بقايا الطعام.. لا ترميها إستفد منها بهذه الطرق!

بقايا الطعام.. لا ترميها إستفد منها بهذه الطرق!

يعتبر التخلص من  بقايا الطعام  التي تتكون يوميا بكميات كبيرة في مطابخنا من أكثر المشاكل التي ترهق ربات المنازل.. ولكن سلة المهملات ليست المكان الأمثل لهذه البقايا التي يمكن أن يتم تحويلها إلى مواد مفيدة.

لذلك سنقدم لكم في هذا المقال عددا من النصائح والإرشادات، التي تساعدكم على الاستفادة من بقايا الطعام  دون رميها او هدرها بطريقة  صحية وصديقة للبيئة.

إعادة تدوير بقايا الطعام وتحويلها إلى سماد عضوي

تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي تعتبر طريقة مثالية لتقليل كمية الطعام الملقاة في القمامة.

وهي طريقة صديقة للبيئة توفر السماد الصحي اللازم للحدائق والمزروعات.

حيث يمكن إضافة فضلات الطعام مثل: قشور البيض، حبوب القهوة، أكياس الشاي، والمكسرات مع الورق المقوى والصحف في كومة السماد والمواد العضوية الأخرى إلى التربة ثم يتم  خلطها جيدا إلى أن تتفتت المواد العضوية وتختلط في التربة.

مزايا تحضير السماد العضوي

إستخدام السماد العضوي يساهم في غنى تربة الحديقة والمرج بالمواد العضوية، كما يساهم في إضافة مواد صحية مفيدة للمزروعات، فضلا في المحافظة على رطوبة التربة.

يساهم السماد العضوي في التخلص من ما يقارب من ٣٠ في المئة من بقايا الطعام داخل حاويات النفايات.

إضافة كائنات عضوية مفيدة للتربة تساعد الكائنات العضوية الدقيقة الموجودة في السماد العضوي، على تهوئة التربة فضلا عن تفكيك المواد العضوية لإستفادة النباتات وابعاد الأمراض عنها.

يوفر السماد العضوي فوائد جديدة للبيئة وبدائل طبيعية للأسمدة الكيماوية.

بقايا الطعام مصدر للطاقة النظيفة

يعتبر تدوير النفايات المنزلية وخصوصاً بقايا الطعام، حل سحري يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير الطاقة، وقد قامت معظم الدول العربية باللجوء إلى مشاريع استخراج الطاقة من النفايات بشكل عام.

لكن اعتماد تقنية الطاقة النظيفة، الذي تتم من خلال استخراج الطاقة الحيوية من بقايا الطعام يعتبر أكثر تطورا فكيف تتم هذه العملية؟

توليد الغاز الحيوي

هناك عدة مجالات حرارية يتم فيها توليد الغاز الحيوي وهي: التخمير البارد، والذي يتم ضمن مجال حراري يتراوح بين 15 إلى 20 درجة مئوية.، والتخمير الحار الذي يتراوح بين  40 إلى 65 درجة مئوية.

وقد طور باحثون في جامعة ووترلو الكندية تقنية جديدة تعتمد على التخمير الطبيعي لبقايا الطعام، وذلك لإنتاج نوعية جديدة من الغازات الحيوية التي تصلح للإستخدام كمصدر للوقود.

ويمكن استخدام الغازات الناتجة عن هذه العملية بديلاً للغازات الطبيعية البترولية، التي تدخل في كثير من الصناعات الدوائية والبتروكيماوية.

إنتاج البيوغاز

البيوغاز تقنية عمرها أكثر من ٢٠٠ عام، وتشير المصادر التاريخية إلى أن الإستفادة من المخلفات العضوية تعود إلى فترة طويلة جدا.

فقد أشار الرحالة الايطالي ماركو بولو إلى انه شاهد الناس في الصين تجمع مخلفاتها تغطيها في حاويات وتنتج منها “الطاقة”.

احد أبرز  الأبحاث العالمية، لتطوير انتاج  البيوغاز جرت في جامعة هنوفر بألمانيا، حيث قام فريق من علماء الطب البيطري  والمهندسين بتطوير هاضم حيوي مستوحى من الجهاز الهضمي للبقر، ويتميز هذا الهام بقدرته على تخليل مواد معقدة مثل السيلولوز والتي لا تتحلل في محطات المعالجة التقليدية.

والسيلولوز يعتبر من أكثر المركبات العضوية إنتشاراً في العالم، والذي لم يكن مستغلا بالشكل المطلوب في إنتاج الغاز الحيوي.

تجارب عالمية رائدة

تعتبر ألمانيا من اوائل الدول في العالم التي قامت بإنتاج الوقود الحيوي من بقايا النفايات، حيث تمكن العالم الألماني تيمو بروكر من استخراج الوقود الحيوي من بقايا الخبز  والبيتزا بعد تخمرها.

كما تعتمد ألمانيا على عدة قواعد في سبيل فرض نظام إعادة التدوير على كل من المستهلك والمنتج.

أما بالنسبة لتدوير زيوت الطهي فإن النمسا هي الدولة الرائدة في هذا المجال وشعارها ” الطاقة المتجددة.. الوقود من الدهون”، حيث يتم اعتبار بقايا زيوت الطهي كتلة حيوية سائلة، يتم استخدامها لإنتاج وقود الديزل  الحيوي والطاقة الخضراء، كما تقوم النمسا بتشغيل محطة إقليمية تستخدم لتدفئة المباني من خلال الزيوت المستعملة.

 

 

بقايا الطعام

أما في الولايات المتحدة فيعاد تدوير حوالي 40 %من النفايات المنزلية، وتشير وكالة حماية البيئة الأميركية إلى وجود نحو 2300 مطمر في البلاد، ينتج الغاز في 520 منها ويستخدم لإنتاج طاقة كهربائية تكفي لإنارة نحو 700الف منزل.

عربياً اطلقت إمارة دبي اول مشروع من نوعه في المنطقة، يتم من خلاله الاستفادة من الغازات المستخرجة من النفايات بتحويلها إلى طاقة كهربائية نظيفة، كذلك الأمر في قطر حيث أنشأت الحكومة القطرية مركزا لإدارة النفايات الصلبة المحلية بتكلفة ملياري دولار.

في المحصلة ان هدر بقايا الطعام مشكلة عالمية يجب التصدي لها على جميع المستويات، وهناك ضرورة قصوى بحسب الخبراء البيئيين إلى توعية المستهلك بعدم هدر المواد الغذائية، بل البحث عن حلول صديقة للبيئة للإنتفاع منها.

كما أن افضل طريقة لعدم إنتاج بقايا طعام هو تنظيم وإدارة الاستهلاك بالنسبة للأطعمة، وهذا يتطلب تغيير نمط الاستهلاك، وقيام المستهلك بشراء ما يحتاجه فقط من الأطعمة وعدم اللجوء إلى تخزينها بكميات كبيرة جداً.