المتغيرات السياسية الدولية وأثرها على الوطن العربى

المتغيرات السياسية الدولية وأثرها على الوطن العربى
تقرير إسلام يوسف

 

كلمة الأستاذ إسلام يوسف الباحث فى علوم السياسية الدولية فى ملتقى صالون أيامنا الثقافى .

 

الكلمة :

” أشكر أساتذتى الذين تحدثوا فى هذا الموضوع الهام الذى يشغل بال كل مواطن عربى وأهل الفكر الذين يقرؤون المشهد السياسي الدولي بعمق للوصول إلى الحقيقة وتبصير الجمهور البسيط للمخاطر التى تحيط به ، ولعل بداية التحولات السياسية للعالم كما أشار الاستاذ السيد الزرقانى فى العالم القديم كانت الإمبراطورية الرومانية والأمبراطورية الفارسية تسيطران على العالم ولكن التفوق كان للإمبراطورية الرومانية نظرا لأن جل المناطق العربية كانت تخضع للحكم الرومانى كالدول الأفريقية العربية من مصر شرقا إلى تونس غربا ، ودول شمال شرق العرب الشام وفلسطين وانطاكيا حتى عاصمة الروم القسطنطينية ، اما الفرس فقد استحوذوا على العراق وأرض السواد شرقى العراق حتى مضيق هرمز واليمن بعضة أعوام ، ثم جاءت الدعوة الإسلامية فاستمرت فى الظهور حتى القرن السادس الهجرى الثانى عشر ميلادى بحلول نكبة التتار والصليبين بلاد العرب والإسلام الذين عاشوا على ركاب الجثث والدمار افظعها مجزة بغداد قتل فيها ما يقرب من مليون شخص عربى ومسلم التى اقترفها التتار بعد ضمان لأهلها السلام مقابل فتح الأبواب لجيوش التتار وخيانة ابن العلقمى للمعتصم بالله ، والمجزرة الثانية فى القدس من قبل الصليبين لم يحترموا قدسية الأماكن الدينية وقتلوا كل من لجأ إلى المسجد الأقصى وقتل فيها مايقرب من 250 ألف عربى .

كانت أول لقاء للصليبين مع العرب المسلمين فى بلاد العرب أهل التقدم الحضارى والمتسلسل من القرن الأول والثانى الهجرى لإزدهار حضارة المسلمين أمام اضمحلال الروم وضياع العلم لديهم والخرافة حتى ظهرت أمور فى أوروبا جعلتهم قبع التخلف من سيطرت رجال الإقطاع على كل شىء فى أوروبا وسيطرت السلطة الدينية على الحياة السياسية فى تعين اباطرة الروم وعزلهم لأن نفوذ البابوية كان مقدس لدى مسيحين أوروبا لذلك أول من نبش فى قرار الحرية الدينية هو مارتن لوثر الذى دعى إلى إلغاء صكوك الغفران التى كانت تفرضها الكنيسة على الخطئين ويتحدثون باسم الرب أنه غفر للمذنب مقابل ما ياخذه رجال الكنيسة من أموال ، وكان ذلك عام 1595 م أى القرن السادس عشر وأوائل السابع عشر .

بداية التحول للتغيرات السياسية الدولية

دعى لوثر اليهود لدخول المسيحية وأن أرض الميعاد هى القدس ملك لهم حتى مجىء المخلص ليحكم العالم وقد خرجت دعوات تقول بأن المسيح المخلص سيخرج فى تلك الحقبة الزمانية ولكن كذب حدثهم فغدروا بلوثر ولم يغيروا ديانهم ، واستطاع هو وعدة اساتذة من أساتذة اللاهوت أن يؤسسوا المذهب الثالث فى المسيحية وهو المذهب البروتستانتى المخالف للمذهب الكاثوليكى الأوروبى والمتفق مع اليهود فى المعتقدات التى تتعلق برجوع المخلص ومن هنا بدأت فكرة انشطار العالم الأوروبى إلى حزبين حزب الروم الكاثوليك وحزب الروم البروتستانت ، وبدأت عملية النبش فى الفكر والإبداع ونقل التقدم من احتكاك أوروبا بالعرب والمسلمين أثناء الحملات الصليبية واحتكاكهم بالترك بعد سقوط القسطنطينية بدأت حركة الصناعة والتقدم تغزو أوروبا وكان لابد من وجود رأس مال لإدارة الموارد الخام والصناعية فكان رأس المال المسيطر عليه هم اليهود أبناء روتشيلد الإنجليزى اليهودى الذى سيطر على بورصة لندن فى القرن السابع عشر وأصبحت بريطانيا لعبة فى يد اليهود ثم ذهب أبنائه إلى روسيا وألمانيا لبناء الإمبراطورية الإقتصادية لعائلة روتشيلد .

