المتغيرات الدولية وأثرها على الوطن العربى

المتغيرات الدولية وأثرها على الوطن العربى

تقرير : إسلام يوسف

 

فى الملتقى الثانى لصالون أيامنا الثقافى الذى يعقد بمقر حزب العربى الناصرى بشبين الكوم كانت محاضرة بعنوان :” المتغيرات الدولية وأثرها على الوطن العربى ” ألقاها الكاتب الصحفى والروائي د.السيد الزرقانى رئيس تحرير مجلة أيامنا الثقافية .

الكلمة

أولا أشكر الأستاذ أبو المجد الذى أثار موضوع مهم جدا وهو أزمة الثقافة فى مصر ونحن نقارن ونناقش فيما حدث فى المجتمع المصرى وما حدث فى الثقافة المصرية ، أذا لم تكن الثقافة متماشية مع تطور المجتمع فى كل شىء إذا لايوجد لها وجود ولا أهمية لدى المجتمع ، ولو لحظنا فى الخمسينيات والسيتينيات كانت الثقافة هى مشروع دولة موضوعة فى خطة التنمية للدولة فى برنامج الثقافى وإحتوائها لكل طبقات المجتمع ، ومن عاش تلك المرحلة سيعلم أن وزارة الثقافة ومنابرها الثقافية كالمسرح القومى والسينما كانت تلف وتدور بالقرى المصرية لإستقطاب المواهب والندوات والملتقيات والدراما كانت تعرف أفلام الهدف منها ثقافة المجتمع بالمقام الأول وتهدف إلى التنوير وخدمة قضايا الشعب من العمال والفلاحين بالدرجة الثانية ، ولكن كانت الدولة مسيطرة سيطرة كاملة على شركات الإنتاج وبالتالى كانت هناك علاقة تناغم وتوافق بين الأنتاج الإقتصادى والمشروع الثقافى ،كانت الدولة والمؤسسات الثقافية فى مشروع وأهمية الإستفادة للمجتمع هل استمر فى الظهور أم لا ؟

رغم ما وصلنل إليه من تقنية حديثة بالتكنولوجيا إلا أن القائمين على العملية الثقافية ليس لديهم مشروع للتأثير والمحافظة على الثقافة ووصولها للمجتمع .

عندنا مكاتب كثيرة جدا فهل هى وسيلة جذب للمجتمع والقراء للمشاركة فى تنمية العمل الثقافى ؟ بالتأكيد لا وعندنا فى كل قصر ثقافى نادى أدبى وما هو عدد الحضور لذلك النادى إذا حضر مرة لماذا لم يحضر مرة أخرى ؟

لأنه لا يوجد مشروع تنويرى وفكرى لجذب الشباب حتى يمتلكو الثقافة ويوعوا المجتمع ويندمجوا معه ، ومعظم المثقفين يقتصر دورهم على الكتابة فقط لا غير مثل تأليف كتاب هل فكرة الكتاب تصل إلى أكبر كم من المجتمع والجمهور أم لا ؟ إذا هناك مشكلة موجودة عند المثقف حتى العرس الثقافة للقراءة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب كم الملايين الكتب والناشرين ولكن حاصل عملية القراءة والتثقيف ماذا ؟ لا يتعدى ١٠٪ من المعروض .

وكيفية التأثير عند الجمهور والشباب لايوجد أى تأثير على الشباب والقراءة ، كما يوجد انفصام تام بين المثقف وحالة المجتمع الذى يعيش به ، والمنتج التعليمى هل هو ثقافة دولة أم ثقافة مجتمع وهل يوجد مشروع خدمى للتعليم النموذجى لخدمة المجتمع واحتياجاته أم أنها متروكة ومفتوحة للأبواب ؟

سنتفاجىء أن الدولة تضع نظام معين ولكن التطبيق لا يوجد .

نرجع للمحاضرة الرئيسية لهذا اليوم تحت عنوان ” التغيرات السياسية الدولية وأثرها على العالم العربى كان المفترض يلقيها الدكتور سيد أحمد لكن لظرف لديه لم يستطع الحضور فلابد من إلقاء الموضوع .

نص المحاضرة :

” فى البداية خريطة العالم طول عمرها تشهد متغيرات سياسية دولية نرى دول تقسم ودول تختفى وأخرى تتقدم وتتراجع الثانية فتنمو واحدة وتتخلف الثالثة نتيجة لصراع ايديولوجى وجوهرى للمتغيرات التى تحدث ، قبل الإسلام كانت الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية وظهر فى القرن السادس الميلادى حتى الثامن العالم الإسلامى والحضارة والإمبراطورية الإسلامية وسيطرت المسلمين على أجواء العالم كله وأبهرت الحضارة الإسلامية علميا وثقافيا وسطرت أبهرتها على عصور وعقود طويلة قادة العالم فى العصور الوسطى .

