الهوس المجتمعي لزواج البنات

الهوس المجتمعي لزواج البنات

كتبت/ سمر محمد

“مش قربنا نفرح بيكي بقي- بنت فلانة إتجوزت- عقبالك”مثل هذه العبارات تتردد كثيرا والتي تحمل في طياتها حث الفتاة على الزواج،لا يعد هوس الزواج لدى البنات أنفسهن فقط بل يعد هوس مجتمعي يرغب فيه الجميع زواج بناتهن حتى وإن كانت لا تملك من الخبرة الكافية، بشرط أن لا يفوتها قطار الزواج أو يقال عنها “عانس” فلماذا تقتل هذه أحلامها وتقتصرها في زواج؟! هل نحن نعيش في الحياة بسبب ذلك فقط؟! هل السبب الرئيسي للمعيشة هو الزواج؟ هل حقا نملك القاعدة المتينة التي يبني عليها الزواج؟ هل سنعطي أبنائنا كافة حقوقهم ونخرج جيل سوي نفسيا؟! لم تعد معايير الزواج مقتصرة على الرغبة فحسب، أو إقتصاره على سن معين، كما عرفه التربويين أيضا بقولهم “تستطيع الفتاة الزواج عندما تبلغ” وعرف البلوغ علي أنه القدرة على إتخاذ القرار وتبعاته لأن ذلك يحتاج الى عمر لإنجازه وتواجه به معارك الحياة، لم يكن الموضوع سهلا فعلينا ان لا ناخذ الامور بعين العاطفة فقط بل نحكم العقل، حيث مسئولية إختيار الزوج المناسب والسعادة والابناء والقدرة على التعايش مع البيئه الجديدة التي ستتمضيان بهما معا.

“إحنا كبشر طماعين عاوزين كل حاجة في نفس الوقت” هذا ما قالته لنا ميرا فتاة من السوشيال ميديا وأضافت إحنا عاوزين الزواج والوظيفه والصحه والاستقرار والسعادة والمال والمكانة الاجتماعية في وقت واحد ما فيش إستعداد للصبر والتضحية وأكملت انا فكرة الجواز من رأيي لازم لا تكون أقل من 25 سنة بالنسبه للبنت و30 للراجل في حاجات أهم في تتعمل زي الدراسة والشغل و تجارب كثير المفروض ندخلها قبل ما ناخذ قرار زي ده، لإن ساعتها هابقى واعية أكثر ومدركة قراري كويس مش مجرد واحدة بتتنقل من يد ليد وقالت أميرة أحمد لما بقبل على خطوبة أو حوار عريس بيبقي في إحساس خوف من المسؤولية ده خوف طبيعي عند الناس كلها، بفضل أسأل هل حياتك هترتاح بعدين؟ هتتأقلمي ولا لأ؟، الشخص اللي هيتجوزك قد المسؤولية ولا لأ كمان الواحد بيخاف من الشخص هل ممكن يتغير بعد الجواز معك ولا هيبقى زي ما هو؟، كل دي أفكار بتبقى في دماغي قبل التفكير في الجواز هل هيعوضني على كل حاجه شفتها ولا لأ وأغلب البنات عموما كلنا بنفكر كدة، قالت إيمي جودة أخصائية إرشاد أسرى وتربوي البنت بيكون عندها هوس بالزواج لأسباب كثيرة منها بسبب الوصمة الإجتماعية بأنها ستكون عانس لو لم تتزوج فبالتالي هي تبحث عن إرضاء المجتمع اكثر لكي تكون مرتاحة نفسيا من الضغط من كل إتجاه في إعتقادها ومنها أيضا عدم الإهتمام بحياتها الذي يؤدي بها إلى التركيز على شيء واحد فقط وهو العريس ومن خلال الإطلاع علي أكثر من موقع تحدثوا عن هذا الموضوع نطرح لكم أهم الأسباب التي تصيب البنت بهوس الزواج ومنها: جوع البنت للحب والذي غالبا ينم عن إهمال أهلها لها أو عادة بسبب خلافات أسرية والتي يشعرها غالبا أنها بحاجة إلى التعويض، عدم وجود هدف والذي ينجم عنه وقت فراغ، فقدنا للإستمتاع باللحظة الحالية وتمنى ما هو غير مملوك، ضغط المجتمع والأسرة والنظرة المجتمعية للفتاة الغير المتزوجة، البحث عن السعاده وتلخيصها في زواج!! (أحلام اليقظة)، وبإمكاننا تغيير حياتنا للأفضل والسعي فيما هو مفيد لحياتنا وذلك عن طريق: إيجاد هدف حقيقي ووجود معني لحياتك وإشغال وقت الفراغ لانكي ستسألي عنه، لازم تقتنعي أن لا أحد تعويض إنتي تعويض ذاتك وشعورك بالشبع الروحي جواكي، عدم تلخيص السعادة ولا الأمان في زوج لأنهم ينبعان من الداخل عز وجل انه ينبعان من الداخل من علاقتنا بالله سبحانه وتعالى، لا تستسلمي لضغط المجتمع الذي يرغمك بأن تقبلي أي عريس وخلاص.

ربنا إسمه العدل فأنتي تملكي كما تملك المتزوجة، لابد من معرفتك التهيئة النفسية للزواج من تعلم وقراءة ومعرفتن بمسؤوليات الزواج والتدرب على حفظ البيت وإختيار الزوج القوي الذي يملك الإدارة والرعاية والقوامة والتدرب على رعاية كل منهما لصاحبه، ألا نشغل تفكيرنا بفكرة واحدة وهي الزواج، إستغلوا نعمة تجمعكم بأهلكم وعيشوا كل لحظة بسعادة معهم قبل أن تأتي لحظة هتتمنوا أن تعود مثل هذه الأيام.

لا شك في أن الزواج نصف الدين لكن الإستعجال في إتخاذ القرار فيه مخاطرة فالزواج مسئولية بيت وتربية وأطفال وطبخ ومشاكل، لذلك فان التريث في إختيار الزوج المناسب يصبح مسؤولية البنت في الدرجة الأولى حتى تستطيع هي وزوجها من بناء أسرة هادئة وسعيدة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف له ‘تخيروا لنطفكم فان العرق دساس” ومع الأسف إذا رجعنا إلى إحصائيات المحاكم الشرعية في بلادنا وفي غيرها من البلاد نجد معظم حالات الطلاق تحدث بين الشباب، لذا يجب التأني والتهيئة الصحيحة لأنه توجد بالزواج أعباء جديدة تلقى على عاتقك الزوجين ويقتضيان جهود تاسيسية كبيرة.