أحمد علي صالح يكتب..الغضب آفة ذميمة

أحمد علي صالح يكتب..الغضب آفة ذميمة
الغضب، النبي الكريم، آفة ذميمة، أبوهريرة، الجنة، نزغات الشيطان، علاج الغضب، الاستجابة، أحمد علي صالح

لا شك أن الإسلام دين شامل ومتكامل، يشمل جميع نواحي الحياة للبشرية، فهو يريد دائمًا أن يبني مجتمعًا ساميًا وسليمًا ونبيلًا، فيغرس في أفراده أخلاقًا مرموقة،

كالحلم وعدم الغضب، وقدوة صالحة منذ نعومة أظفارهم.

التقاطع والرفق

والغضب آفة ذميمة، يجب أن نُعَلم أطفالنا وشبابنا الابتعاد عنها، حيث حذر منها مولانا المصطفي، صلي الله عليه وسلم، لأنه – أي الغضب – يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق،

وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه، فينقص ذلك من دينه.

يروي سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: (أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب) رواه البخاري.

قال ابن حجر الهيتمي: هذا الحديث من بدائع جوامع كلمه التي خص بها صلى الله عليه وسلم، وهو توصية جامعة بخير الدنيا والآخرة،

وفيه دليل على عظم مفسدة الغضب، وما يترتب عليه.

الأوامر

ويوجه النبي الكريم المسلمين، حيث يأمرهم بالطيب من القول والفعل مما يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة،

وعادة ما تأتي هذه الأوامر بطريقة من ثلاث:

  • الطريق المباشر في التوجيه.
  • سؤال يطرحه هو صلي الله عليه وسلم، ثم يترك الصحابة يجيبون عليه، ثم يكون الرأي الصريح والواضح والقاطع.
  • ومنه من يكون عن طريق سؤال بعضهم للنبي صلي الله عليه وسلم كالحديث المذكور عاليه.
الشيطان

وفي رواية أخري عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قال: (أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟ ولا تكثر عليّ لعلي أعقله، فأجابه الرسول صلي الله عليه وسلم: لا تغضب، لا تغضب).

فالغضب من نزغات الشيطان ولذا يخرج الإنسان في غضبه عن اعتداله، ويتكلم في غضبه بالباطل أحيانًا.

ولما ردد السائل سؤاله “أوصني” مرارًا قال له الرسول صلي الله عليه وسلم في كل مرة يجيبه فيها “لا تغضب” ولم يزد علي ذلك.

وفي هذا دليل علي خطورة تلك المسألة وما ينشأ منها، فإذا بالرجل يفكر فيما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم، قال: فإذا الغضب يجمع الشر كله،

أي أنه تدبر لأن الرسول لم يزد عن قوله “لا تغضب” “لا تغضب” وأخذ يفكر فرأي أنه – أي الغضب – يجمع الشر كله، وهذا لأنه ينشأ من نزغات الشيطان.

وفي المقابل مدح النبي صلى الله عليه وسلم الذي يملك نفسه عند الغضب، فقال من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

(ليس الشديدُ بالصّرَعةِ، إنما الشديد الذي يملِكُ نفسه عند الغضب). رواه البخاري ومسلم

وقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134).

وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظًا – وهو يستطيع أن ينفذه – دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق،

حتى يخيره من أي الحور العِين شاء). رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة.

  • علاج الغضب

ولذلك كان التوجيه الإسلامي في حال الغضب أن يجتهد الإنسان في التخلص منه وفي تغيير موقعه.

  • إذا كان الغضب من الشيطان، والشيطان من النار، فإطفاء النار بالماء، فإذا قام الغاضب وتوضأ ذهب عنه الغضب.
  • كما أن لإنسان أن يتعوذ من الشيطان فيقول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” يذهب عنه غضبه إن شاء الله.
  • وأيضًا لو كان واقفَا فيجلس أو يغير موقعه أو مكانه.
  • الاستجابة

فلا شك أن كل ذلك من أسباب ذِهاب الغضب أو تخفيفه، ولطالما كشف العلم الحديث وأهل الطب،

أن هذه الآفة سبب في أمراض نفسية وأسباب أخري ينبغي علي المسلم أن يستجيب لنصيحة رسول الله صلي الله عليه وسلم،

وأن يجتهد في الابتعاد عن هذه الآفة الذميمة،

وأن يكون دائمًا وأبدًا متسامحًا مع الناس، ولا يبادل السيئة بمثلها ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) ( سورة الشوري : من الآية 40 ).

يقول الإمام ابن كثير في تفسيره : فمن عفا وأصلح فأجره على الله أي لا يضيع ذلك عند الله ، كما صح في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي  صلي الله عليه وسلم قال : ( وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا ) رواه مسلم.

كاتب المقال/ باحث دراسات إسلامية