في ذكري مولده.. علينا الاقتداء بالهدي النبوي

بقلم الكاتب/ أحمد علي صالح… لا شك أن ميلاد رسول الله، سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، ميلاد أمة ، وبزوغ حضارة ، وبداية عهد جديد في حياة العرب والمسلمين ، وذلك لأن كل أمم الأرض وشعوبها لها رموز وشخصيات تعتز بها وتتفاخر لما قدمته تلك الشخصيات لأممها وشعوبها ، وما ذلك إلا بالهدي النبوي الشريف واتباعه .

  • دوحة التشريعات

إن أعظم إنسان نالت البشرية كلها الخير الأكبر بسببه ، هو سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، ذلك أن خيره وبره وبركته تجاوز قومه ، وذلك بالهدي النبوي ، ليعم أمته ، وأمم الأرض جميعًا ،

حتي استظل تحت دوحة تشريعاته وتعليماته وهديه ، البشر والحيوان والشجر وكل شئ ، قال الله عز وجل: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (سورة الأنبياء: الآية 107) .

  • أشتات مبعثرة

لقد أخرج الله تعالي بوجوده – صلي الله عليه وسلم – للوجود أمة من العدم ، لم تكن سوي أشتات متفرقة وقبائل متنازعة ، يغير بعضها علي بعض ،

ويقاتل بعضها بعضًا عشرات السنين لأن فرس قبيلة سبق فرس القبيلة الأخرى !!

هذه الأشتات المُبعثرة جمعها الله برسوله – صلي الله عليه وسلم – فكانت أعظم أمم الأرض تأثيرًا ، وأكثرها مهابة ، وأعمها خيرًا في سنوات قليلة .

  • آداب التعامل معه

وعلينا أن نعتز بذلك ، ونقدر المصطفي المحبوب – صلي الله عليه وسلم – ونحترمه حق الاحترام ، لأنه قدوتنا وأسوتنا ،

ولن يتأتي ذلك إلا من خلال آداب التعامل معه ، والتي يجب أن نستحضرها في كل حين ، لنطبقها ، فنكسب الأجر علي ذلك ، وأهم هذه الآداب:

  • حق المحبة

قال صلي الله عليه وسلم في ذلك:

(لا يؤمن أحدكم حتي يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)

رواه الإمام البخاري .

وقال صلي الله عليه وسلم أيضًا:

(لا يؤمن أحدكم حتي اكون أحب إليه من والده وولده، والناس أجمعين)

رواه الإمام البخاري .

  • حق الاتباع

قال الله تعالي: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

(سورة آل عمران: الآية 31) .

  • حق الصلاة والسلام عليه

يقول الله سبحانه: (إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا)

(سورة الأحزاب: الآية 56) .

  • حق الاحترام

لا يجوز بحال من الأحوال التقدم علي رسول الله ، لا في قول ولا عمل ،

وهذا الحق كان واجبًا علي الصحابة الذين عاشوا معه ورأوه ،

قال تعالي: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)

(سورة الحجرات: 2) .

فما أحوجنا ونحن نحتفل بالذكري العطرة لسيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ، أن نُجدد التوبة والرجوع إلي الله سبحانه ، وأن نقتدي به ، ونمتثل لأوامره ، ونتبع تعاليمه ، ونسير علي منهاجه ،

حتى نُحقق خيريتنا علي ظهر الأرض ، وأن ننبذ الخلافات التي سوف تقضي علي التوافق والاتحاد الذي يجب أن نكون عليه .

فعلينا أن نكون أمة واحدة ، ولنعلم أن العدو يتربص بنا الدوائر ،

فلا يجب أن نعطيه الفرصة لذلك بأن نتفرق أو نتشرذم ، أو نتعادي أو يحمل أحدنا الحقد علي أخيه .

بل علينا أن نتحاب ونتواد ، ونتآلف ونتعاطف ، ونكون أمة واحدة ،

حتى تستعيد عظمتها من جديد كما كانت في عهده صلي الله عليه وسلم .

 

كاتب المقال/ باحث دراسات إسلامية