هل يتاجر مدربو التنمية البشرية بأحلام الشباب؟

هل يتاجر مدربو التنمية البشرية بأحلام الشباب؟

التنمية البشرية مجال مستحدث تهافت نحوه الشباب ويحجزون في دوراتها بهدف تنمية مهاراتهم فهل هي حقيقة أم خيال؟

ظهرت منذ عقد من الزمن ما يسمى بالتنمية البشرية، وانتشر مدريوها في مراكز وسناتر لإعطاء دوراتهم وورش العمل الموجهة للشاب.

هل التنمية البشرية علم؟

هناك علوم وإن كنت لا أجزم هل وصلت إلي رتبة العلوم أم لا ؟صدِرت إلي بلادنا وفتِن بها شبابنا متخذة مسميات براقة كالتنمية البشرية

ومهارات الإتصال وغيرها. وكي لا أفهم بالخطأ أني أسفِه منها أو أقلل ممن يمتهنونها

أتدارك ذلك موضحاً مقصِدِي أن تنميةَ البشر وتواصلهم مع الغير بمهارة ليست جديداً مبهراً أو ملاذاً للتقدم

بل الغربُ الذي صدَّرَ لنا كل هذه المجالات نجده في ذات الوقت يبهِرنا بتقدمه في العلوم والطب والفلك والكيمياء. . . الخ.

إذاً صدروا لنا أموراً وأكسَبونا اهتماماتٍ بمجالاتٍ دخلت بيوتَنا وتوطَّنَت في عقول شبابِنا ليعيشوا دوامةً من المتعة الحسية والدافِعية المؤقتة للعمل والإنجاز

لينتهي الكورس ويعودوا إلي المَقاهي, ويحظى المُحاضِرون بالمال الوفير الذي يمثل بالنسبة لهم” سبوبة” وهذا ليس علي سبيل التعميم.

أيها الشبابُ المسلم لستُ رَجعِياً أو مُثَبِّطَاً أو حاقِداً ولكن ألمَسُ في عيونكم الانبهار! ! ! ولكن إذا فكرتم قليلاً ستجدون في إسلامِكم تنميةً بشريةً حقيقة

استَقَي منها واضِعُوا هذه الكورسات الأسسَ والمِنهاج الذي ساروا عليه، ولكنهم صاغُوها وترجَموها بأساليبَ عصريةٍ

ورحِم الله الدكتور ” ابراهيم الفقي” من يسمعه سيجد الدليل علي صحة ادعائي، ولكن استغل المجال نفر ليسوا بالقليل من متوسِطي التعليم والفاشلون ليتعلموا ” البَهلَوانِية” ويتكسبوا منها المال

بممارساتٍ وأساليب نفسيةٍ ليس إلا ،تطبق علي الشباب بنية الإصلاح وتنمية المهارات.

توهان بين الحلم والواقع


يا شبابَ أمتنا لا أحقر ولا أقللُ من الكورسات في هذا المجال ربما بالفعل يجد فيه أحدٌ دافِعيةٌ ليغيرَ من حياته

ولكن ما أريد أن أقولَه أن الثقةَ بالنفس والعزيمةَ وتقديرَ الذات وليس التقليلُ منها مفاتيحٌ لكل المَغَالِيق، ومحفز على الإنجاز

وليس بكورسات محاضر يسبح بك في بحر من الأحلام مُغمضاً عيناك لتحلم بالتفوق وأنت جالس مكانك.

إسلامُكم فيه الكثير والوفير فالطاعةُ والإستقامةُ والسعيُ للكسب الحلالِ هو مصدرٌ للطاقة وسرُ السعادة والتقدم

فلم يكن الإمام الشعراوِي دارساً وشغوفَاً بالتنمية البشرية، ولكنه كان قارئاً مثقفاً وأصبح نموذجاً وحالة تدرس في التواصل والإقناع

وزويل مصر كان كيميائياً وعندما كان يتحدث لم يعلق أحد علي مهارات اتصاله وتواصله ولكن علمه وثقافته فرضت نفسه علي العالم.


هذه رؤيةٌ شخصيةٌ للاهثين خلفَ هذه الكورسات المفتونيننَ بها، وأكررُ ليس تقليلاً منها أو استِهَانةً بِمُدَربِيها

بل لأؤكدَ أنها ليست حلاً للإنجاز والتقدم والخروج من عنق الزجاجة وأن هناك بدائل تشترك فيها الدولةُ والمجتمعُ والمؤسساتُ الدينية للوصول إلي ما نَصبُوه من أملٍ مَنشُود ومستقبلٍ طموح.

برأيك هل توافقني الرأي أن كورسات التنمية البشرية غيبوبة عاشها الشباب؟

هل تؤيد ما يعرف بدورات التنمية البشرية؟