دور “التسويق الابتكاري” في تطوير الأداء المؤسسي

دور “التسويق الابتكاري” في تطوير الأداء المؤسسي

أصبح التسويق الابتكاري شيء لاغنى عنه فمما لا شك أن نجاح أي مؤسسة حديثة المنشأ، لا يكفي فقط تزويدها بكل الخدمات المميزة التي يحتاجها العملاء وتلبية رغباتهم، وتحقيق رضاهم. وإنما لا بد من أن يكون التسويق عاملاً حاضراً في كينونتها ومقترناً بجذورها، من أجل توسيع نطاقها وتثبيت أركانها لتكون قادرة على الدخول في منافسات السوق المحلي أو العالمي وكسب ولاء العملاء، والذي يشهد اليوم احتداماً تنافسياً رهيباً لم يسبق له مثيل من قبل، في عصر لا تتوقف فيه عجلة الإنتاج عن الدوران.

الابتكار في مجال التسويق

لتحقيق أي نجاح عمل مؤسسي قائم حديثاً لا بد أن يُدار بطريقة تسويقية مُحكمة، وإضفاء عليها بلمسات إبداعية وأفكار حديثة، مع اشتراط المداومة المستمرة في تطويرها أو تعديلها. ومن هذا المنطلق تم دمج مفهوم الابتكار بمجال التسويق.

فالتسويق هي الممارسات العملية التي تهدف إلى خدمة العملاء، وتنفيذ كل ما يلزمهم من احتياجات ومتطلبات، وتلبية كل رغباتهم المنشودة. أما مفهوم الابتكار، فهو القدرة على تخليق أفكار استثنائية غير مألوفة عبر أساليب مستحدثة وجذّابة غير مستهكلة، بشرط أن تتسم بالأصالة والواقعية في آن واحد.

مفهوم “التسويق الابتكاري”

يقصد بالتسويق الابتكاري هو مهارة تسويقية تقوم بتخليق أفكار جديدة أو إعادة صياغتها بطريقة غير مألوفة بغرض اجتذاب أنظار العملاء باتجاه السلعة المعروضة أو الخدمة المُقدمة، بشرط أن تكون في موضع التطبيق العملي.

كما يُعبر عنه بأنه عبارة عن مجموعة من الاستراتيجيات المبتكرة تهدف إلى صناعة الولاء في أذهان العملاء في سبيل جعل مصيرهم معلقاً على المؤسسة التي قدمت لهم الخدمات التي هم بحاجة إليها.

التسويق الابتكاري

فمن خلال تلك الاستراتيجيات المبتكرة تسعى المؤسسة جاهدة في زرع الحاجة في أذهان عملائها للاقتناء بالمنتج أو الخدمة التي تعرضها لهم، لكي يتلهفون في اقتنائها طوعاً.

والغاية من التسويق الابتكاري هو المساهمة في تحقيق أكبر عائد نفعي يعود إلى المؤسسة، إضافة إلى رفع مستوى الأداء المؤسساتي والزيادة في الحصة السوقية، وتعزيز ولاء العملاء للمؤسسة.

عناصر”التسويق الابتكاري”

يرتكز التسويق الابتكاري على أربعة عناصر أساسية، ويدعى بالمزيج التسويقي، كما يلي:

١- عنصر المنتج: ويشير إلى تقديم منتج جديد، أو تحسين المنتج الحالي؛

٢- عنصر السعر: ويُعنّى به، وضع أساليب مبتكرة في التسعير بما يتوافق مع خصائص العملاء المستهدفين؛

٣- عنصر الترويج: ويقصد به، وضع أساليب مبتكرة فيما يتعلق بإدارة المبيعات وعرض الإعلانات؛

٤- عنصر التوزيع: ويشير إلى وسائل إيصال المنتج إلى العملاء، ويتضمن طريقة توزيعه، وشكل منفذ التوزيع، أو في التصميم الداخلي لمنفذ التوزيع، وكذلك الطقس الذي يحيط به، والذي يعمل على تأثير العملاء.

خصائص “التسويق الابتكاري”

ومن أهم الخصائص التي يتسم بها التسويق الابتكاري، هي كالتالي:

– لا يكتفي فقط في تخليق فكرة جديدة فحسب، وإنما لا بد أن تكون فكرة من شأنها قابلة للتطبيق العملي؛

– استغلال الأفكار الجديدة لرفع مستوى الأداء المؤسساتي؛

– يمكن للتسويق الابتكاري أن يشمل العديد من المجالات وليس ضمن مجال محدد فقط، وقد تم تأكيد فاعلتيه وأهميته في أغلب المجالات التي تستلزم عملية التسويق فيها.

تصنيفات “التسويق الابتكاري”

يمكن تقسيم التسويق الابتكاري إلى عدة تصنيفات، وذلك وفق الأسس الأربع، نوع المنتج المبتكَر، نوع المؤسسة المبتكِرة، والهدف الرئيسي من الابتكار، وفئة العملاء المستهدفين.

أ – التصنيف حسب نوع المنتج: ويشمل هذا التصنيف مجالات السلع، الخدمات، الأفكار، المؤسسات، والأشخاص؛

ب – التصنيف حسب نوع المؤسسة: يعتمد هذا التنصيف على نوعية النشاطات القائمة للمؤسسة؛

ج – التصنيف حسب الهدف الموجه: يهدف هذا التنصيف إلى إيجاد الحلول للمعضلات التي تواجهها المؤسسة، أو يهدف إلى تحسين أدائها وتطويره؛

د – التصنيف حسب العملاء: يستهدف هذا التنصيف إلى إثارة الغرائز العاطفية للعملاء، أما في حالة استهداف المؤسسات الأخرى، فينبغي استعمال الأساليب المنطقية.

متطلبات “التسويق الابتكاري”

ولتطبيق التسويق الابتكاري في المؤسسة لا بد من أن تتوفر العديد من المتطلبات حتى يسير بشكل فعّال، وهي كالتالي:

– متطلبات إدارية وتنضيمية؛

– متطلبات متعلقة بالأشخاص العاملين في التسويق؛

– متطلبات متعلقة بالمعلومات؛

– متطلبات خاصة بتقييم التسويق الابتكاري؛

– ومتطلبات أخرى خاصة تشمل مقاومة التسويق الابتكاري.

أهمية وجود “التسويق الابتكاري”

لم يعد التسويق الابتكاري مجرد مهارة إضافية تقوم بتحسين الأداء المؤسساتي فحسب، وإنما أصبح عاملاً هاماً لاستمرار أي مؤسسة راغبة بالدخول في عالم السوق المحلي أو العالمي. فنظراً للمنافسة الشرسة الحاصلة في الأسواق، بات لزاماً على المؤسسات أن تبتكر طرق جديدة غير مألوفة بشكل متواصل حتى يظل اسمها بارزا في الأسواق وإلا سوف لن يكون بقدورهن الوصول إلى أيادي العملاء.