المصري الذي اشترى بلدة في صعيد مصر وكان من أثرياء العالم.. تعرف عليه

المصري الذي اشترى بلدة في صعيد مصر وكان من أثرياء العالم.. تعرف عليه
عبود باشا

كتب- محمد حجازي

 

أحمد عبود باشا.. امبراطور السكر وصاحب بصمة لا تتكرر كثيرًا في المجال الاقتصادي، فقد امتلك أكبر اسطول صناعي في مصر في عشر سنوات فقط، وكان من أكبر الأثرياء في مصر في النصف الأول من القرن العشرين، وذكرت بعض المصادر أنه كان من بين أغنى 10 رجال في العالم.

عبود باشا يقدم السجائر في حفل رمضاني ينظمه الملك فاروق
عبود باشا

المولد والنشأة

ولد أحمد عبود في باب الشعرية بمحافظة القاهرة، وكان والده صاحب حمام شعبي، وقد عمل عبود في صغره في مساعدة ابيه في الحمام، وفي نفس الوقت حافظ على دراسته حتى التحق بمدرسة المهندسخانة وتخرج منها. وعمل عقب تخرجه في أرمنت بأقصى الصعيد، في وابورات تفتيش الكونت فونتارس، وكان أجره الشهري خمس جنيهات، وهو ما كان لا يتناسب مع طموحاته أو يغطي نفقاته.

 

مشوار الحياة والاستثمارات

قرر أحمد عبود الانتقال مع أحد مقاولي الطرق والكباري إلى فلسطين. وتعرف بحكم عمله على مدير الأشغال العسكرية للجيش الإنجليزي، وتعمقت الصلة بينمها إلى الصداقة الوثيقة. ونشأت قصة حب بين أحمد عبود وابنة الضابط أفضت إلى الزواج وأسفرت عن الابنة الوحيدة للاقتصادي المصري الكبير وهي مونا أحمد عبود. واستقال أحمد عبود من العمل مع المقاول ليستقل بعمل خاص يستثمر فيه وضعه الجديد ويحظى بخدمات متتالية من والد زوجه الذي أسند إليه معظم أشغال الجيش الإنجليزي في فلسطين. كما أعانه على تولي أعمال مماثلة في مدن القناة في مصر. ومن تراكمات الأرباح الهائلة التي حققها عبود في هذه العمليات الأولى، بدأ رحلته في الصعود من القاع إلى القمة وتنوعت أعماله لتشمل النقل بالسيارات والبواخر، وصناعة السكر والأسمدة فضلاً عن ملكية الأراضي الزراعية وعضوية مجالس إدارات العديد من الشركات. ومع انتصاف الثلاثينات من القرن العشرين، كان اسم أحمد عبود قد رسخ في قائمة أغنى أغنياء مصر.

تبنت الدولة من مطلع الثلاثينات سياسة التمصير، وسعت إلى تشجيع رجال الصناعة والعمل على تحقيق نهضة حقيقية شاملة وتمثلت الملامح الأساسية لهذا التوجه في التعريفة الجمركية، وتوفير الائتمان الصناعي، وتقديم الإعانات المادية المباشرة، واستطاع عبود استثمار هذا المناخ الجديد. وتم تغيير اسم “جمعية الصناعات بالقطر المصري” إلى “الاتحاد المصري للصناعات”. وكان أحمد عبود من أعضاء اللجنة المنبثقة من الاتحاد منذ سنة 1935، والتي لا تضم في عضويتها إلا المصريين وحدهم للعمل على جذب أعضاء مصريين جدد. وكان أحمد عبود في طليعة المساهمين في تنشيط أعمال البنك الصناعي عند إنشائه في 1947 واشترى عشرة آلاف سهم. وخلال سنوات الصعود والازدهار، كون شركة عملاقة تحمل اسمه وترأس مجلس إدارتها، كما أنه كان عضو في مجالس إدارات تسع شركات أخرى، فضلا عن أنشطته في الاتحاد المصري للصناعات والبنك الصناعي والمجالس التشريعية. واقتحم عبود الساحات التي كانت حكراً على الأجانب وحدهم، واستطاع الرجل بكفاءته وجديته وإصراره أن يزاحمهم ويتفوق عليهم وينتزع منهم ما كان خالصاً لهم. وصمدت شركة عبود خلال الحرب العالمية الثانية في انتاج السكر برغم كل ما كان يحيط بها من صعوبات، ونجحت في سد احتياجات السوق المحلية، وتوجيه الفائض لتموين قوات الحلفاء المحاربة. وقد استطاع أن ينشيء أربعة مصانع كبيرة لإنتاج السكر الخام، ومصنعاً ضخماً للتكرير، واستوعبت هذه المصانع آلاف المهندسين والعمال والإداريين. واشترى معظم أسهم شركة “نيوكرافت” للنقل بالسيارات في مدينة القاهرة، ولكن الخطوة الأكثر تأثيراً وأهمية تتمثل في سيطرته على شركة بواخر البوستة الخديوية وأدخل عليها مزيد من التجديدات، وأضاف لها خطوطاً بحرية جديدة. كما قام بتوسيع الحوض الجاف في السويس حتى يتسع لثمانين في المائة من البواخر التي تجتاز قناة السويس وتحتاج إلى عمليات الترميم والإصلاح، وارتقى الاقتصادي الكبير بأسلوب العمل وصولاً إلى مرحلة بناء السفن في مصر. وامتد نشاطه إلى الأسمدة والصناعات الكيميائية والتقطير والغزل والنسيج. فأسس في نهاية الأربعينات شركة جديدة للأسمدة والصناعات الكيميائية والشركة المصرية للغزل والنسيج (نزهة).

عبود وشراء أرمنت بصعيد مصر

ازداد أحمد عبود باشا ثراًء خلال الحرب العالمية الثانية، فكان أسطول السفن الذي يملكه بمثابة البوابة السحرية التي حقق له الأموال الطائلة. واشترى في هذه الفترة بلدة أرمنت بكل ما فيها من منازل ومنشآت ومخازن ووابورات وحظائر بستين ألف جنيه، وذلك عندما قرر الكونت فونتارس الهجرة إلى البرازيل والاستقرار هناك. كما قام بشراء أسهم شركة السكر والتكرير المصرية من رجل الأعمال هنرى نوس.

 

المراجع: –

وزارة الاستثمار، وحدة التطوير المؤسسي، سلسلة رواد الاستثمار، أحمد عبود، الاقتصادي العصامي

https://www.elmogaz.com/635329

https://www.marefa.org/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7