وعملهم.

وهذا يرجع للطالب لأن الرؤية تكون لديه مشوشه تمامًا عند الخيارات المتاحة، وهذا بسبب النمطية و الفكر التقليدي الذي يبقى أولياء الأمور والمعلمين والمجتمع كله زارعه داخلهم منذ طفولتهم.

وهناك بعض أولياء الأمور يجبرون أبنائهم علي إختيار تخصص جامعي معين دون الإلتفات لقدرات الطالب و مهاراته أو حتى دون أخذ رأيه أحيانًا، وهذا بيسبب أن كثير من الطلبة بيبقوا مرتاحين في دراستهم و بيتعاملوا معاها على أنها تقضية واجب فقط.

والأصح أن الطالب في الفترة التي بعد إمتحانات الثانوية العامة يبدأ يتعرف على الكليات اللى متاح أنه يدخلها، و يتعرف علي مميزات و عيوب كل كلية، و يعرف دراستها و فرص العمل هل بتتوافق مع قدراته و إمكانياته أم لا، بعيدًا عن الأحلام الوردية و الأفكار الساذجة التي تكون مزروعة بداخله منذ الصغر.

أكدت آية خضر طالبة بكلية إقتصاد منزلي قسم تغذية وعلوم أطعمة الفرقة الثانية جامعة حلوان، أن الأهل دورهم النصح والإرشاد وليس الإجبار في إختيار تخصص جامعي لا يريده الأبناء، وأيضًا توضيح العيوب والمميزات بين الكلية التي إخترتها والكلية التي إختارها أهلي، وأنا أعمل مقارنة وأري أيهما مناسب وأفضل بالنسبة إلي، وهناك بعض الطلبة يكون لديهم طموح معين ويريدون تحقيقه، بخلاف البعض الأخر ليس لديهم أي طموح ففي هذه الحالة يتدخل الأهل.

 

هل يحق للأهل إجبار أبنائهم في إختيار التخصص الجامعي؟

أضافت أميرة حمادة حاصلة علي بكالوريوس الزراعة جامعة كفر الشيخ، قائلة” أن من وجهة نظرى ليست مسألة إجبار بل من الممكن أن يستطيع الشخص إقناع أهله بالتخصص الجامعي الذي يريده، من حيث أن يحدد مميزاتها أو أنه يستطيع أن يجتهد فيها، وبالتالي سوف يتميز بها لأنها يفعل الشئ الذي يحبه، وبهذا يكون قد وضح لأهله، أو ينظر إلي مميزات الكلية التي رشحها الأهل وينظر لنفسه هل هذه الكلية تناسبني أم لا، ويحاول أن يوازن أموره ولا يفكر علي أنه مجبر علي شئ”.

أوضح مصطفي لطفي طالب بكلية الحقوق الفرقة الثانية جامعة حلوان، أن الأهل ليس عليهم سوي النصيحة وليس الإجبار، لأن الإبن من الممكن أن يكون مجموعه قد يدخله كلية الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو أي كلية من كليات القمة، ولكنه لا يريدها ويري أنه لن يبدع بها، وأنه سوف يجد إبداعه وشغفه بكلية أخري بعيدًا عن هذه الكليات، وأن الرأي والإختيار يعود إليه هو، لأن هذا مستقبله.

وتقول لبني حسام طالبة بكلية الصيدلة الفرقة الرابعة جامعة السادات، أن الإنسان عندما يوضع في المكان الذي يحبه سوف ينتج فيه أكثر من المكان الذي لا يحبه، وأن الأهل ليس عليهم سوي النصح والإرشاد وليس الإجبار في إختيار التخصص الجامعي.

هل الإختيار حق الأهل أم حق الأبناء؟

وأكدت رواء أسامة طالبة بكلية تربية قسم بيولوجي مميز الفرقة الثانية جامعة كفر الشيخ، أن الإختيار من حق الأبناء وليس الأهل، ولكن يحق للأهل النصح والإرشاد،وأن الأبناء هم من سوف يدرسو وليس الأهل، لذلك لا يجب عليهم إجبار أبنائهم علي شئ لا يريدونه.

وأضاف عبدالرحمن ياس طالب بكلية الهندسة الزراعية الفرقة الثالثة جامعة الأزهر، قائلا ” أن الأهل لهم الحق بتوجيهك للطريق الذي يرون بأنه الأصح، ولكن يجب عليهم أن يراعو حبك للطريق الأخر، ولكن لا يجب أن يكون أول قرار تأخذه هو إختيارالتخصصالجامعي، كأن تكون أخذت قرارات سابقة وتعرف ما هو الصح وما هو الخطأ، لكي لا تندم بعد ذلك”.

وأوضحت أسماء الشهاوي طالبة بالثانوية العامة الفرقة الثانية أدبي، أن إختيار التخصص الجامعي من حق الأبناء، لأن هذا ما يعتمد عليه مستقبلهم وحايتهم القادمة، وأن الشخص إذا دخل كلية لا يريدها لن يستوعب أي شئ، والأهل لا يجب عليهم إجبار أبنائهم، ولكن يحق لهم النصح فقط.

ما هو دور الأهل في إختيار التخصص الجامعي؟

وتقول روان كمال طالبة بالمعهد العالي للخدمة الإجتماعية الفرقة الثالثة جامعة الإسكندرية، أن الأب لا يحق له أن يجبر إبنه علي فعل شئ لا يريده، لأن هذه هي حياته، ويجب عليه أن يختار ويقرر بنفسه التخصص الجامعي الذي يريده، لإنه إن لم يختار ما يحبه وغير مقتنع به لن ينجح فيه، حتي وإن نجح لن يتميز فيه ولن يؤدي فيه كما يجب، بل إن هذا سوف يكون مضيعة للوقت، والواجب علي الأهل أن يدلو علي الطريق الصحيح، لأن دورهم الإرشاد والنصح وتعليم القيم والأخلاق.

وأكدت أميرة هاني حاصلة علي معهد تمريض، أنه لا يحق للأهل أن يجبرو أبنائهم علي إختيار كلية معينة، لأن هذا هو مستقبلي وأحلامي وطموحاتي، وأنا من عليه أن يقرر إختيار التخصص الجامعي الذي أريده، ولكن يجب علي الأهل المشاركة بالرأي والنصح والإرشاد، وأن هذه الكلية تناسبك وهذه لا تناسبك، لأن الأبناء في هذه المرحلة يكونو في سن المراهقة، ولا يعرفون ماذا يريدون، وطريقة تفكيرهم تكون مختلفة، لذلك يجب علي الأهل تقديم النصيحة وليس الإجبار.

وأضافت دينا عبدالله طالبة بكلية التربية الفرقة الثالثة جامعة كفرالشيخ، قائلة ” أنه يحق للإبن إختيار المجال الذي يحبه ويرى أن هذا هو ما سوف يبني عليه مستقبله، وأن الأهل دورهم الإرشاد والنصح، وأن يعرضو وجهة نظرهم، ولكن هناك بعض الحالات يحق لهم إجبار أبنائهم، كأن يدخل كليه معينة وهم يعرفون أنها غير ملائمة له أو تفوق قدراته، وقد حدث هذا معي في السابق عندما كنت أريد أن أدخل كلية لها علاقة بالشرطة أو الحربية، ولكن قام اهلي برفض ذلك لكي لا أسافر وحدي، ولأني فتاة، وأن هذا المجال في غاية الصعوبة، وقد أدركت هذا فعلًا فيما بعد أن هذا المجال أصعب مما كنت أتخيل”.