تضخم البروستاتا وطرق العلاج المختلفة

تضخم البروستاتا وطرق العلاج المختلفة

 بالنسبة لمعظم الرجال، يُمثل تضخم البروستاتا (زيادة حجم البروستاتا) جزء طبيعي من الشيخوخة، ولكن في مرحلة ما  يمكن أن يؤدي إلى حالة تسمى تضخم البروستاتا الحميد (BPH)، وهو ليس سرطان البروستاتا، ولا يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة به.

ما هو تضخم البروستاتا؟

يُعرف تضخم البروستاتا بفرط التنسج بمعنى زيادة في عدد الخلايا، وهذه الزيادة في الخلايا هي التي تجعل البروستاتا تنمو بشكل أكبر.

أسباب تضخم البروستاتا

الأطباء ليسوا متأكدين بالضبط ما السبب بالتحديد، فيعتقد البعض أن الأمر قد يكون له علاقة بالتغيرات الهرمونية الطبيعية مع التقدم في العمر، لكن هذا غير واضح، هناك أيضًا بعض الأبحاث التي تشير إلى أن العامل الوراثي قد يكون يكون له دورًا في حدوث الإصابة، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.

وتظهر بعض الدراسات أن الرجال البدناء، والرجال المصابين بداء السكري هم أكثر عرضة للإصابة بتضخم البروستاتا، وقد تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تقليل خطر الإصشابة بأعراض الجهاز البولي.

أعراض تضخم البروستاتا

تضخم البروستاتا هو السبب الأكثر شيوعًا لمشاكل المسالك البولية لدى الرجال مع تقدمهم في السن، تشمل الأعراض المحتملة ما يلي:

_ ضعف التدفق عند التبول.

_ الشعور بأن المثانة لم تفرغ بشكل صحيح.

_ صعوبة في التبول.

_ تقطر البول بعد الانتهاء من التبول.

_ كثرة التبول خاصة في الليل.

_ رغبة مفاجئة في التبول، وقد تتسرب في بعض الأحيان قبل الوصول إلى المرحاض.

تشخيص تضخم البروستاتا

سيتحدث الطبيب أولاً مع المريض عن تاريخه الطبي الشخصي، والعائلي، وبعد ذلك، سيجري الطبيب فحص بدني، قد يشمل ذلك فحص المستقيم الرقمي، ثم يطلب بعض الاختبارات للتأكد من الحالة.

الاختبارات الأساسية: قد يبدأ الطبيب بواحد أو أكثر مما يلي:

_ اختبارات الدم للتحقق من مشاكل الكلى.

_ اختبارات البول للبحث عن عدوى، أو مشاكل أخرى قد تكون سببًا للأعراض

_ اختبار الدم PSA (مستضد البروستاتا النوعي): قد يكون ارتفاع مستويات المستضد البروستاتي النوعي علامة على زيادة حجم البروستاتا عن المعتاد، ويمكن للطبيب أيضًا أن يطلبها كفحص لسرطان البروستاتا .

الاختبارات المتقدمة: بناءً على نتائج تلك الاختبارات، قد يطلب الطبيب اختبارات إضافية لاستبعاد مشاكل أخرى، أو لمعرفة ما يحدث بشكل أوضح، وقد تشمل هذه:

_ أنواع مختلفة من الموجات فوق الصوتية لقياس البروستاتا، ومعرفة ما إذا كانت تبدو صحية.

_ فحص بالموجات فوق الصوتية للمثانة لمعرفة مدى جودة إفراغ المثانة.

_ خزعة لاستبعاد السرطان .

_ اختبار تدفق البول لقياس مدى قوة مجرى البول ومقدار التبول.

_ اختبار ديناميكا البول لتقييم وظيفة المثانة.

_ تنظير الإحليل، والمثانة: وهو إجراء باستخدام كاميرا لفحص البروستاتا، والإحليل، والمثانة من الداخل.

علاج تضخم البروستاتا

إذا  أظهرت الاختبارات أن المريض مصاب بتضخم في البروستاتا، فسيقوم الطبيب بفحص نتائج الاختبار، والتاريخ الطبي لمعرفة العلاجات التي قد تكون مناسبة، وسيشرح خيارات العلاج، ويساعد في تحديد ما هو مناسب للمريض.

هناك ثلاثة أنواع رئيسية وهي: تغيير نمط الحياة، أو الأدوية،

أو الجراحة.

_تغيير نمط الحياة: إذا كان تضخم البروستاتا لا يسبب مشاكل للمريض، فقد يقرر الانتظار ليرى ما إذا كانت أعراضه تزداد سوءًا قبل تلقي العلاج، فعادةً ما تتطور الأعراض ببطء، وقد لا تزداد الأعراض سوءًا؛ هناك تغييرات بسيطة يمكن إجراؤها على نمط الحياة قد تساعد في علاج الأعراض منها:

_التقليل من تناول الكحوليات، والكافيين، والمحليات الصناعية، والمشروبات الغازية، والتي يمكن أن تهيج هذه المثانة، وتجعل أعراض المسالك البولية أسوأ.

