تاريخ القاهرة والتوسع العمراني بها في الفترة من 969 إلى 1169

تاريخ القاهرة والتوسع العمراني بها في الفترة من 969 إلى 1169

تاريخ القاهرة والتوسع العمراني بها في الفترة من 969 إلى 1169

احتل الفاطميين مصر عام 969، وكلف الخليفة المعز لدين الله الفاطمي قائده جوهر الصقلي بتحديد موقع لإنشاء مدينة جديدة وانشائها على وجه السرعة. وتم الانتهاء من بناء المدينة وتسويرها عام 974 واختارها الخليفة لتكون مقر دولة الخلافة الفاطمية، وظلت المدينة خلال سنواتها الأولى مقر للخليفة وبلاطه حتى يتثنى لهم العيش بأمان.

شارع المعز، القاهرة الفاطمية

 

وقد ظلت مدينة الفسطاط -التي أطلق عليها مصر- المسيطرة على وسائل النقل والتصنيع والتجارة. وبحلول منتصف القرن الحادي عشر قام الوزير بدر الجمالي عام 1087 بعمل توسعات على القاهرة خارج أسوارها وبناء أسوار جديدة.  ووصف الرحالة الفارسي ناصر خسرو القاهرة آنذاك بأنه عند إعادة بناء القاهرة اتخذت شكل مدينتين منفصلتين، الأولى هي مصر القديمة أو الفسطاط حيث يعيش الأغلبية العظمى من الناس وتنتشر الصناعة والتجارة، والثانية هي القاهرة مقر الحكم والتي خططت تخطيطاً جيدا وقسمت إلى أحياء منفصلة بين السلطة الحاكمة.

انتهى الحكم الفاطمي في مصر بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي، فكان الصليبيين الأوربيين والسلاجقة السوريين يحاولون الإطاحة بهم في القاهرة. ووقف الوزير الإنتهازي شاور بجانب السوريين لإنقاذ البلاد بشكل عبثي، حيث حاول إنقاذ القاهرة بحرق مدينة الفسطاط عام 1168. وعندما تولى صلاح الدين -قائد السلاجقة- الوزارة في القاهرة، كانت معظم الفسطاط قد تحولت إلى رماد. وسارع سكان الفسطاط للجوء إلى المدينة الثانية -القاهرة كما سبق ذكره- وأقام بعضهم في مخيمات خارج أسوارها. وتحولت المدينة إلى خراب وكان على صلاح الدين والأيوبيين إعادة إعمارها.

التصميم الأصلي لمدينة القاهرة

يعتبر التصميم الأصلي لمدينة القاهرة موضع جدل مستمر، فيقول مارسيل كلرجتMarcel Clerget  أن الخليفة المعز هو الذي صمم المدينة بنفسه، وأمد جوهر بالرسومات الدقيقة التي سيقوم عليها البناء. ويشير هسول  Haswell إلى أن التصميم الأصلي للمدينة يحاكي الطراز الهلينستي أو الروماني. ويقول روجر تورنو  Roger Le Tourneau في مقابله مع جانيت أبو لغد Janet Abu-Lughod أن المدينة عبارة عن نسخة مكررة من مدينة المهدية الفاطمية في شمال أفريقيا.