“برسفيرنس” يقترب من المريخ

“برسفيرنس” يقترب من المريخ

 

كتبت / أميمة حافظ

الروبوت الجوال “برسفيرنس” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) يحاول الهبوط، على سطح كوكب المريخ.

وتأتي المهمة المحفوفة بالمخاطر، بعد رحلة دامت 7 أشهر، وتشكّل بداية عملية تستمر سنوات بحثا عن آثار حياة سابقة على الكوكب الأحمر.

وتحمل بعثة “مارس 2020” التي أقلعت في نهاية الماضي من فلوريدا المسبار “برسفيرنس”، وهو الأكبر والأكثر تطوراً بين المركبات التي أرسلت حتى اليوم إلى الكوكب الأحمر.

و قد بنى الروبوت الجديد الذي يبلغ وزنه طنا واحدا في مختبرات “جيت بروبالشن لابوراتري” الشهيرة التابعة لناسا، وهو مجهز بذراع آلية طولها متران، وبما لا يقل عن 19 كاميرا، إضافة إلى جهازي ميكروفون للمرة الأولى.

و اذا وصل الروبوت الجوال من دون أضرار سيكون الخامس الذي ينجح في هذه الرحلة منذ العام 1997. وكل هذه المسبارات أمريكية، ولا يزال واحد منها فحسب، وهو “كوريوسيتي”، ينفذ مهمته على الكوكب الأحمر.

إلا أن الصين وضعت الأسبوع الماضي مسبارها “تيانوين-1” في مدار المريخ حاملاً الروبوت المسيّر ذي العجلات الذي يتوقع أن يهبط على سطح المريخ بين مايو و ويونيو المقبلين.

ومن المنتظر أن يضع “برسفيرنس” عجلاته الستّ في الثامنة والنصف من مساء الخميس بتوقيت جرينيتش على موقع هبوط “مذهل”، بحسب تعبير العالم المشارك في المشروع كين فارلي.

وهذا الموقع هو فوهة جيزيرو التي كان من المقرر أن تهبط عليها المركبة المرسلة سابقاً “كوريوسيتي”، لكنه استُبعِد في حينه إذ اعتُبِر شديد الخطورة. لكنّ التكنولوجيا الجديدة المعتمدة اليوم باتت تتيح محاولة الهبوط في هذا الموقع.

وبسبب كوفيد-19، ستكون غرفة التحكم في “ناسا” أقل ازدحاماً من المعتاد، لكن هذا لن يمنع فريق الوكالة “من القفز في الهواء” فرحاً بمجرد تأكيد الهبوط، على ما وعد نائب رئيس البعثة، مات والاس.

ومن المفترض أن تصل الصور الأولى للسطح بسرعة وبدقة منخفضة بعد الهبوط. على أن تسجّل في وقت لاحق لقطات فيديو بينها مشاهد لدخول الغلاف الجوي.

وسيستكشف “برسفيرنس” الدلتا التي تتشكل من نهر كان يصب في تلك الحقبة في البحيرة، ثم يعاين ما يمكن أن يكون شاطئ هذه البحيرة، وأخيراً يتسلق حوافي الفوهة.

وسيتولى “برسفيرنس” في كلّ موقع أخذ عيّنات، يتوقع أن يصل عددها الإجمالي إلى حوالي الثلاثين، يجري تحليلها في المختبرات الأكثر كفاءة على الأرض، سعياً إلى العثور على آثار مجهرية لكائنات قديمة.

وسيتم حفظ الأنابيب التي تحتوي على العينات بعناية حتى تتمكن مهمة لاحقة من العودة لإحضارها في ثلاثينات القرن الحالي.

وتتمثل خطة “ناسا” في نقل العينات إلى صاروخ ووضعها في المدار، على أن تتولى استردادها مركبة فضائية أخرى

لاحقاً.