وما بعد ذلك انتقلت إلى حضارة أخرى إلى الشمال إلى أوروبا فى الثورة الصناعية والنهضة الكبرى التى بنيت على الأفكار العبقرية للعالم الإسلامى بالأخذ من الحضارة الإسلامية وتطويرها من قبل الإبداعيين الأوروبين مثلما حدث فى نقل المفكرين المسلمين من علوم والحضارات المختلفة وإضافة التطور إليها مثل الفرعونية والبابلية والشامية والفارسية والعربية وغيرها كثير من الحضارات التى كانت تنتمى إلى شعوب العالم الإسلامى فى إلتقاء الحضارات فى الأندلس وغيرها من البلاد التى فتحت على يد المسلمين مثلما أخذنا منهم هم أيضا أخذوا المعارف والحضارة والنظريات العلمية والفكرية لبناء النهضة الأوروبية الحديثة وحدث الإلتقاء فى الحروب الصليبية فى القرن الثالث عشر حتى السادس عشر حتى بداية الثورة والتطوير الكبرى فى أوروبا .

وفى القرن السابع عشر والثمن عشر حتى أوائل التاسع عشر وظهور الثورة الصناعية الكبرى فى أوروبا أصبحت أوروبا تشغل جوهر وثقل إقتصادى عالمى بفعل الثورة الصناعية الكبرى وبالتالى جعلت أوروبا تنظر إلى شركات مستهلك للتوريد السلع وتدمير الأخرى بعدم الصناعة فى المستعمرات ، والإستعمار للشعوب حتى تضمن غزو المنتجات للبلاد المحتلة ، وتحتاج الدول المستعمرة إلى المواد الخام ومصادر الطاقة لتشغيل المصانع فكانت تأخذ كل ما تحتاجه من موارد إلى بلادها من موارد الشعوب المستعمرة ، وكانت أقرب منطقة للغزو المنتجات والسيطرة الجغرافية الأوروبية على العالم كانت منطقة الوطن العربى أرض عمليات لهم ولذلك استخدمتنا فى بناء نهضتها وتدمير الوطن العربى ومن هنا جاءت فى الإستراتيجية الأوروبية كيفية السيطرة على العالم العربى واستغلال الوطن العربى اقتصاديا وسياسيا وظهرت الكشوف الجغرافية فى الأمريكتين وإنتقال الأوروبين إليها ليبحثوا عن أرض جديدة لنشر ثقافتهم وهيمنتهم على العالم الجديد بكل ما فيه من ثروات ، الإتجاه الثانى وهو الاستعمار للمنطقة العربية وبعد ظهور الإستعمار للمنطقة العربية كانت له هدفين الهدف الأول استغلال كل الموارد الإقتصادية الخام والبشرية المتاحة لأن المنطقة العربية غنية جدا بالموارد الطبيعية والبشرية وأن الوطن العربى يظل موقع وثرواات ومصادر الطاقة العالمية وأضخم إحتياطى بترول عالمى فى الغاز والمشتقات البترولية ولذلك المستقبل وخريطة العالم لا تفارق الصراع على الاستحواز على المنطقة العربية .

والإستفادة الصناعية لهم أن يجعلوا المنطقة العربية سوقا للمنتجات عن طريق تحسين الصناعة المنتج الأوروبى وضرب المنتج المحلى العربى وعدم التصنيع وجعل الوطن العربى مورد خام فقط ولذلك شجعوا الزراعة ولكن تصنيع المنتجات الزراعية وتحويلها إلى منتجات صناعية لايوجد ، ولذلك عمل الإحتلال البريطانى عندما جاء إلى مصر جعلها مورد خام وليس مصنع فشجع الزراعة وحارب الصناعة لأنه يريد أن تكون المواد الخام الزراعية لنقلها للمصانع الأوروبية ومحاربة الصناعة المحلية وهمه فى نقل سوق الموارد المصنعة فى أوروبا وليس مصنعة للمنتجات الداخلية كما حدث فى مصر حدث فى كل البلاد التى دخلها الإستعمار لأن المنطقة العربية هى أقرب شعوب العالم إلى أوروبا ويفصلهما البحر المتوسط ويوجد إرتباط ثقافى وحضارى وإقتصادى ممتد لعقود وقرون .

ولم نفهم حينها هذا جيدا إلا بعد فوات الأوان حين طالبنا بالجلاء ولكن الأوطان تحت الإحتلال إلا أننا لم نطالب ونفكر فى الثقوب التى فعلها الإحتلال قبل رحيله .

ومع بداية القرن التاسع عشر والعالم أصبح لديه كتلتين الشرقية والغربية ، الكتلة الشرقية التى كانت بقيادة الإتحاد السوفيتى فى الكتلة الشيوعية بكل الجباروت الذى كانت متواجدة عندهم والكتلة الرأسمالية التى كانت تقودها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بوجودهما العسكرى والإسترايجي ، وهتان الكتلتان حتى يظهروا بحاجة إلى قوة أخرى لكى يتم إضعافها وهى الإمبراطورية البريطانية العظمى التى تسمى الإمبراطورية التى لم تغيب عنها الشمس لكبر مستعمراتها حول العالم الأسيوى والأفريقى وبريطانيا هى التى صنعت مشكلة فلسطين فى وعد بولفر بسبب مساعدة اليهود لهم فى الحرب العالمية الأولى ، وعندما دخلت الولايات المتحدة للتحالف كان لابد من القضاء على الإمبراطورية البريطانية حتى تصعد الكتلة الرأسمالية التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1945 م حتى اليوم .