ثم الحدث الذى قلب الموازنات هو الثورة الصناعية الكبرى فى بداية القرن الثامن عشر وسبقه بعدة عقود اكتشاف الأراضى الجديدة التى لم يسكنها سوى قبائل الهنود الحمر مواطنين سكان الأمريكتين قبل أن يكتشفهم كرستوفر كلومبس وسيطر مساجين أوروبا من الإجرامين على الأراضى الجديدة وعمدوا إلى قتل أهلها ليحلوا مكانهم فذلك هو عرق تكوين الولايات المتحدة العصابات وبدأت عمليات الهجرة من الأفارة أيام الإحتلال وبعض الشعوب الأخرى لتلك الأراضى الجديدة فكيف تجمع بين هؤلاء البشر عن طريق لغة النقود يتعارف كل البشر بها فأسست المصانع والشركات والإستثمار الأموال فى تلك الأراضى حتى بنيت المدن والحضارة الأوروبية داخل الأراضى الأمريكية فكانت مستعمرة إنجليزية .

الصناعات والمنتجات لابد لها من مستهلك وسوق للموارد الخام فمن المنطقة التى تكثر فيها الموارد الطبيعية الخام والبشرية ؟

إنها بلاد العرب والإسلام الممتدة من الصين جنوب شرق  إلى المحيط الأطلنطى شمال غربى ومن البحر المتوسط شمالا حتى وسط أفريقيا جنوبا وقتل أى دولة تقوم محل السلطنة العثمانية بعد أن ضعفت بعد القرن السادس عشر الميلادى واستقلال الولاة على الإمارات التى كانت تتبع للسلطان العثمانى الضعيف فكانت ميلاد مصر عام 1805 بقيادة محمد على باشا والى مصر استطاع ان يحرز تقدم هائل للدولة المصرية وتوسيع رقعة أرض مصر من البحر المتوسط شمالا حتى منابع النيل جنوبا ومن فلسطين شرقا إلى ليبيا غربا وهزم السلطان فى أراضى حكمه فكان لابد من ضرب تلك الدولة الفتية التى خرجت إلى النور وكان ذلك عام 1845 م وأصبح عين أوروبا على الوطن العربى منبع الثروات ولم تسلم من القرن هذا الا وجدناها تدخل مصر والوطن العربى عام 1882 بالإحتلال .

وبدأت المشاورات اليهودية فى تلك الحقبة على إنشاء وطن لليهود فكان القرار المتخذ بالرجوع إلى أرض الميعاد التى وعدهم بها الرب فى التوراة وهى أرض فلسطين واجتماعات للساسة اليهود حتى أخرجوا لنا بنود واتفاقيات لقيادة العالم تسمى بروتوكولات حكماء صهيون 24بروتوكولا فى شتى مناحى الشيطنة الفكرية والعسكرية والسياسية التى تضعف الشعوب والحكومات الغير يهودية ولكن تم تسريب تلك البروتوكولات من قبل رجال يهود روس يتبعون المنهج المتعدل فى اليهود وأخرجوا تلك الوثائق .

 

لماذا الوطن العربى مربط الإستعمار ؟

 

لأن الوطن العربى يتحكم فى منافذ التجارة الدولية قديما وهى المضايق الثلاثة التى به وممر بين أفريقيا وأسيا عبر مصر ومن يسطر عليه يسيطر على العالم فكان احتلال إنجلترا للوطن العربى هى بداية ميلاد نجم الإمبراطورية الإنجليزية وتساقطت البلاد واحدة تتلوا الأخرى حتى سيطروا على الصين والهند أكبر دولتين مساحة وسكان فى جنوب شرق أسيا واستطاعوا أن تربط إمبراطوريتهم بمقولة شهيرة جدا : ” الإمبراطورية التى لم تغيب عنها الشمس ” لاتساع مستعمرات الأراضى التى تحكمها .

 

فى تلك الأثناء تقوم الثورة الروسية ضد الرأس مالية الأوروبية وتدعوا إلى النظام الشيوعى والإشتراكية والعجيب أن قادة هذه الدعوات والثورات هم يهود ( لينن – كارل ماركس ) هذا يأخذنا إلى ما قلنا بأن أبناء روتشلد قد هاجروا إلى روسيا من أجل هذا السبب خلق نظامين عالميين متضاربين ليستفاد أصحاب الأموال فى الطرفين وهما المصدرين للسلاح وللقروض المالية الدولية التى تعصر الدول بالربا والفوائد التى هى سمة اليهود ، واستطاعوا من تكوين الاتحاد السوفيتى الإشتراكى المناهض للقوة الرأسمالية المتمثلة فى بريطانيا وفرنسا وأمريكا .

