النيل حضارة.. حكاية الري في مصر وإصدار أول لائحة للري

النيل حضارة.. حكاية الري في مصر وإصدار أول لائحة للري

النيل ليس مجرد مجرى مائي، النيل حضارة، فهنا على ضفاف نهر النيل نشأت أقدم وأعظم حضارة عرفتها الدنيا، فحضارة مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ، وقد اعتمدت هذه الحضارة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا على الزراعة بشكل كبير، ومن ثم كان الري هو أساس هذه الحضارة ومحور وعماد نهضتها، وهذا ما دعا حكام مصر على مر العصور إلى الاهتمام بالري ومنشآته، فإذا ما نظرنا إلى عصر محمد علي سنلاحظ الاهتمام الكبير بالري من خلال العمل على اكتشاف منابع النيل والتحكم في المياه.

النيل حضارة

 

شهد عصر محمد علي باشا التحول إلى نظام الري الدائم، واكتشاف الكثير من منابع النيل وإقامة مشروعات التحكم في المياه، والتوسع في مساحة الأرض الزراعية، وتشييد خزان أسوان القديم وتعليته لأكثر من مرة، بالإضافة إلى بناء قناطر إسنا ونجع حمادي وأسيوط وزفتى، هذا فضلا عن سن اللوائح والقوانين المنظمة لاستخدام المياه وحمايتها، حيث تم إصدار أول لائحة للري تحت اسم لائحة زراعة الفلاح وتدبير أحكام السياسة بقصد النجاح.

وكان من أهم إنجازات عصر أسرة محمد علي في مجال الري بناء القناطر الخيرية وشق الترع الصيفية وعدد كبير من الترع الرئيسية، وبناء وتقوية جسر أبى قير لحماية الدلتا وخاصة منطقة الإسكندرية وتدعيم جسور النيل وصيانتها بشكل مستمر، وإذا ما انتقلنا إلى العصر الجديد مع اندلاع ثورة يوليو 1952، سنجد مدى الاهتمام بمياه النيل وأعمال الري.

كانت حكومة الثورة تدرك ماذا يعني النيل لمصر، ومن ثم اهتمت بتطوير أعمال الري، حيث تميزت هذه الحقبة بالكثير من الإنجازات، فقد تم تشييد السد العالي وبناء عدد من القناطر الجديدة على النيل وفروعه مثل قناطر إسنا وفارسكور وتنفيذ أعمال الصيانة لباقي القناطر. كما تم تحويل كل أراضي الحياض إلى الري الدائم، وزيادة رقعة الأراضي الزراعية حتى وصلت الأراضي الزراعية إلى نحو ٧,٤ مليون فدان.