_شرب كميات أقل في المساء، وذلك لتقليل الاستيقاظ ليلًا دخول الحمام مع مراعاة شرب كمية كافية على مدار اليوم حوالي من 1.5 إلى 2 لتر يوميًا.

_إفراغ المثانة قبل مغادرة المنزل.

_إفراغ مزدوج (بعد التبول): بمعنى الانتظار بضع دقائق ثم محاولة الافراغ مرة أخرى، فيمكن أن يساعد ذلك في إفراغ المثانة بشكل صحيح، مع الحرص على عدم الضغط، أو الدفع.

_التحقق من الأدوية الخاصة بالمريض: والتي من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض البولية لديه.

_تناول المزيد من الفاكهة والألياف: حيث يساعد ذلك على تجنب الإمساك (صعوبة إفراغ الأمعاء)، والذي يمكن أن يضغط على المثانة، ويزيد أعراض التبول سوءًا.

_الحفاظ على وزن صحي: فالوزن الزائد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

_ممارسة الرياضة بانتظام: فقد تساعد التمارين المنتظمة في علاج الأعراض.

_إعادة تدريب المثانة: حيث يمكن أن تساعد هذه التقنية على البقاء لفترة أطول دون أن يحتاج المريض إلى التبول.

_تدليك الإحليل: تساعد هذه التقنية على إخراج أي بول متبق في مجرى البول، ومنع التنقيط، فبعد التبول، يمكن الضغط برفق لأعلى خلف قاعدة كيس الصفن (الجلد حول الخصيتين) بأطراف الأصابع، وينبغي أن يكون المريض قادرًا على الشعور بمجرى البول.

_الفوط الماصة، أو الأغماد البولية: يمكن ارتداء الفوط، والسراويل الماصة داخل الملابس الداخلية، أو بدلاً منها حيث تمتص أي تسرب، تبدو الأغماد البولية مثل الواقي الذكري مع أنبوب متصل في نهايته، والذي يصرف البول في كيس، ويمكن ربط الكيس بالساق تحت الملابس.

_الأدوية: إذا لم تتحكم تغييرات نمط الحياة في الأعراض، فقد تكون الأدوية خيارًا، لذا ينبغي التأكد من إخبار الطبيب عن أي أدوية، أو علاجات عشبية تُستخدم بالفعل، والأنواع الرئيسية للأدوية هي:

_ حاصرات ألفا: تعمل على إرخاء عضلات البروستاتا، وحول فتحة المثانة، مما يسهل التبول، قد تبدأ الأعراض في التحسن في غضون ساعات، أو أيام قليلة، ولكن قد يحتاج المريض إلى تناول حاصرات ألفا لبضعة أسابيع قبل أن تعمل بشكل كامل.

      هناك العديد من أدوية حاصرات ألفا المتاحة مثل:

_ تامسولوسين (Flomaxtra®, Flomax Relief).

_ الفوزوسين (Xatral®, Besavar).

مثل أي دواء، يمكن أن تسبب حاصرات ألفا آثارًا جانبية، وتشمل ما يلي:

_ الشعور بالدوار، أو الغثيان، أو الصداع عند الوقوف، يتوقف هذا عادة بعد الجرعات القليلة الأولى.

_ التعب.

_ أنف مسدود.

_ إذا كان المريض يتناول عقار تامسولوسين، فقد يواجه مشاكل عند القذف مثل قلة السائل المنوي، أو عدم وجوده عند النشوة الجنسية.

_ إذا كان المريض سيخضع لأي عملية جراحية للعين، فينبغي إخبار جراح العيون أنه يتناول حاصرات ألفا، وذلك لأن بعض حاصرات ألفا يمكن أن تسبب مشاكل أثناء جراحة العين.

 مثبطات اختزال 5 ألفا: تستخدم في وقف الضغط على مجرى البول ، مما يسهل التبول، عادةً ما تستغرق مثبطات اختزال 5 ألفا ستة أشهر على الأقل لتعمل بشكل كامل، لكنها فعالة في تحسين الأعراض على المدى الطويل، وهناك نوعان من الأدوية المتاحة لمثبطات اختزال 5 ألفا:

_ فيناسترايد (فيناسترايد عام، أو بروسكار).

_ دوتاستيريد (أفودارت).

