بعد إغلاقه هل هناك أمل في العودة…؟

بعد إغلاقه هل هناك أمل في العودة…؟

تقرير / أميمة حافظ

فى مطلع الشهر الحالى تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر إغلاق منتدى فتكات، و الذى يع من أشهر المنتديات النسائية وأقدمها على الإنترنت ، دون ذكر السبب .

حيث تفاجئ عضواته بإغلاقه بعد أن ترك القائمين على المنتدى رسالة وداع لجمهورهن من النساء، تؤكد وقفه بعد سنوات من انطلاقه في عام 2009 .

محتوى الرسالة كالأتى :
«حبيباتي الفتوكات عدی 12 سنة على صحبتنا الجميلة أحلى صحبة وأحلى لمة ودلوقتى مضطرين آسفين إننا نقفل فتكات نهائيا متمنين لكم دوام الصحة والعافية، استودعتكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بنحبكم .

و قد كانت تشتهر منتديات فتكات النسائية بمناقشة العديد من الموضوعات و الاهتمامات في شتي المجالات خصوصا الموضوعات التي تهتم بها الأسرة العربية بشكل عام ، والسيدات خاصة، وكثيرا ماتم حل العديد من المشكلات الاجتماعية، عن طريق النقاش بين عضوات المنتدى، كما تنوعت اقسام فتكات لتركز علي اهتمامات المرأة العربية، ولعل أبرزها ركن الصحة والجمال، ووصفات الطبخ، والرشاقة واللياقة البدنية، والازياء والموضة.

وكانت المنتديات الإجتماعية منتشرة بشكل كبير على الإنترنت السنوات الماضية وكثيرا ما استفاد ملايين الأشخاص من الآراء والخبرات المتواجدة بها، قبل ظهور مواقع التواصل الإجتماعى التي أخذت مكانها وسيطرت على إهتمامات الجمهور، بسبب ما وفرته من السلاسة والسرعة بدلاً من المنتديات التي كان أعضاء المنتدي ينتظرون وقت لتلقى الرد على استفسارتهم، كما أن التكاليف الباهظة التي ينفقها أصحاب المنتديات، على الصيانة وتقديم خدمة بشكل أفضل، اصبحت عائقاً كبيراً في الاستمرارية.

يذكر ان المنتديات الاجتماعية مثل (منتدى فتكات ) إنتشرت بشكل كبير في الأعوام السابقة قبل إنتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أخذت مكانها وسيطرت على اهتمامات الجمهور، وذلك لسلاسة الاستخدام والسرعة الكبيرة،.

معلومات عن منتدى فتكات :

– أطلق المنتدى منذ 12 عاما.
– أنشئ على يد مجموعة من السيدات المصريات.
– كان أعضاء منتدى فتكات من النساء فقط.
– اختص «فتكات» بمنح السيدات الفرصة لمناقشة جميع مشاكلهن عبر منصته، وطرح المئات من الأسئلة التي تهم المرأة وأسرتها ومنزلها.
– حرص المنتدى على إقامة المسابقات المختلفة، بشأن الطبخ والثقافة وغيرهم من النواحي المتعددة.
– اهتم منتدى فتكات، بعرض ومناقشة جميع المشكلات التي تهم المرأة على مستوى الوطن العربي.
– كان يمكن من خلاله للفتيات البحث عن عريس مناسب، من خلال عرض أسماء للأرامل والمطلقات والعازبات، ومساعدتهن في البحث عن شريك العمر.
– اهتم منتدى فتكات، بمتابعة قضايا الرأي العام الخاصة بالمرأة وطرحها ومناقشتها بين عضواته.
– حمل «فتكات» جانبا تثقيفيا، إذ اهتم بتقديم المعلومات الثقافية حول كل ما ترغب السيدة في معرفته بشأن تفاصيل حياتها المختلفة.
– فتح منتدى فتكات، بابا للنقاش الواسع بين السيدات بمعايير

فعلى مدار 12 عاما، كان منتدى فتكات النسائي، الذي بدأت فكرته من مؤسس مصري، قبل أن يتحول إلى أكبر منتدي نسائي في الوطن العربي، ملاذا لسيدات مصر والدول العربية ، للبحث عن كل ما يهم المرأة، حيث كن يتبادلن الأسئلة والاستفسارات في كل ما يخطر ببالهن .

