الرهاب الاجتماعي وكيفية التعامل معه

الرهاب الاجتماعي وكيفية التعامل معه
الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي هو حالة طبية تسبب الخوف عندما تكون بالقرب من أشخاص في مواقف اجتماعية، خشية من أن يحكم عليك الآخرون أو يراقبونك، ويمكن العلاج عن طريق الكلام أو الأدوية مثل مضادات الاكتئاب.

ما هو الرهاب الاجتماعي؟

هو نوع من أنواع الفوبيا عبارة عن حالة صحية عقلية تشعر فيها بخوف شديد ومستمر من الحكم عليك بشكل سلبي، وهناك مواقف اجتماعية معينة تسبب الخوف أو القلق، بما في ذلك:

_ لقاء أشخاص جدد.

_ أداء شيء ما أمام الناس.

_ استقبال أو إجراء مكالمة هاتفية.

_ استخدام الحمامات العامة.

_ طلب المساعدة في مطعم، أو متجر، أو أي مكان عام آخر.

_ الإجابة على سؤال أمام الناس.

_ الأكل أمام الناس.

أسباب الرهاب الاجتماعي

قد تلعب العوامل الفيزيائية، والبيولوجية، والجينية دوراً في حدوث تلك الحالة، حيث قد تؤدي مشاكل أنظمة الناقل العصبي إلى اختلالات في هرمونات السيروتونين، والدوبامين، والغلوتامات،  وهي مواد كيميائية في الدماغ تساعد على تنظيم الحالة المزاجية.

تشمل العوامل التي قد تساهم في حدوث القلق الاجتماعي ما يلي:

_ الإساءة العاطفية والجسدية، وأنواع أخرى من الإساءات.

_ التفاعلات السلبية مع الأقران.

_ أساليب الأمومة والأبوة.

أنواع الرهاب الاجتماعي

هناك أنواع من الخوف أو القلق الاجتماعي تتراوح بين خفيف، أو متوسط، او شديد.

القلق الاجتماعي الخفيف: في هذا النوع قد يعاني الشخص من أعراض جسدية ونفسية، ولكنه لا يزال يشارك في المواقف الاجتماعية أو يتحملها، وقد تظهر الأعراض في مواقف اجتماعية معينة.

القلق الاجتماعي المعتدل: قد يعاني الشخص من أعراض جسدية ونفسية، ولكنه لا يزال يشارك في بعض المواقف الاجتماعية مع تجنب أنواع أخرى.

القلق الاجتماعي الشديد: يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من أعراض أكثر حدة مثل نوبة الهلع، وغالباً تظهر تلك الأعراض في جميع المواقف الاجتماعية أو العديد منها.

الفرق بين الرهاب الاجتماعي والخجل

يمكن لأي شخص أن يشعر بالخجل من وقت لآخر وفي مواقف معينة، ولكن القلق الاجتماعي يتداخل باستمرار مع الأنشطة اليومية أو يمنعك منها، مثل الذهاب إلى متجر البقالة أو التحدث إلى الآخرين، لذا قد يؤثر القلق الاجتماعي على تعليمك وعلاقاتك المهنية والشخصية، بينما الخجل لا يؤثر على تلك الأشياء.

هناك ثلاثة عوامل رئيسية تفرق بين القلق الاجتماعي والخجل، وهي:

_ إلى أي مدى يتعارض مع حياتك اليومية.

_ ما مدى شدة خوفك وقلقك.

_ كم تتجنب مواقف معينة.

أعراض الرهاب الاجتماعي

عندما يضطر الأشخاص المصابون بالقلق الاجتماعي إلى الأداء أمام الآخرين أو التواجد حولهم، فإنهم يميلون إلى تجربة أعراض، وسلوكيات، وأفكار معينة، وقد تشمل الأعراض الجسدية والفسيولوجية لاضطراب القلق الاجتماعي ما يلي:

_ احمرار الوجه، أو التعرق، أو الاهتزاز.

_ تسارع ضربات القلب.

_ الشعور بالتوتر الشديد لدرجة الغثيان.

_ عدم إجراء الكثير من التواصل البصري عند التحدث للآخرين.

