السحب القزحية.. ظاهرة نادرة تشكلها قطرات الماء

السحب القزحية.. ظاهرة نادرة تشكلها قطرات الماء
السحب القزحية

تبهرنا الظواهر الطبيعة دائمًا بمعجزات وأشياء لا يمكن تصديقها ومنها السحب القزحية، والتي تحدث تشكيلات غريبة في السحب لتجمع قطرات هوائية عالية الحرارة مع  قطرات رطبة فينتج عنها ارتفاع حاد وتشكل أشكال غريبة وينتج عنها في النهاية تلك السحب المستقرة  حيث تبقى ثابتة في السماء لعدة ساعات قليلة ولكن ماوراء تكوين تلك السحب وكيف تحدث ؟؟

ما وراء السحب القزحية

السحب القزحية أو كما يطلق عليها تقزح الغيوم أو  قزحية العين، تلك الظاهرة البصرية الملونة تحدث في السحب وتظهر بالقرب من الشمس أو القمر بشكل عام، فهي تشبه الألوان التي تظهر في فقاعات الصابون والزيت على سطح الماء، فهي تعد نوع من النيزك الضوئي  يكون شائعة في السحب الركامية، كما أنها تظهر على شكل عصابات موازية لحافة السحب، فتلك التقزح اللوني يكون أيضًا في سحب الستراتوسفير القطبية النادرة جدًا أو كما يطلق عليه السحب الصدفية،  وذلك يكون وقت غروب الشمس فوق مدينة أبردين.

فقد أطلق تلك الاسم على التقزحات اللونية بعد إلهة اليونان آيريس، فهو إلهة قوس قزح ورسول من زيوس وهيرا إلى البشر، وذلك لأن ظاهرة  السحب القزحية تعمل على تكون الألوان الفاتحة غالبًا وقد تكون مشرقة جدًا أو ممزوجة وتشبه أحيانًا عرق اللؤلؤ، ولكن عندما تظهر بالقرب من الشمس فمن الصعب رؤية التأثير وتحديده بسبب سطوع أشعة الشمس، وقد تتجاوزها بإخفاء الشمس باليد أو الاختباء خلف شجرة أو يمكن رؤيتها باستخدام نظارات شمسية أو برؤية انعكاس السماء على مرآة كروية أو على حوض ماء.

السحب القزحية
السحب القزحية

أسباب تكون السحب

فتلك السحب ما هي إلا انحراف تتسبب به قطرات الماء أو بلورات الثلج، حيث تكون موحدة الشكل مما تجعل الضوء ينحرف 10 درجات عن الشمس ومع أول آثار التداخل يمكنها أن تتوسع حتى  تصل إلى 40 درجة عن الشمس بتشتيت الضوء، وذلك يرجع إلى أن بلورات الثلج الكبيرة لا تنتج هذه التقزحات ولكن قد تحدث هالة ضوئية لكنها ظاهرة مختلفة.

لذلك إذا احتوت جزء من السحب على قطرات ماء صغيرة أو بلورات ثلج بنفس الحجم فيمكن رؤية تأثيرها التراكمي على شكل ألوان، فلابد أن تكون السحب رقيقة بصريًا حيث تصادف معظم الإشعاعات قطرة واحدة فقط مما يؤدي إلى رؤية التقزح اللوني على حافة السحب أو السحب شبه الشفافة،  بينما السحب حديثة التشكل تنتج تقزحًا ملونًا وأكثر سطوعًا، لذلك عندما تتشابه الذرات في السحاب في الحجم على نطاق واسع تأخذ التقزحات اللونية شكل منظم على شكل هالة تلك القرص الدائري المشرق حول الشمس أو القمر.

السحب القزحية
السحب القزحية

تشكيلات السحب القزحية

تتكون السحب الستراتوسفيرية عند درجات حرارة تحت نقطة تجلد الصقيع البالغة 85° مئوية تحت الصفر عادة، والتي تعد  أبرد من متوسط درجة الحرارة في الطبقات الدنيا الستراتوسفيرية، كما تعد خاصية الألوان القزحية اللامعة ناتجة عن حيود الموجات الضوئية وتداخلها والتي  تشير إلى أن السحب تتكون من بلورات كروية بنفس الحجم تقريبًا  والتي يبلغ  قطرها 10 ميكرومتر.

كما تتشكل تلك السحب في ارتفاعات عالية خلال فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة في الستراتوسفير تحت نقطة تجلد الصقيع حيث تكون أكثر شيوعًا في المنطقة القطبية الجنوبية، فقد يتم رؤيتها في المنطقة القطبية الجنوبية، إسكتلندا، الدول الإسكندنافية، ألاسكا، كندا وشمال الاتحاد الروسي، كما تم مشاهدتها في حالات نادرة في أجزاء أخرى من أوروبا الشمالية والوسطى،  وكثيرًا ما تكون السحب اللؤلؤية سحب موجية عدسية وبالتالي فهي توجد في اتجاه الرياح في السلاسل الجبلية التي تسبب موجات الجاذبية في الستراتوسفير.

لذلك إذا التقت سحب السمحاق والسحب اللؤلؤية بعد غروب الشمس فقد يتسبب العلو المرتفع للسحب اللؤلؤية في ظهور ألوان ساطعة بعدما يكون لون السمحاق قد تحول أساسًا إلى الرمادي.