– تأسيس المنتدى

المنتدى الذي تملكه إحدى الشركات الخليجية حاليا، أسسه خضر في عام 2007، كمنتدى صغير، لتلبية رغبة إخوته بأن يجمع النساء في مصر ويحاكي المنتديات الرجالية التي كانت تنتشر حينها، في وقت لم يكن لوسائل التواصل الاجتماعي الحالية تواجد في مصر، لكن سرعان ما اشتهر المنتدى وأصبح يكبر ويزداد شهرة حتى وصل إلى المركز السادس في ترتيب المواقع الشهيرة بعد جوجل وفيسبوك وتويتر ويوتيوب.

فبعد عدة أعوام، أصبح المنتدى يضم 260 مشرفة ومليون و200 ألف عضوة، في حين بلغ عدد التفاعل والتعليقات 80 مليون تعليق على المنشورات، والزيارات إلى 20 مليون زائر في الشهر، تسفر عن 160 مليون مشاهدة لصفحات المنتدى، وهو ما قال عنه المهندس المصري أنها “كانت أرقام كبيرة جدا على توقعاته للمنتدى

حزن السيدات بعد غلق منتدى فتكات :

وجاء من بين التعليقات، على إغلاق منتدى فتكات: «استفدنا منهم جدا جدا»، «يعني خلاص وصفات الأكل والبشرة دي هتتقفل ومش هتظهر تاني؟»، «كان عليه حاجات كتيرة مفيدة وكان جميل أوي»، «كان يعتبر الفيس بالنسبالي زمان»، «الواحدة كان شراب جوزها يضيع تروح تسأل عليه في فتكات»، «ده كان عليه محتوى أكتر من جوجل في وقت من الأوقات»، «كنا بنقعد عليه بالساعات وبنستفيد منه جدا»، «اتعلمنا منه حاجات كتيرة .

كيف و دعت سيدات الوطن العربى منتدى فتكات :

رسالة الوداع المقتضبة تركت أثرا عميقا في نفوس النساء في مصر والوطن العربي، الذين انتقلوا لمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن حزنهن البالغ وأسفهن لإغلاق المنتدى الشهير.

فكتبت آية رفع : رسالة عبر تويتر تملؤها تعبيرات حزينة: “منتدى فتكات ده أول حاجة عرفتها على النت وجبت منها وصفات أكل”، فيما أضافت إيمان علي: “أنا زعلت على فتكات أوي”.

وعلقت فتاة سعودية : تدعى جالا، مستذكرة ما تعلمته من المنتدى المصري، قائلة: “التو دريت إن منتدى فتكات اتقفل، كنت أتعلم الطبخ منهم باللهجة المصرية، يالهوي بجد، وصفات الفراخ والمحاشي وإزاي تشيلي البقع وتغيظي حماتك، يا حبي للشعب المصري”.

بدورها، علقت صافي : بذكر تجربتها عبر المنتدى: “منتدى فتكات من أحب المواقع لقلبي، لي فيه مشاركات عديدة، وتعرفت من خلاله على نجمة التفسير أم مالك، والله إني أحبكم بالله يا مشرفة نجمات التفسير ورهام سيف وأم مالك، بارك الله فيكم جميعًا”.

فيما أضافت نورا ، الفتاة السعودية : “منتدى من سيدات مصر لكل النساء العربيات، كان له ذكريات عندي في مرحلة الثانوي في حصة الحاسب، نفتح على فتكات نقرأ ونكتب مواضيع، شكراً يا فتكات”.

تساؤلات وتكهنات من الجمهور حول الإغلاق :

خبر إغلاق منتدى فتكات لم يثير حزن السيدات من مصر والوطن العربي فقط، بل أثار تساؤلاتهم عن أسباب الإغلاق، فبين طرح الأسئلة إلى تكوين الاستنتاجات، علقت عدة فتيات وسيدات وحتى شباب على خبر الإغلاق، وتكهن أحد الشباب قائلًا: “أعتقد إن الفكرة هنا في تكاليف الـHosting والـDomain، معتقدش إن فتكات في الوقت الحالي تقدر تجيب دخل من الإعلانات يكفّي المصاريف بتاعته عشان يكون موجود بس”.

ولعل يكون السبب وراء إغلاق منتدى فتكات، أن أصحاب المنتديات يقومون بدفع تكاليف باهظة، على الصيانة، وذلك حتى يقدموا الخدمة بشكل أفضل، مما جعل الأمر عائقا كبيرا في الاستمرارية بالعمل ومجراه مواقع التواصل الإجتماعي وخدماتها المختلفة

هل يعود المنتدى مرة اخرى :

كثرة التساؤلات والاستفسارات والتكهنات جعلت مؤسس المنتدي، المهندس محمد حسام خضر، يعلق عبر صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، يطمئن جمهور المنتدى بأنه يحاول إعادة فتحه، فقال: “بعد سبع سنوات من تأسيس فتكات بعته لشركة، وبعدها الشركة باعته لشركة أكبر (مع مجموعة تانية من المشاريع)، حاليا الشركة المالكة قفلته زي ما ا
أنتم عارفين، فأنا أرسلت لهم اقتراح ممكن يخلي فتكات تشتغل تاني، ربنا ييسر ويوافقوا لو فيه الخير”.

