الصحراء الكبرى المغربية وصراع النفط والفوسفات بين الدول الكبرى
تقرير :
منذ الاحتلال الأسبانى للمغرب فى منتصف القرن العشرين والأعين على تلك المنطقة الحيوية من القطر العربى شمال غرب أفريقيا أو ما تسمى بالصحراء الكبرى المغريبية الممتدة مابين ( المغرب – تونس – الجزائر – موريتانيا – مالى – المحيط الأطلنطى ) والتى تبلغ مساحتها 266 ألف كيلو متر مربع .
لمحة فى عمق التاريخ الحضارى لتلك المنطقة :
ينتمى سكان منطقة الصحراء المغربية إلى شعب الجيتول اثناء حكم الرومان وبالإضافة إلى شعب الأمازيغ ومازال التراث الأمازيغى واضح فى معالم أسماء ومواقع الأقاليم الصحراوية كذلك أسماء القبائل ، وبعض المصادر الأخرى تقول أن أول من استوطن الصحراء من شعب الباڤور ثم استوطنها السيريوبون وأصبحو فى النهاية بالاندماجات منتمين لقبيلة بنى حسان العربية .
ومع وصول الإسلام للمغرب العربى فى القرن الثامن الميلادى لعب دورا كبيرا فى ازدهار التجارة فى مناطق الصحراء وأصبح واحد من اهم طرق التجارة فى العالم الإسلامى والدولى فى تلك المنطقة بين مراكش وتمبكتوفى ومالى واستخدمت بعد ذلك من نقل زخائر العرب لأوروبا عند طريق الطرق بين المغرب العربى والأندلس .
وفى القرن الحادى عشر استقر بنو معقل فى المغرب فى وادى درعة روادى ملوية وتافيلالت وتاوريرن ، وفى النهاية دولة الموحدين فى النغرب العربى بنى بنو معقل قبايلهم هناك واستوطنوها فعليا وغيروا اسمها ونظام الحكم كما جعلوها تابعة لمدينة سوس الأقصى وتوسعوا فى منطقة سوس وبنو القصور المتواجدة فى مدن مغربية عديدة مثل تارودانت خلال خلافة دولة المرابطين ، وتمرد بنو حسان على الدولة ولكنهم هزموا فهربوا خارج الإقليم وسكنوا تمور احافة قبل العودة للحرب مجددا فأدى إلى رحيل البربر نحو الصحراء الكبرى .
مناطق ومحافظات الأقليم الصحراوية المغربية
تنقسم إلى ثلاثة مناطق وجبهات هى :
جبهة كلميم وادنون – اقليم أبا الزاك
جبهة العيون الساقية الحمراء ( أقليم بوجدور – إقليم السامرة – إقليم العيون – إقليم طرفاية )
جبهة الداخلة وادى الذهب ( اقليم أوسرد – إقليم وادى الذهب )
ملف الاستقلال للمنطقة والمفاوضات بين أطراف الصراع والاستفتاء تقرير المصير والحكم الذاتى :
دخلت فى الاحتلال الأسبانى أواخر القرن العشرين وهى الان تتبع قائمة الأمم المتحدة للأقاليم الحكم الذاتى منذ عام 1963م بعد ما تقدمت المغرب بطلب بهذا الأمر وفى عام 1990 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن الصحراء المغربية بالتعاون مع اسبانيا وبعدها بعام واحد تم اصدار قرار أخر تطلب فيه اجراء استفتاء عقد فى أسبانيا من أجل تقرير المنطقة ، وفى عام 1975 تخلت أسبانيا عن الموضوع والرقابة على الأقاليم ومنحت المغرب الإدارة المشتركة للأقاليم بين المغرب وموريتانيا ، فاندلعت حرب بين البلدين حول ملكية المنطقة فأدى ذلك إلى تأسيس حركة قومية صحراوية عرفت باسم ” جبهة البلوساريو التى اعلنت تأسيس الجمهورية العربية للصحراء الديمقراطية فى نتدوف بالجزائر ، انحسبت موريتانيا من الصحراء المغربية عام 1979م ليسطر المغرب كليا وفعليا على معظم مساحة الصحراء المغربية إلا أن الأمم المتحدة تعتبر منظمة البوليساريو هى الممثل الشرعى للشعب الصحراوى .
أعلنت الأمم المتحدة قرار وقف اطلاق النار عام 1991م ونشرت تقريرا أن ثلثى اللأراضى بما فى ذلك الساحل المحيط الأطلنطى والجزء الخارج الجدار الرملى نن أقصى الجنوب بالإضافة إلى جزيرة راس نواذيبو تدار من قبل الحكومة المغريبية بدعم فرنسا والأمم المتحدة أما الثالث الأخير فيدار من قبل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب المعروفة باسم البوليساريو ، وقد أخذت بعد الدول موقف محايد مثل روسيا التى أوضحت موقفها بدعم الطرفين لإيجاد حل سلمى .
