ضعف الثقة بالنفس.. الأسباب والعلاج

ضعف الثقة بالنفس.. الأسباب والعلاج

الثقة بالنفس هو أن يتقبّل كلّ شخص نفسه كما هو، ويدرك نقاط قوته ومزاياه، ويحرص على أن يكون أفضل نسخة من ذاته.

وأن يكون على قناعة تامة بأنّ الكمال هدف غير واقعي، وأن يشعر بقيمته الذاتية،

والتي لا ترتبط بعمل أو مظهر، أو أي شئ خارجي، فثقته تأتي من خلقه فكرمه الله عز وجل.

  • ضعف الثقة

تتعدد أسباب ضعف الثقة بالنفس منها:

  • احتقار الذات

والتي تكون عادة بكثرة جلد الذات أو الفشل في تحقيق هدف ما أو احتياج أساسي،

أو اليأس والاستسلام للاعتقاد بأنّه غير قادر على تحسين أيّ وضع لا يلائمه.

  • المؤثرات الخارجية

هناك مواقف يعيشها الإنسان من خلال تفاعله مع الآخرين، يكون لها دور في انخفاض مستوى الثقة بالنفس.

ومنها، توجيه عبارات لفظية سيئة للشخص، من شأنها إحباط الثقة بالنفس.

التعرض للتنمر من الزملاء أو المسؤولين في العمل.

الدخول في علاقات شخصية سيئة.

العيش في ظروف صعبة؛ كالفقر، والمرض، والطلاق، والبطالة.

الجينات والطباع

بينت الدراسات أن الثقة بالنفس تعتمد على نواحٍي جينية وأخرى سلوكية، حيث إن التركيب الجيني للشخص له أثر على كمية المواد الكيميائية المعزِزَة للثقة بالنفس.

فجزء كبير من عوامل بناء الثقة بالنفس مدمج في دماغ الإنسان منذ الولادة.

كما تؤثر بعض الاختلافات الجينية في هرمونات الجسم مثل هرمون السيروتونين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالسعادة عند الإنسان.

  • التنشئة الاجتماعية

البيئة التي نشأ فيها الطفل، وكذلك مراحل الطفولة، التي مر بها بشكل مباشر، وكبير  لها تأثير في مرونته،

فضلًا عن تصرفاته، ومدى تطور ثقته بنفسه خلال مراحل حياته القادمة.

إذ إن الأطفال الذين يتلقون تشجيعًا عند تعبيرهم عن آرائهم، عادة ما يتمتعون بميزة الثقة بالنفس

على عكس الأطفال الذين لم يتم إعطاؤهم الفرصة للتعبير عن احتياجاتهم.

  • العلاج

لعلاج ضعف الثقة بالنفس يجب ن نراعي الأمور التالية:

  • تقدير الذات

تقدير الذات هو حب الإنسان لنفسهِ وتقديرهِ لها، ويأتي ذلك من خلال المرور بسلسلةٍ طويلةٍ من التجارب والمواقف والأحداث الإيجابية والسلبيّة.

فإن أثمرت هذه التجارب عن ضعفٍ في تقدير الذات أو في انعدام وضعف الثقةِ بالنفسِ، فإنّه من الممكن تجاوزها بالإصرار، والتحدّي، وأخذ الوقت لذلك الأمر.

وعلى الإنسان أن يعلم أن جميع الناس يتعرّضون للظروف نفسها التي عاشها هو بدرجةٍ أقل أو أكثر.

فجميع الناس يشتركون في تعرّضهم لتغيّرات في طبيعة الحياة وصعوباتها، إلا أنّ من استطاع تحقيق النجاح.

  • علاقات صحية

إحاطة النفس بالأشخاص الداعمين، الذين يتمكّن الفرد من مشاركتهم مشاعره، دون الرد على ذلك بانتقادات سخيفة.

كما أن الشخص الداعم لمن حوله يتلقّى ردود فعل إيجابية من محيطه تُعزّز من ثقته بنفسه.

لذلك فإن الابتعاد عن الأشخاص كثيري الانتقاد، والذين لديهم مشاعر سلبية

لدى الفرد وتقليل التواصل معهم قدر الإمكان

  • مواجهة المخاوف

ينصح بالتعامُل بارتياح مع الخوف، وعدم الاعتقاد بأنّ الأشخاص الواثقين بأنفسهم لا يخافون،

بل إنّهم يُتقنون التعامل مع مخاوفهم بشكل صحيح.

فمواجهة الخوف يمنح شعورًا بالثقة والدعم، فالطفل الصغير الذي يتعلّم المشي يكون في بداية الأمر مرتبكًا وخائفًا من السقوط.

وما إن يبدأ أول خطوةٍ له ترتسم ابتسامة عريضة على وجهه وقد تغلّب على خوفه من السقوط، وسيبدأ بتكرار المحاولة مرارًا.

  • الجاهزية للنجاح

يتمّ تنمية الثقة بالنفس من خلال التركيز على الأهداف والنجاحات المراد تحقيقها وتجاهل إمكانية الفشل،

ومباشرة البدء بتحقيق أهدافٍ صغيرةٍ يُمكن الوصول إليها بسهولة.

حيث تُنمّي هذه النجاحات الثقة بالنفس وتدفع لتحقيق الأهداف الأكبر فالأكبر،

ومن الممكن تسجيل الأهداف التي تمّ تحقيقها في قائمة صغيرة للتذكير دائماً بأنّ النجاح ممكنٌ مرّةً أخرى.

أخيرًا وليس آخرًا، فالثقة بالنفس، تعد أمر يحتاج الكثير من المرونة، فلا يمكن أن يصبح الشخص فاقد الثقة أن يتحول أمره بمجرد الخطوات.

ويمكنه التعثر والنهوض مرة أخري، فالثقة تشبه العضلة بكثرة المواقف يمكن تنميتها.