تعرف على الهيدروجين الأخضر والمشروعات التي بدأ تنفيذها في مصر لإنتاجه

تعرف على الهيدروجين الأخضر والمشروعات التي بدأ تنفيذها في مصر لإنتاجه
الهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأخضر، أعلن السيد وزير الكهرباء في تصريحاته الأخيرة أن عام 2023 هو عام الهيدروجين الأخضر كما أعلن عن البدء في تنفيذ بعض المشروعات الهامة في مصر باستخدام هذا الوقود الجديد.

حيث يعد الهيدروجين الأخضر من أكثر المواضيع بروزًا على الساحة في الآونة الأخيرة على ساحة الاقتصاد الأخضر حيث أعلنت العديد من الدول حول العالم مثل أستراليا وفرنسا عن مبادرات في تلك الدول باستخدام الهيدروجين الأخضر وقد انضمت مصر مؤخرا لتلك الأسواق.

وقد أعلنت الحكومة عن مشاريع تتعلق بالهيدروجين الأخضر كجزء من مبادرة وطنية تهدف لدمجه في استراتيجية الطاقة 2035 .

ما هو الهيدروجين الأخضر وما هي استخداماته؟

الهيدروجين الأخضر هو وقود عالمي خفيف وعالي التفاعل يتكون من خلال عملية كميائية تعرف بإسم التحليل الكهربائي وتستخدم تلك الطريقة تيارًا كهربائيًا لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء ويمكن استخدام الوقود الجديد في العديد من الأشياء فيمكن استخدامه في السيارات والشاحنات الكهربية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية كما يمكن استخدامه في سفن الحاويات التي تعمل بالأمونيا الناتجة عن الهيدروجين

كما يمكن أيضًا استخدامه في مصافي الفولاذ الأخضر التي تحرق الهيدروجين كمصدر للحرارة بدلًا من الفحم ويمكن أيضًا استخدامه كبديل للغاز الطبيعي لطبخ والتدفئة في المنزل.

مميزات وعيوب الهيدروجين الأخضر

وهذا الوقود الجديد مثله مثل أي نوع من الوقود له العديد من المميزات والعيوب وتنحصر مميزات الهيدروجين الأخضر في أنه من أنواع الوقود المستدامة فلا ينبعث منه غازات ملوثة أثناء الاحتراق أو الإنتاج كما أنه قابل للتخزين مما يسمح باستخدامه في أي وقت ممكن غير الوقت المباشر بعد الإنتاج كما أنه متعدد الاستخدامات حيث يمكن تحويله لكهرباء أو غاز اصطناعي واستخدامه في أغراض منزلية أو تجارية أو التنقل بين الأماكن.

قابل للتنقل حيث يمكن مزجه مع الغاز الطبيعي بنسب تصل ل20% واستخدام نفس أنابيب الغاز مع تغيير العناصر المختلفة في الشبكات الحالية لجعلها متوافقة وذلك لزيادة النسبة.

أما عيوب هذا الوقود فتنحصر في أنه عالي التكلفة حيث أنه من المصادر المتجددة للطاقة وتعتبر أكثر تكلفة في توليدها مما يجعل الحصول عليه لأكثر تكلفة من غيره.

يتطلب إنتاج الهيدروجين الأخضر طاقة أكبر من أنواع الوقود الأخرى كما  أنه عنصر شديد التقلب وقابل للاشتعال ولذلك يلزم أخذ التدابير الاحترازية والتعامل معه بحذر شديد لمنع تسربه واشتعاله أثناء استخدامه.

وقد كشف الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء أن هذا العام سيتم خروج بعد المشاريع للنور حيث تم تحويل كافة المذكرات التي تم توقيعها في مؤتمر المناخ الذي عقد في العام المنقضي في شرم الشيخ إلى مشروعات حقيقية لنبدأ من خلالها استخراج الوقود الذي سيعتمد عليه في المستقبل القريب.

وأوضح شاكر أن من أولويات الوزارة في العام الجديد هي التوسع في كافة مشروعات الطاقة المتجددة سواء الشمس أو الرياح التي سيتم توفيرها لاستخراج هذا الوقود الجديد وتصديره للخارج كما هناك مشروعات أخرى للربط الكهربائي مع دول العالم وتعتمد على توفير العملة الصعبة للدولة وتجعل منها محور عالمي للطاقة.

قال أيضًا أن تلك المشروعات ستعمل على توفير  44 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة و220 فرصة عمل مؤقتة وسيتم القضاء على 37 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مصر.

ويرى أن الاعتماد على الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء في المستقبل القريب كما صرح بأن الوزارة قامت بتوقيع 16 مذكرة تفاهم لبدء الدراسات والمناقشات الخاصة لبدء تنفيذ إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.

مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر

وقد تم الإعلان عن بدء تشغيل المرحلة الأولى من أول مصنع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا كما كشفت شركة إيميا باور التابعة لشركة التويس الإماراتية عن تفاصيل جديدة عن مصنعها لهذا الوقود الجديد بقدرة 500 ميجاوات في المتطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وينتج الهيدروجين الأخضر عند القيام بفصل المياه عن طريق التحليل الكهربي والذي يستلزم تمرير تيار كهربي خلالها وهنا يتم فصل الهيدروجين من المياه كما ينطلق الأكسجين في الجو.

وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي في يوليو الماضي بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج هذا الوقود الجديد في مصر وأطلقت الحكومة المراحل الأولية لتلك المشاريع التي يصل قيمتها إلى 3-4 مليارات دولار.

وقال السيد وزير الكهرباء أن هذا الوقود هو وسيلة لتعزيز مساهمة الطاقة الخضراء في مزيج الطاقة في مصر وقد جرى توقيع خطابات النوايا ولكن لم تحدد مبالغ واضحة للاستثمار المستهدف لهذا الوقود ويبلغ عمر تلك المشاريع التشغيلي نحو 25 عامًا لذا يحتاج المستثمرون إلى استطاعة إجراء دراسات الجدوى الوافرة والواقعية من حيث التكلفة.

وتتضمن المرحلة الأولى للمشروع قيام التحالف بتأسيس منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي من المقرر إنتاجها في 2026 ويمكن زيادة قدرات منشآت التحليل الكهربائي المقرر إقامتها في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وساحل البحر المتوسط إلى 4 جيجاوات بحلول عام 2030 لإنتاج 2.3 مليون طن من الأمونيا الخضراء مع إمداد القطاع الصناعي المحلي بالهيدروجين الأخضر

تتمتع مصر بمزيد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بما يتيح لها توليد الكهرباء والطاقة المتجددة بتكلفة تنافسية وهو ما يعزز الدور الرئيسي الذي تلعبه الطاقة المتجددة في إنتاج هذا الوقود الجديد بالبلاد.

ومن المتوقع انخفاض تكاليف إنتاج هذا الوقود الجديد حتى عام 2025 حيث يجب استخدام أي تقنية على نطاق صناعي حتى تصبح ذو فائدة اقتصادية وفي الوقت ذاته انخفضت أسعار جهاز التحليل الكهربائي 50% مقارنة بخمس سنوات ماضية وسبب ذلك هو التكنولوجيا المتقدمة التي يتمتع بها هذا الجهاز والقدرة الهائلة على التصنيع.