_ تيبس وضعية الجسم عند الاقتراب من الآخرين.

_ الشعور بأن العقل أصبح فارغاً ولا تعرف ماذا تقول.

_ الشعور بالخوف الشديد من حكم الآخرين عليك بالسلب أو الرفض.

تشخيص الرهاب الاجتماعي

لا يوجد اختبار طبي للتحقق من اضطراب القلق الاجتماعي، لكن قد يستخدم الطبيب معايير من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس، ذلك لتحديد ما إذا كان من المحتمل الإصابة بتلك الحالة، فقد يسأل الطبيب عن الأعراض، والتاريخ العائلي، والظروف الصحية الأخرى.

معايير تقييم اضطراب القلق الاجتماعي هي:

_ الخوف من موقف أو أكثر من موقف.

_ الخوف من التصرف بطريقة تؤدي إلى تقييم سلبي من قِبل الآخرين.

_ حالة معينة تثير الخوف أو القلق دائماً.

_ تجنب المواقف أو الحضور بقلق وخوف شديد.

_ الخوف أو القلق المستمر لمدة قد تصل لستة أشهر أو أكثر.

_ تعطيل القلق والخوف للحياة اليومية.

علاج القلق الاجتماعي

يختلف نجاح العلاج من شخص لآخر، حيث قد يحتاج بعض الأشخاص إلى نوع علاج واحد، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى مزيج من العلاجات.

العلاج الإرشادي

يتم عن طريق التحدث إما فردياً أو في مجموعات لتقديم المشورة، وقد تكون جلسات الاستشارة وجهاً لوجه أو عبر الإنترنت.

العلاج السلوكي المعرفي: يساعد على تعلم طرق جديدة لإدارة القلق، مثل كيفية استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية.

علاج القبول والالتزام ACT: حيث يتعلم الأشخاص استخدام استراتيجيات الذهن، والقبول، والسلوك ليكونوا أكثر حضوراً ويتعلموا كيفية العيش حياة قائمة على القيم على الرغم من وجود المشاعر سلبية.

العلاج الجماعي أو مجموعة الدعم: يساعد هذا على تعلم المهارات والتقنيات الاجتماعية للتفاعل مع الأشخاص في البيئات المختلفة، ويساعد هذا على رؤية أنك لست وحدك وتمكين لعب دور الحلول العملية.

علاج التعرض: في هذا النوع سيساعدك مقدم الرعاية على مواجهة المواقف الاجتماعية بشكل تدريجي بدلاً من تجنبها.

العلاج بالدواء

قد تساعد الأدوية في تحسين الأعراض ومتابعة الحياة اليومية، وتشمل:

_ مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل باروكستين وسيرترالين.

_ مثبطات امتصاص النوربينفرين الانتقائية مثل فينلافاكسين.

_ بروبانول.

يمكنك البدء بجرعة منخفضة وزيادة الوصفة الطبية تدريجياً لتجنب الآثار الجانبية، وسيساعدك الطبيب في ذلك.

العلاجات المنزلية

تتضمن نصائح علاج اضطرابات القلق الاجتماعي في المنزل ممارسة ما يلي:

_ تمارين التنفس.

_ اليقظة والتأمل.

_ التمارين مثل اليوجا لإدارة التوتر.

_ تجنب الكافيين والمنشطات الأخرى.

_ إنشاء روتين نوم منتظم.

_ التعرف على القلق وآثاره.

_ العثور على شخص موثوق فيه للتحدث معه بصدق، مثل أحد أفراد العائلة أو صديق.

_ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن لتعزيز شعورك العام بالرفاهية.

الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي

مضاعفات الرهاب الاجتماعي

بدون علاج اضطراب القلق الاجتماعي قد يؤثر ذلك على:

_ الإنجاز في العمل والدراسة.

_ التفاعل الاجتماعي.

_ العلاقات.

_ احترام الذات.

90% من الأشخاص يكون لديهم حالة أخرى بجانب القلق الاجتماعي مثل الاكتئاب، وتعاطي الكحول، والمحاولة في الانتحار.