بعد انفجار بيروت.. الاتحاد الأوروبي تعهد بالمساعدة وماكرون : المساعدات لن تصل لأيدي الفاسدين

بعد انفجار بيروت.. الاتحاد الأوروبي تعهد بالمساعدة وماكرون : المساعدات لن تصل لأيدي الفاسدين

كتبت : جيهان الجارحي

ما زال الجرح اللبناني الناجم عن انفجار الثلاثاء الدامي لم يندمل بعد ، ولا زالت الأصوات يعلو صداها مطالبة باستجابة عالمية ، وفي الوقت الذي تعهد فيه الاتحاد الأوروبي بتقديم نحو 40 مليون دولار ، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم وصول المساعدات إلى أيدي الفاسدين .

سلطت الصحف العربية ، اليوم الجمعة ، الضوء على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان ، على خلفية الانفجار المروع الذي ضرب مرفأ بيروت ، مساء الثلاثاء ، وأودى بحياة 154شخصا ، وأصاب ما يزيد على 5000 آخرين

وبينما تساءلت تلك الصحف عن مضمون الرسالة التي تحملها زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى لبنان ، في الوقت الذي تباينت فيه آراء الكتاب . فمنهم من وصف زيارة ماكرون بأنها تمثل “فرصة أخيرة” للإصلاح السياسي والقضاء على الفساد في البلاد ، ومنهم من ربط بين تقديم المساعدات وتحقيق مصالح استعمارية.

يقول الكاتب طوني عيسى في صحيفة الجمهورية اللبنانية : “الخلاصة التي أنتهي إليها هي: لا أمل في جماعة السلطة الذين ينادون بالوطنية ويطلقون الوعود بالإصلاح ، لكنهم فاسدون ويرهنون البلد للخارج ويدمِّرون الدولة. والأمل الحقيقي يبقى في الناس الذين كفَروا. وهؤلاء الناس أوصلوا رسالتهم إلى ماكرون: لا تُجرِّبوا المجرَّب. هؤلاء لن يسيروا بالإصلاح ولو على قطع رأسهم. إنّهم يكذبون عليكم ويكسبون الوقت فقط . إذا أردتم فعلاً إنقاذ لبنان ، ساعدونا للتخلّص منهم”.

وأضاف عيسى: “كان ماكرون واضحا أمام المسئولين : السلطة إما أن تُغيِّر سلوكها وإما أن تتغيَّر . وحتى اليوم ، أثبتت أنّها لا تريد لا أن تغيِّر السلوك ولا أن تتغيَّر . وهذا ما سيدفع باريس إلى خيارات أخرى أكثر حزما ، وبالتأكيد ستظهر سريعا. لا غطاء لكم بعد اليوم”.

ويستطرد الكاتب : “سيعود ماكرون في أول أيلول/سبتمبر . ومن غباء أهل السلطة أن يكابروا ويستهينوا بتحذيرات الفرنسي الناعم الأنيق . إنّها مسألة أيام أو أسابيع قليلة. فليتذكَّروا”.

وتحت عنوان “فرصة أخيرة ، هل يُنقذ الخارج لبنان أو السلطة؟”، تقول راكيل عتيق في الجريدة ذاتها : “هذه الزيارة تُقرأ بأنّها تتمّ باسم الاتحاد الأوروبي ، وبالتنسيق مع المجتمع الدولي بأسره ، ومنه الولايات المتحدة الأمريكية ، إذ أنهم لا يريدون للبنان أن يسقط”.

وتضيف الكاتبة: “يمكن تلخيص زيارة ماكرون بعنوان عريض: ‘نحن إلى جانبكم ولن نترككم من دون مساعدات سريعة من طائرات وأدوية وفرق وخبراء .. لكن إذا كنتم تريدون أموالا بمعزل عن انفجار بيروت فطريقكم الوحيد هو الإصلاح، وجدول الإصلاحات واضح ومعروف وحددناه لكم مئات المرات”.

أما عن حفاوة استقبال اللبنانيين للرئيس الفرنسي في شوارع بيروت ، تقول الكاتبة سوسن الأبطح في الشرق الأوسط اللندنية : “حقًا إنه لأمر مشين أن يصبح إيمانويل ماكرون أكثر شعبية من أي زعيم لبناني ، وهو يتجول في الأحياء المنكوبة. وإنها لنكبة أخرى ، ألا يتمكن أي وزير من زيارة حي بيروتي ؛ لأنه سيرشق ويطرد ويلعن ، وليس أكيدًا أنه سيبقى سالما”.

وتحت عنوان “ماكرون يعرض استعمارنا بخمسين من فضة”، كتب إبراهيم الأمين في صحيفة الأخبار اللبنانية : “ليس لدى ماكرون ما يعطينا إياه سوى دروس تعكس عقلية فوقية، وتنفع مع أصحاب العقليات الدونية الموجودين بيننا بكثرة. وليس لدى رئيس فرنسا ما يقدمه سوى إعادة تكرار الشروط الغربية الهادفة الى إعادة استعمارنا، ولو برغبة بعضنا. وليس لديه ما يمكن القيام به سوى التلويح بالأسوأ”.

وأضاف الكاتب : “لكن الخطير أن ماكرون يمكنه تعزيز مناخ الفتنة الداخلية، متأملاً خروج الناس تناشده التدخل ، كما فعل اللبنانيون مع كل الخارج ، لكن إذا اعتقد ماكرون ، أو المسئولون الفرنسيون أن لبنان لا يزال كما صنعوه هم ، فهذا وهم ، ولا بد أن يخرج من بيننا من يوقظهم من هذا الحلم البغيض قبل رحلته الثانية مع مطر أيلول”.