بوليفيا..مرآة تسير خلالها فوق السحاب

بوليفيا..مرآة تسير خلالها فوق السحاب

سالار دي يوني تلك مرآة السماء والتي تلقب أيضا بصحراء الملح  والتي تقع فى بوليفيا مرتفعات التيبلانو في جنوب غرب بوليفيا بالقرب من قمة جبال الأنديز وتقع على ارتفاع 3656 متر فوق سطح البحر ، وذكر علماء الجولوجيا بأن المنطقة تشكلت من بقايا البحيرات التي تكونت قبل 42000 سنة ،حيث تبلغ مساحة سالار دي يوني أكثر من 10582 كيلو متر .

ما وراء  سالار دي يوني

فتلك الصحراء تعد  أكبر مسطح ملحي في العالم  فبالرغم من بساطة التعريف إلا أنها ليست صحراء عادية ، فمنذ أكثر من 40 ألف سنة كانت هذه المنطقة بحيرة عملاقة تنتمي لعصور ما قبل التاريخ، فقد جفت هذه البحيرة تدريجياً على مدار آلاف السنين مخلفة ملحها غير قابل للتبخير، و بذلك أصبح هذا المكان يحوي أكبر احتياطي ملح و ليثيوم و مغنسيوم في العالم، لتعكس كل التفاصيل في السماء مثل مرآة عملاقة فهي تعد  مسطح ملحي مذهل وبراق تماما، يمتد لمسافة 10 ألاف كيلو متر .

تكوينات سالار دي يوني

فقد تكون هذا السطح المذهل من 40 ألف سنة عندما تبخرت بحيرة مينشين بعد ثورة بركان ضخم، حيث تسربت المعادن والصخور البركانية تاركة كميات هائلة من البوتاسيوم والمغنسييوم والملح، لكت كيف تشكلت هذه المرآة الضخمة بهذا النقاء العجيب، فهذا ما لا يمكن تفسيره حتى الآن، حيث أن حتى هذا التبخر لا يؤدي إلى هذا النقاء العجيب، لتصبح كأنك في عالم الأحلام الخيالي ولست على سطح الأرض، وهي تتميز بدرجة حرارة معتدلة طوال العام، مما يمنحها ميزة رائعة عن أماكن الجليد ، فهي نقية وخالية من التلوث، بدرجة حرارة مذهلة للقيام بأجمل الأنشطة على جبال الأنديز.

مرآة السماء

فالمدهش أن في موسم الأمطار يتحول المكان إلى لوحة خيالية على الكرة الأرضية حيث تُصبح الأرض أشبه بالمرآة الضخمة التي تعكس أي صورة تسقط عليها، حتى أنها تعطي شعورا لمن يسير عليها بأنه يمشي فوق الماء، منطقة سالار دي يوني تحتوي على حوالى 10 بليون طن من الملح لكن الذي يستخرج سنوياً 25000 طن فقط .كما أن تحت البحيرة يتراوح عمقها من مترين إلى 20 متر ويوجد فوق البحيرة طبقة من ملح الطعام و كلوريد الليثيوم و كلوريد الصوديوم وهي تغطي الملح الصلب بطبقة سمكها يتراوح بين عشر سنتيمترات إلى بضع مترات ، حيث تحتوي المنطقة على مادة الليثيوم التي تشكل نسبة مابين 50 إلى 70% من احتياطي الليثيوم في العالم .

مغامرة  سياحية

فتلك المنطقة يزورها السياح ليشاهدوا هذه الأعجوبة المبهرة خاصا بفصل الشتاء فعندما ياتى موسم الأمطار تتشكل طبقة من المياه فوق طبقة الملح لتشكل مرآه كما في الصورة وهذا ما يجذب السياح للمنطقة للاستمتاع بمنظر السماء ورؤية النجوم ليلاً..،كما يتم استخدام مسطحات الملح لمعايرة أجهزة قياس المسافة بالأقمار الصناعية لأنها كبيرة ومستقرة ولديها انعكاس قوي  فهي  تعد أكبر وأغني مصدر للبلورات المعدنية.