المهندس خضر أكد أنه يجرى محاولات مكثفة لإقناع الشركة التي استحوذت على المنتدى النسائي الشهير، بالعدول عن قرار غلقه لأنه يعد تراث مصري وعربي لما يحويه من كم معلومات ونصائح هائل “لا يمكن التفريط فيه”.

وأوضح المهندس المصري- الذي أنشأ المنتدي قبل سنوات تلبية لرغبه إخوته البنات الـ6- أنه يحاول إعادة شراءه لإنقاذه من الغلق مشيرا أنه يعد خطة لتطويره إذا استطاع الحصول على الداتا والسيستم الخاص بالمنتدى مقترحا أن يحوله إلى موقع تواصل كفيسبوك وتويتر ولكن نسائي، أو تحويله في أسوأ الأحوال إلى مدونة لحفظ التراث المعلوماتي الخاص به.

وأوضح خضر، الفرق بين المنتدى والمدونة والموقع، قائلا إن المنتدى يتيح التفاعل والمناقشة وعرض المعلومات بين الأعضاء، لكن المدونة تتيح عرض المواد الجديدة والأرشيفية دون السماح بالتفاعل “كنظام الأسئلة والأجوبة”، أما الموقع فهو منصة تواصل اجتماعي كمواقع التواصل الحالية فيسبوك وتويتر، تتيح التفاعل وتعرض المعلومات أيضا.

وعن اختيار اسم المنتدى:

أوضح خضر أنه أراد اختيار اسم مصري يدل يناسب السيدات المصريات يكون جذاب وسهل كتابته باللغة العربية والإنجليزية، ليستقر على اسم “فتكات” من بين أسماء أخرى، بعد ساعة كاملة استغرقها في التفكير، ثم اختار اللون “الموف” كشعار للمنتدى، بعد معرفته بأنه اللون المفضل لدى المرأة، من خلال عدة دراسات علمية لجأ إليها.

المهندس المصري، المتخصص في مجال البرمجة، أشار إلى أنه تلقى العديد من العروض لشراء المنصة النسائية، لكنه قابلهم جميعا بالرفض، إلى أن حصل على عرض مغرِ من شركة كويتية، يملكها مستثمر مصري أمريكي، بعد 7 سنوات من إنشاء المنتدى، ليقرر بيع نسبة 70% من المنتدى للشركة، في عام 2014، على أن تبقى الإدارة له ولإخوته البنات، إلا أن وبعد عدة مشاكل اضطر خضر لتسليم المنتدى بالكامل للشركة الكويتية، التي باعته فيما بعد ضمن مشروعات أخرى لشركة خليجية منذ عامين.

لكن الشركة الخليجية سرعان ما واجهت مشاكل بسبب زيادة التكاليف التي تنفقها على المنتدى كالمرتبات ومصروفات الاستضافة، والتي أصبحت عائق في الاستمرارية، لتقرر الشركة بشكل مفاجئ إغلاق المنتدى مع بداية العام الجديد، وهو القرار الذي لوحت به الشركة الخليجية قبل 5 أشهر.

حزن كبير شعر به خضر، حينما علم بقرار إغلاق المنتدى، الذي أكد أنه يحتوى على كم هائل من المعلومات والخبرات الحياتية والمهنية، في جميع أركانه كركن الصحة والجمال، ووصفات الطبخ، والرشاقة واللياقة البدنية، والأزياء والموضة، جعله يسارع لعرض شراء المنتدى مرة أخرى لتطويره وإعادته لجمهوره، “خسارة كبيرة جدا تختفي المعلومات والخبرات المهمة الموجودة بالمنتدى”.

وأشار المؤسس المصري إلى أنه طالب الشركة بإعادة قاعدة بيانات المنتدى لكي يعيده ويطوره للجمهور، حتى إذا تغيرت هويته إلى مدونة أو موقع، “الحكم على فتكات كقيمة مادية وتجارية هيكون سيء جدا وقرار خاطئ، لأن القيمة المعلوماتية المفيدة بتاعته مش طبيعية ومش موجودة في حته تانية، مينفعش عمود رئيسي في العالم العربي يضيع .