حقيقة القيمة ولماذا نريد أن نشعر بها

حقيقة القيمة ولماذا نريد أن نشعر بها

أوضح الدكتور “احمد الدملاوى” نائب رئيس الجمعية العالمية للميتامديسن IMMA سابقا، أن القيمة ؛ أي قيمة الإنسان، هي أن يشعر بالاحترام والتقدير في علاقتة مع ذاته.

وقال، إن قيمة الإنسان ليس من احترام الأخر له فقيمته في ذاته الداخليه غير مستمدة من الخارج او من

احترام الأخر، فإن أحترمه الأخر فهذا شئ جميل ولكن إن لم يحترمه فلا يؤثر ذلك على قيمته فقيمته داخليه

ولا تعتمد على أي شئ خارجي، فالإنسان مقدر بدون أعمال أو انجازات أو نجاحات ومقدر بدون إثبات وبدون

دليل ومقدر بدون إحترام الأخرين، مقدر بدون منطق أو سبب.

كما أشار الدملاوي إلى أنه على الإنسان أن يستمتع بفضل الله عليه وأنه مقدر وذات قيمه وليس في حاجة

إلى نجاح لكى يكون مقدر، فالنجاح يقويك إجتماعيا ولا يضيف إلى قيمته الذاتية، قائلا: “إنه من الضعف أن

تبني قيمتك على إنجازاتك؛ فلو أننا نعيش قيمتنا من إنجازاتنا في ماضينا لكان الأطفال يظلون أطفال ولا

يكبرون.

وتابع: “أنا كائن في ذاتى بغض النظر عن مكانتى في أعين الناس”.

ومن ثم طرح سؤالا أثناء: لماذا نريد أن نشعر بالقيمة؟

وكانت الإجابة: لكي أشعر بالاتزان واستطيع أن أعيش فطرتى، ولكى أشعر بالسلام الداخلى.

وفي ذات السياق، عرف الدملاوي “الأتزان الإنسانى” على أنه الوصف الذى يدل على الحالة الفطرية التى

يعيشها الإنسان فبدون قيمة لا يستطيع الإنسان أن يعيش فطرته، فمعنى أن الإنسان قيمه أنه يعيش

فطرته.

وعن دور القيمة وتأثيرها على النفس، قال إن القيمة هي العمود الفقري للنفس، فالإنسان بدون عمود فقري لا يستطيع أن يقف، حيث القيمه تعطي القدرة على حماية النفس، والقيمة هي القدرة الذاتية وليس القدرة الخارجية؛ أي قدرة الثبات على القيم..

استطرد كلامه بأن للشعور بالقيمة حضور، حضور تجده في الهيبة والشموخ ، لذلك تجد الهيبة في الأنبياء

لأنهم شاعرين بقيمتهم.

وأشار الى أن القيمة والتواضع وجهان لعملة واحدة؛ فالقيمة نشعر بها مع أنفسنا وتخرج للأخر في صورة تواضع، وإن أضطربت القيمه لها احتمالان الأول أن تعلى القيمة زيادة عن الحد فتصبح بذلك كبر شديد، أما الثانى أن ينزل الشعور بالقيمه وفي هذه الحالة يصبح دونية شديدة وذل.

يذكر الدكتور الدملاوى موقفا حدث مع الرئيس الأمريكى “جو بايدن” يدل على التواضع، حيث كان بايدن يتمشى في حديقة البيت الأبيض وفي يده كوب قهوه وكانت توجد صحفية فسألته ماذا تشرب؟ قدم إليه وقال لها إنها قهوة تفضلى أشربيها فهي آمنه لم أشرب منها قط، فعقب الدملاوى أن هذا موقف يدل على تواضع بايدن أن يعطيها كوب القهوة خاصته! فاكد أن الموقف كان من الواضح أنه تلقائي وغير مصطنع،
حيث ذكر أيضا أن من الدونية أن تنتظر من الآخر أي شئ..وذكر مثال أخر في هذا عن الآحساس بالدونية، فأنه منذ زمن كان في أمريكا فرأى رجل فر مقابله تلفزيونية فوجد أن هذا الرجل كان يسافر بلدان كثيره جدا لكى يتصور مع مشاهير هذة البلدان لدرجة أنه صنع متحف من هذه الصور، فعقب أنه ذلك تصرف في قمة الدونية لأنه يستمد قيمته من المشاهير، وكانت الصدمه للدكتور أن الرجل كان مصرى.