اللغة التركية والتحول من أجل الأرتقاء بالدولة

اللغة التركية والتحول من أجل الأرتقاء بالدولة

كيف بدأت اللغة التركية في الظهور؟

في البداية إن اللغة التركية منتمية إلى لغات الاورال الطاي Ural-Altay وهي تنحاز أكثر لفرع اللغة الألطائي. وهي لغة إلحاقية أي يأتي بعد الكلمة لواحق ولا يأتي قبلها سوابق مثل اللغة العربية أو الإنجليزية.

حجر الأساس للغة الترك ينبع من تركستان بلاد ما وراء النهر. وفي البداية كانت التركية هي لغة شفوية فقط أي منطوقة وليست مكتوبة. وفيما بعد أنقسمت اللغة لقسمين قسم لغة شرقي وقسم غربي.

 

العصور التي عاصرتها اللغة التركية

مرت التركية بمراحل وعصور عديدة في تكويناتها الأولى:

العصر الأول هو عصر الظلام حيث لم يكن لدينا أي معلومات عنه.

العصر الثاني هو عصر التركية القديمة أو ما يعرف بعصر التركية الأم ونجد في هذا العصر أهم نماذج للغة في هذه الفترة وهي شواهد قبور ينيسي Yenisey – اورخون Orhun – طالاس Talas. وأشتمل هذا العصر أيضًا على عدة لهجات مثل الاويغورية والخاقانية والكاشغرية.

العصر الثالث وهو عصر التركية الغربية، عصر اللغة الاوغوزية مؤسسين الدولة السلجوقية. والتي مرت بثلاث مراحل بداخلها: ١- مرحلة التركية الأناضولية القديمة وهي مرحلة تركية تركيا القديمة وتلك المرحلة مليئة بالكلمات والصيغ والقواعد الدخيلة من اللغات العربية والفارسية.

٢- التركية العثمانية وهي أهم مرحلة من مراحل الغات التركية.

٣- تركية تركيا الحديثة وتلك المرحلة هي المستمرة إلى الآن.

 

اللغة العثمانية

مؤسس الدولة العثمانية هو عثمان بن أرطغرل عام ١٢٩٩م. واتسعت رقعة الإمبراطورية العثمانية على يد محمد الفاتح عند فتح القسطنطينية عام ١٤٥٣م.

فاللغة العثمانية هي لغة وقفت بجانب اللغة العربية والفارسية. وأخذت تعمل على تجميع منهم المفردات والقواعد وحتى إنها تكتب بالأبجدية العربية مع بعض التغييرات على أشكال الحروف. وهي مختلفة إختلاف تام عن اللغة التركية الموجودة حاليًا. فلا يستطيع مترجم تركي أن يترجم الوثائق العثمانية فلكل منهم قاعده وأسسه ولغته الخاصة به.

 

بداية تشكيل اللغة التركية الحديثة

منذ بدأ العمل بفرمان گلخانه خط همايون ١٨٣٩م والذي كان عبارة عن إعلان لبعض البنود لكي يُظهر مدى جدية الدولة العثمانية على التغير والتقرب من الدول الغربية. ظنًّا منهم أن التأخر والتدهور على المستوى العام في البلاد كان بسبب إتباعهم للدول العربية. لذلك مالوا كل الميل للدول الغربية وبالطبع ظهرت تيارات في الساحة منهم المعارضة ومنهم المكاتفة مثل: العثمنة والتي كانت تؤيد الدولة العثمانية، الأسلمة والتي كانت تؤيد العمل بمنهج الإسلام والشيعة، التتريك والتي كانت تهدف لأن تصبح الدولة التركية قائمة بذاتها ليست مقلدة للشرق ولا للغرب، التغريب وهو أتباع الدول الغربية.

 

وفي النهاية مالوا للتغريب بقيادة السلطان عبد المجيد. وأصبحت الدولة العثمانية ترسل بعثات لتتعلم في فرنسا وتتطبق ما تعلمته في الدولة العثمانية، أملًا منهم للتقدم والرقي.

 

الجمهورية التركية

وبعد تحول الإمبراطورية العثمانية إلى جمهورية تركيا عام ١٩٢٣م، تواترت الأفكار لتقريب الدولة إلى الغرب وتقليدهم. حتى أن بعض الشعراء الأتراك كانوا يتهمون الدولة بالتقليد الأعمى. ثم بعد ذلك في فترة ما ظهر الانقلاب اللغوي وهو فترة الاعتراف بالحروف التركية الجديدة والتي تشبه الحروف اللاتينية مع إختلافات في بعض الحروف. وكانت الابجدية التركية الجديدة مكونة من ٢٩ حرف ومن الحروف التي تظهر اختلاف اللغة التام (Ç-Ğ-I-Ö-Ü-Ş).

وتم إصدار جريدة رسميًا لتعليم الحروف الأبجدية التركية على النهج اللاتيني وكان ذلك في ٣ نوفمبر ١٩٢٨ ليعطي الشعب الطرق الأولى التي يسير فيها ليطبق اللغة التركية.