الجدري المائي .. الأعراض والعلاج وطرق الوقاية

الجدري المائي .. الأعراض والعلاج وطرق الوقاية

الجدري المائي هو مرض شديد العدوى يسببه فيروس الحماق النطاقي، وينتج عنه حمى وطفح جلدي مسبب للحكة، وهو أكثر شيوعًا في الأطفال دون سن العاشرة، ويمكن للبالغين أيضًا التعرض للإصابة به، ولكن بفضل اللقاح، انخفضت معدلات الإصابة وأصبح أقل انتشارًا، وتكون الإصابة به خفيفة في معظم الحالات ولا تحتاج إلى تدخل طبي، ما هي الأعراض وطرق العلاج، هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.

الأعراض:

الجدري المائي

 

هناك بعض العلامات التي تظهر على الشخص المصاب قبل ظهور الطفح الجلدي، مثل:

  • التعب والشعور بالإرهاق.
  • فقدان الشهية.
  • آلام في العضلات.
  • الصداع.
  • أعراض تشبه أعراض البرد مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق.
  • ارتفاع في درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية وتستمر 3-5 أيام.
  • ألم المعدة.

يحدث الطفح الجلدي بعد حوالي 10-21 يومًا من ملامسة الشخص المصاب، وتتكون بثور صغيرة مليئة بالسوائل ومثيرة للحكة فوق البقع الحمراء المنتشرة فوق سطح الجلد، بحيث تظهر تلك البثور أولًا على الوجه والبطن والصدر وفروة الرأس، وقد يمتد انتشارها إلى الذراع والساق والفم والأعضاء التناسلية، وتنفجر هذه البثور وتتكون القشور في النهاية.

تستمر البقع في الظهور مع تكون القشور لعدة أيام، وتتوقف البقع الجديدة عن الظهور في اليوم الخامس، وتتكون القشور في اليوم السادس، وتزول في خلال أقل من 20 يومًا.

تتشابه بقع جدري الماء عند الأطفال والبالغين، ولكن تبقى الأعراض أكثر حدة عند البالغين؛ حيث تتسبب الإصابة في ارتفاع درجة الحرارة لديهم لفترة أطول، ويحدث انتشار للبقع بصورة أكبر.

الانتشار

يتسبب فيروس الحماق النطاقي في حدوث عدوى جدري الماء،  وتنتشر العدوى بسهولة بين الأشخاص، عن طريق لمس الطفح الجلدي مباشرة أو ملامسة سوائل العين أو الأنف أو الفم لشخص مصاب، أو عن طريق استنشاق الرذاذ المحمل بالفيروس في الهواء عند سعال الشخص المصاب أو عطسه، يكون الجدري المائي أكثر عدوى قبل ظهور الطفح الجلدي بيوم أو يومين ويستمر حدوث العدوى إلى أن تجف جميع البثور وتتقشر.

عوامل الخطر

يزداد خطر الإصابة بفيروس الحماق النطاقي في حال عدم تلقي اللقاح المضاد له، أو إذا لم يسبق لك الإصابة بجدري الماء، ويكتسب الشخص مناعة ضد الجدري المائي عند التعرض لإصابة سابقة، أو في حال تلقي اللقاح المضاد له، ومن النادر حدوث الإصابة بجدري الماء أكثر من مرة، وإذا تعرضت للإصابة رغم تلقي اللقاح، ستعاني من الأعراض بصورة بسيطة.

هناك بعض الفئات هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات جدري الماء، كما في الحالات الآتية:

  • السيدات الحوامل.
  • حديثي الولادة المولودين لأمهات مصابة.
  • مع وجود ضعف في جهاز المناعة.
  • في حال تناول أدوية تثبيط المناعة.
  • مرضى سرطان الدم.
  • المراهقون والبالغون.
  • الأشخاص المتلقين للأدوية الستيرويدية.

المضاعفات

رغم أن جدري الماء مرض بسيط، ولكنه قد يسبب بعض المضاعفات الخطيرة، مثل:

  • الالتهابات البكتيرية للجلد والأنسجة الرخوة.
  • الالتهاب الرئوي.
  • الجفاف.
  • مضاعفات نزفية.
  • التهاب الدماغ.
  • التهاب في مجرى الدم.

قد تتطور الأعراض وتحدث مضاعفات خطيرة ويحتاج المصاب إلى دخول المستشفى، ويمكن أن تؤدي الإصابة بجدري الماء إلى الوفاة، ولكنه شئ نادر الحدوث؛ بسبب تلقي معظم الأشخاص اللقاح.

التشخيص:

الجدري المائي

يتم تشخيص الجدري المائي بناءً على فحص الطفح الجلدي، ونادرًا ما يتم إجراء الفحوصات المخبرية، مثل اختبارات الدم أو أخذ عينة من الجلد؛ وذلك للتأكد من حدوث الإصابة بالمرض.

العلاج

يعتمد علاج الجدري المائي بشكل أساسي على تخفيف حدة الأعراض، حيث يمكن للطبيب أن يصف مضاد الهيستامين لتخفيف أعراض الحكة، وأيضًا استخدام الباراسيتامول للسيطرة على الحمى وتسكين الآلام، ولا ينبغي للمصاب دون سن 16 عامًا تناول الأسبرين؛ لأنه قد يؤدي إلى مرض خطير (متلازمة راي)، ولا ينصح أيضًا بتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل البروفين؛ لأنه يسبب التهابات خطيرة في الجلد.