 

يبدأ القرن العشرون والعالم على صفيح ساخن من الأحداث وتهكنات بأن الحالة العامة تنبدأ بحرب عالمية فالدولة العثمانية تتهاوى واسقلت الدول التى كانت تحكم من قبل العثمانيين الأتراك وأصبح الحكم مزدوج فى بلاد العرب والمسلمين فى أسيا وأفريقيا حكم للإدارة المحتلة المتمثلة فى بريطانيا التى حكمت مصر والحبشة وفلسطين والأردن وايطاليا التى حكمت ليبيا وفرنسا التى حكمت سوريا ، البرتغال التى حكمت بلاد الساحل الأفريقى وأسبانيا التى حكمت المغرب بالإضافة لحكم الصين والهند من قبل بريطانيا ويدور السؤال عن نفسه لماذا الحرب ؟

لتكون بداية نهاية دول ضعيفة كالسلطة العثمانية .

–  تدمير الدول التى تدعوا للاستقلال .

– كسر يد انجلترا .

– صعود وميلاد دولة اليهود على الساحة بعد الهجرة المرتزقة والعصابات الإجرامية للقدس عام 1905 حتى عام 1914 .

– رغبة بعض الدول الأوروبية فى توسيع مستعمارتها سواء على حسابوبريطانيا وفرنسا أو على حساب تركيا كما هو الحال فى أراضى البندقية والنمسا وصربيا ومجر وقرم واوكرانيا .

– رغبة الشعوب فى الاستقلال من الإحتلال الذى سيطر على كل شىء حتى البشر كانوا يجمعون أمهر العمال والصناع للعمل فى بلادهم .

وتقام دفة الحرب بين الدول الاحتلال وبين دول النامية الساعية للتحرير ولكن الكفة كانت لدول الإحتلال بريطانيا وفرنسا وايطانيا وأمريكا ، على حساب روسيا وتركيا والنمسا وألمانيا .

وأعقب تلك الحرب العالمية موت مايقرب من 15 مليون مواطن .

انتصار بيريطانيا بالحرب .

توقيع اتفاكية سايكس بيكو الأولى عام 1916 م الساعية إلى تقسيم الوطن العربى إلى 22دولة مختلفة الأعراق والأجناس ولا تكون كبيرة فى المساحة أو عدد السكان بحيث تمكن الدولة الوليدة ” إسرائيل ” من السيطرة عليهم ، فقسمت المناطق العربية على الخريطة إلى 22 دولة كانت تتبع لخرائط جغرافية كل خريطة تتبع عدة دول عربية .

فقسمت الشام إلى سوريا – لبنان – فلسطين – الأردن ، قسمت المغرب العربى الى ليبيا والجزائر وتونس ومروتانيا ، وقسمت العراق الى عدة دول عمان والبحرين وقطر ، والاقليم الغربى العراق والكويت وبهذا يفقد الوطن العربى فكرة الاتحاد لأن كل دولة لها نظام سياسة مختلف عن الأخرى مثل سوريا جمهورية ،  ، المغرب والأردن والسعودية مملكة ، ليبيا والجزائر جمهورية ، عمان سلطنة الإمارات والكويت والبحرين امارة ، فلا يستطيع أحد أن يوحد.كلمة تلك الأنظمة لاختلافها فى الجوهر التنظيمى للحكم ، والإدارة الدولية تقدم الدعم للجميع وعينها على كل من يريد الاتحاد .

ثم تقام اتفاقية وعد بولفر عام 1917 الخاص بأن فلسطين تتبع اليهود كتقدمها كهدية لليهود بسبب مساعدة الإنجليز فى الحرب .

لتنهى الحرب بانتصار دول التحالف وانهزام دول المحور فيرجع الجميع لأخذ نفس عميق للحرب الدموية الأخرى والأكثر خطورة وهى الحرب العالمية الثانية عام 1936 وأشعلها هلتر زعيم ألمانيا الذى مزق إتفاقية فرساى التى فرضتها عليه أوروبا عام 1930 وبداية تكويت الجيش الألمانى وتسلحه والنهضة الصناعية الكبرى لألمانيا من أجل هدف أعلى وهو حكم العالم كما قلنا فى البداية من انقطام أوروبا له بعد نظر لليهود وها هو يستخدم فى تدمير الدول الأوروبية فيما بينها .