وفى عام 1992 كان المقرر اعطاء السكان المحليين الخيار فى الاستقلال أو الخضوع للسيادة المغربية ولكنه سرعان ما توقفت ثم المحاولة الثانية عام 1997م ولكن لن تنجح .
وفى عام 2000 قام الأمين العام للأمم المتحدة ” جيمس بكير بزيارة جميع الجهات المشاركة حول القضية الصحراوية المغربية ثم وقع اتفاقية عرفت باسم ” خطة بكير ” وقد نوقشت هذه الخطة من قبل مجلس الأمن عام 2000حيث اعتبرت الصحراء المغربية منطقة مستقلة ذاتيا بحكم الأمر الواقع لكن هذا لا يعنى ملكيتها للبلوساريو بل الاستفتاء الذى كان من المتوقع أن يتم بعد خمسة أعوام هو من سيحدد مصير المنطقة ومصير الشعب الصحراوى ولكن لم يحدث هذا بسبب طلب المغرب ادراج المحليين بقواعد الانتخابات بغض النظر عن منطقة كل ناخب وهذا ما لم يتم التوافق عليه وتم رفض الاستفتاء ، وكان مشروع الاقتراع يهدف إلى جعل الشعب الصحراوى يقرر مصيره بيده وحتى لو صوت على الحكم الذاتى ولكن المغرب قود ذلك وأكدت مرارا وتكرارا على عدم سحب الجيش المغربى من تلك المناطق سواء حدث استقلال أم لا ، وقد أصدر ملك المملكة المغربية محمد السادس بن الحسن عام 2002 قرارا قال فيه :” أن فكرة الاستفتاء خارج التاريخ ولايمكن تنفيذها وأدت إلى توجيه البلوساريو اللوم للمغرب باحتلال المنطقة .
وفى عام 2003 تم تجديد اقتراح نسخة جديدة من المفاوضات خطة بكير مع بعض التعديلات والإضافات إلا ان المغرب رفضها وقدم بكير الاستقالة من الامم المتحدة عام 2004 قائلا :” أننى لا أظن أن هناك حل لهذه الأزمة ” ، واستمرت عملية المفاوضات بين الطرفين إلى أن خرج الملك محمد السادس قائلا : نحن لن نتخلى عن شبر واحد من بلدنا الحبيب ومن صحراتنا بل لن نتخلى عن حبة واحدة من رمالها .
وقد تجددت المناوشات المسلحة بين الطرفين عام 2005 جعلت الأمين العام للأمم المتحدة آن ذاك كوفى عنان يخرج تقريرا قائلا : أن زيادة النشاك العسكرى من جانب البوليساريو والخرقان التى تفعلها أمر وقود للمفاوضات كما تهم المغرب بزيادة التحصينات العسكرية ورفع التأهب القصوى فى حدود المناطق الصحراوية ، وفى عام 2010 تمت عدة مفاوضات وسط شروط كثيرة لكنها لم تستقر على أى حال ، وفى أوائل العام الحالى قامت مناوشات عسكرية بين الطرفين أدت لوقوع عدد من القتلى بينهم وأثيرت القضية مرة أخرى فى تواجد عسكرى لحفظ السلام وقوات افريقيا الوسطى المدعومة من فرنسا التى تنتشر فى مالى .
اقتصاديات المناطق الصحراوية الكبرى :
لديها احتياطى ضخم جدا من الفوسفات مع افتقار للنشاط الزراعى لندرة المياة ، ولكن ما يعطى الأهمية الكبرى لتلك المنطقة وهو وجود النفط وحقول البترول والغاز الطبيعى قبالة الساحل وكذلك الحقول النفطية الموريتانية بالصحراء الكبرى العربية ، وهذا يعنى دخول تلك المنطقة فى الصراع الدولى على النفط وهذا ما تفعله الولايات المتحدة وشركات التنقيب عن البترول فى تلك المنطقة وتلك هى ملخص حقيقة العزل للمناطق الصحراوية من أجل شفط الموارد الطبيعية فى تلك الصحراء من قبل الدول الكبرى وقد اثيرت القضية مرة اخرى فى مفاوضات المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل كورقة ضغط لتمرير اتفاقية السلام والسماح للشركات الأمريكية والإسرائيلية بالتنقيب عن البترول والفوسفات فى تلك المناطق .