يمكن استخدام مضادات الفيروسات مثل الأسيكلوفير؛ للأشخاص المعرضين لخطر حدوث مضاعفات، وفي الحالات المرضية الشديدة.

إذا أصيب طفل حديث الولادة بجدري الماء، أخبر الطبيب على الفور؛ حيث يعد الأطفال الرضع من أكثر عوامل الخطورة المعرضة للإصابة.

هناك بعض النصائح المنزلية التي من الممكن اتباعها لتهدئة الأعراض، مثل:

  • الحرص على تقليم الأظافر باستمرار وجعلها قصيرة وارتداء القفازات ليلًا؛ وذلك لتجنب حدوث خدش.
  • الاستحمام بماء فاتر؛ لأن الماء الساخن يمكن أن يزيد الحكة سوءًا، مع استخدام القليل من الصابون.
  • تجنب التعرض للحرارة العالية أو الرطوبة لفترة طويلة.
  • شرب الكثير من الماء؛ لتجنب الجفاف.
  • ارتداء ملابس فضفاضة ذات أقمشة قطنية؛ لتهدئة البشرة ومنعها من التهيج.
  • تجنب ارتداء الملابس الخشنة، والأقمشة الصوفية.
  • استخدام غسول الكالامين أو جل الترطيب؛ لتخفيف الحكة.
  • يجب على الطفل المصاب عدم العودة إلى المدرسة أو اللعب مع الأطفال الأخرى حتى تتقشر جميع القروح أو تجف، وكذلك الأمر بالنسبة للبالغين.

جدري الماء أثناء الحمل

يمكن أن يسبب الجدري المائي مضاعفات خطيرة لكل من الأم والطفل، ولكن مع تلقي اللقاح أو الإصابة السابقة، تصبحين أقل عرضة لخطر حدوث المضاعفات.

قد يزيد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي عند السيدة الحامل المصابة بجدري الماء، ويمكن أن يكون الالتهاب الرئوي خطيرًا مهددًا للحياة، وتشمل أعراضه ما يلي: سعال وألم في الصدر عند التنفس أو السعال والتعب الشديد وضيق التنفس والحمى.

أما مشاكل الطفل المحتملة فهي كالآتي:

  • إذا أصيبت السيدة الحامل بالفيروس خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، قد يصبح الطفل معرضًا للإصابة بمتلازمة الحماق الخلقي، وهي مجموعة من العيوب الخلقية النادرة التي تسبب الأعراض التالية: ندوب على الجلد، ومضاعفات الجهاز الهضمي، ومشاكل في العينين والدماغ والساقين والذراعين، وانخفاض الوزن عند الولادة.
  • إذا حدثت الإصابة بين أسبوعين قبل الولادة وحتى أسبوعين بعدها، يحدث انتقال الفيروس إلى الطفل، وتكون العدوى حينها خفيفة.
  • إذا أصيبت السيدة قبل أو بعد الولادة مباشرة (خمس أيام قبل الولادة وحتى يومين بعدها)، يكون الطفل معرضًا للإصابة بالحماق الوليدي، وهي عدوى خطيرة قد تكون مهددة للحياة.
  • إذا كانت السيدة معرضة للولادة المبكرة (الولادة قبل الأسبوع 37)، فقد يزيد خطر حدوث مضاعفات لدى الرضيع.

الوقاية

يمكن الوقاية من الجدري المائي عن طريق تلقي اللقاح، ويتم الحصول عليه على النحو التالي:

  • الحصول على حقنة أولى بعمر 12-15 شهرًا.
  • تلقي الحقنة المعززة في الفترة العمرية ما بين 4 و6 سنوات.

يمكن للأطفال أكبر من 6 سنوات أخذ اللقاح، إذا كانوا لم يتعرضوا للإصابة من قبل؛ أما الأطفال الذين سبق لهم الإصابة، فقد حصلوا على حماية ضد الفيروس مدى الحياة، وليسوا بحاجة إلى اللقاح.

يجب تجنب أخذ اللقاح في الحالات الآتية: الأطفال الذين يتناولون الأسبرين بانتظام، والسيدة الحامل أو التي تخطط لحدوث الحمل في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر من الحصول على اللقاح، والأشخاص المصابون بضعف جهاز المناعة أو مع تناول جرعات مرتفعة من الستيرويدات القشرية، 

متى يجب عليك زيارة الطبيب؟

الجدري المائي

لا تحتاج معظم حالات الجدري المائي إلى تدخل طبي، ولكن قد تحدث بعض الأعراض تتطلب زيارة الطبيب، مثل:

  • استمرار الحمى لأكثر من أربعة أيام.
  • صداع شديد.
  • النعاس الشديد. 
  • سعال حاد وصعوبة التنفس.
  • صعوبة في المشي.
  • انتشار الطفح الجلدي إلى العينين.
  • قيء.
  • تصلب العنق.
  • عند حدوث تورم واحمرار وحرارة وطفح جلدي وهو ما يشير إلى حدوث عدوى بكتيرية ثانوية.