فى تلك الأثناء تسقط السلطنة العثمانية عام 1924على يد مصطفى كمال اتاتورك وشبان أتراك مدعومين من انجلترا لكسب الحرب بعد أن أطلق السلطان عبد المجيد النفير العام والجهاد الأعظم فخشيت بريطانيا من ذلك النداء الذى كان قاب قوسين او أدنى من التحقيق إلا أن الإنجليز حولى الدفة من حرب عليهم مع الشعوب المحتلة إلى وسيلة لكسب الشعوب باستقلال عن السلطنة العثمانية وقد تم .

تقوم الحرب العالمية الثانية بين دول التحالف ودول المحور ولكن فى نطاق واسع من الأراضى فى أوروبا سلمت فرنسا وإيطاليا وأسبانيا إلى قوات ألمانيا ، وفى روسيا تم هزيمة الجيش الألمانى بسس الطقس القارص هناك فى القطب الشمالى وحروب الخوازيق التى اتبعها الجيش السوفيتى فى حربه مع الألمان ودخول الألمان أرض الوطن العربى عبر مصر التى كانت محتلة من قبل الإنجليز تنتهى المعركة بانتصار الحلفاء وانكسار دول المحور ومن بينهم النمسا والمجيز وألمانيا وانهاك بريطانيا .

وتدخلت الولايات المتحدة لاستلام الكعكة الكبرى وهى السيطرة على العالم فدعت إلى عصبةة الأمم وأن العالم كله يد واحدة ولكن الهدف الخفى ليس المساواة بين العالم ولكن لبسط نفوذ بأن أمريكا هو سيدة القرار الدولى وكان ذلك عام 1945 العام الذى ولدت فيه عصبة الأمم والجامعة العربيةفى آن واحد .

وفى عام 1948 تولد الدولة اليهودية كمسمى رسمى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتوافق عليها كل من بريطانيا فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا .

شعار الدولة اليهودية شعار دينى عسكرى يقال له نجمة داوود النجمة هى قلنسوة القائد العسكرى الذى جعل لهم مملكة عظيمة الشأن فهى اجتماع مثلثين عكس بعضهما وكل رأس مثلث يعنى فكرة وعقيدة عند اليهود ( السياسة – الإقتصاد – العسكرية – الفكرية – فرق تسد – العقيدة )

السياسة الأمم المتحدة

الإقتصاد البنك الدولى ومنظمة التجارة الدولية

العسكرية البنتاجون ومجلس الأمن

الفكرية الإعلام والتكنولوجيا

فرق تسد مبدا سياسى ودينى لحكم اليهود

العقيدة وهى عقيدة التلمود الشيطانية الداعية لهدم الدول وبناء الأمبراطورية اليهودية قبل خروج المخلص لحم العالم .

فتقام الحرب الأولى بين العرب وبين اليهود فيكسب العرب المعركة بسبب تفوق عددهم ومحاصرتهم لليهود من كل جانب ولكن مجلس الأمن يقرر وقف اطلاق النار وتبدأ معركة الغدر بضرب القوات العربية المتاخمة لحدود القدس وتدعوا الجمعية العامة للأمم المتحدة بأبقاء الوضع على ما هو عليه .

وبعد ذلك يبدأ التفكير فى رحيل المستعمر الإنجليزى عن تراب الوطن العربى وبدأ باسقلال مصر عام 1952 بالثورة الاستقلال والغاء الملكية وإعلان الجمهورية العربية المصرية بدل مملكة مصر والسودان ، بقيادة ضباط مصريين بالجيش عملوا على خدمة وطنهم لنيل الإستقلال وتم الأمر فى شهر يوليو وخروج الإحتلال عن القطر المصر والتمركز فى السويس كتمهيد للرحيل عام 1956 وخرج اخر جندى انجليزى من مصر ، ليتفاجىء الوطن العربى بضرب أمريكا وبريطانيا وفرنسا مدن القناة تنديدا بالقرار الذى اتخذه جمال عبد الناصر بتاميم شركة قناة السويس التى كانت تتبع بريطانيا وفرنسا باعتبارهم دول الدائنة لمصر فى العهد الخداوية بداية من إسماعيل حتى توفيق .

ومناوشات بين العرب وإسرائيل حتى عام 1967 لتضرب المدن العربية بتوغل القوات الإسرائلية داخل الوطن العربى فى سوريا ومصر وفلسطين ، وكادت الأمر تقلب رأسا على عقب من قبل الاتحاد السوفيتى الذى قدم مشورة المشاركة فى صد الهجوم الإسرائيلى باستخدام أراضى التركية كمحطة امداد للقوات إلى أن الدولة التركية رفضت ذلك ، وتبدأ عملية حرب الستة أعوام بين العرب وإسرائيل وصولا إلى الحرب الكبرى أكتوبر 1973.