أدوية أخرى: قد يقترح الطبيب أدوية أخرى للمساعدة في السيطرة على الأعراض، بما في ذلك:

_ مضادات المسكارين (مضادات الكولين)، مثل سوليفيناسين، وتولتيرودين وداريفيناسين، حيث يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تحسين الأعراض مثل الرغبة المفاجئة في التبول، والحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد، والتسرب قبل الوصول إلى المرحاض.

_ مثبط فوسفوديستيراز من النوع 5 (PDE5)، وتادالافيل، والذي يريح عضلات البروستاتا، وحول فتحة المثانة، مما يسهل التبول.

_ ميرابيغرون (Betmiga): إذا كانت مضادات الكولين لا تعمل، أو لا يمكن للمريض تناول مضادات الكولين، فقد يوصي الطبيب بتجربة أقراص ميرابيغرون، حيث يمكن أن يساعد إذا احتاج المريض إلى التبول أكثر من المعتاد، أو إذا شعر برغبة مفاجئة في التبول.

_ ديزموبريسين: إذا كان المريض يتبول كثيرًا أثناء الليل، فقد يوصي الطبيب بأخذ قرص ديسموبريسين قبل الذهاب إلى الفراش، فهو يجعل الكلى تنتج كمية أقل من البول لمدة ست إلى ثماني ساعات، وحينذاك سيخضع المريض لفحوصات دم منتظمة لمراقبة وظائف الكلى، لا يُعد ديزموبريسين عادةً خيارًا إذا كان العمر يزيد عن 65 عامًا، أو مصابًا بفشل القلب.

_ حلقة مدر للبول: والتي تجعل المريض يتبول كثيرًا قبل الذهاب إلى الفراش، مما يقلل من احتمالية استيقاظه أثناء الليل، وتؤخذ على شكل كبسولة في وقت متأخر بعد الظهر.

العلاجات المركبة: يجد بعض الرجال أن تناول أكثر من نوع واحد من الأدوية يعمل بشكل أفضل من تناول دواء واحد بمفرده، يُعرف هذا باسم العلاج المركب، قد يتم إعطاء المريض أقراصًا منفصلة، أو قد يتم إعطاؤه قرصًا واحدًا يحتوي على كلا الدواءين.

_ قد يُعرض على المريض  حاصرات ألفا مع مثبط اختزال 5 ألفا إذا كانت الأعراض تؤثر على حياته اليومية،ولديه تضخم في البروستاتا، أو مستوى PSA يزيد عن 1.4 نانوجرام/مل.

_ قد يُعرض على المريض حاصرات ألفا مع مضادات الكولين، إذا كان العلاج بأي من الدواءين وحده لا يعمل، ويمكن أن تسبب كلاً من حاصرات ألفا، ومضادات الكولين آثارًا جانبية، وقد تكون أسوأ إذا كنت تتناول كلا الدواءين في نفس الوقت، وتشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لدى الرجال الذين يتناولون كلا الدواءين جفاف الفم، والإمساك، وعسر الهضم.

العلاجات التكميلية: يحب بعض الرجال استخدام العلاجات العشبية، مثل البرقوق الأفريقي، ولكن الدراسات تشير إلى أنه من غير المحتمل أن تحسن أعراض تضخم البروستاتا، لذا، نحتاج إلى مزيد من البحث قبل التوصية بالعلاجات العشبية كعلاج.

جراحة: قد تكون الجراحة خيارًا إذا لم تتحسن الأعراض الخاصة بالمريض مع تغييرات نمط الحياة، أو الأدوية، أو إذا كانت الأعراض شديدة، وتشمل الأنواع الرئيسية للجراحة ما يلي:

استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP): حيث يستخدم الطبيب منظارًا، ويقطع أجزاء من غدة البروستاتا بحلقة سلكية.

تضخم البروستاتا
تضخم البروستاتا

استئصال البروستاتا بليزر هولميوم (HoLEP): يشبه هذا استئصال البروستاتا عبر الإحليل، ولكنه يستخدم ليزرًا عالي الطاقة لإزالة أجزاء البروستاتا التي تسد الإحليل.

العلاج ببخار الماء عبر الإحليل (Rezūm): يستخدم هذا البخار لتدمير أنسجة البروستاتا التي تسد مجرى البول، ويتم استخدامه لعلاج الرجال الذين يعانون من أعراض بولية متوسطة إلى شديدة، والذين لديهم تضخم معتدل في البروستاتا.

جراحة الليزر GreenLight: يستخدم هذا الليزر عالي الطاقة لتسخين، وتدمير أنسجة البروستاتا التي تسد الإحليل.

رفع الإحليل البروستاتي (UroLift): عبارة عن جهاز يتم وضعه بشكل دائم يستخدم لرفع نسيج البروستاتا المتضخم وإبعاده عن الطريق، وبالتالي لم يعد يسد مجرى البول.

الآثار الجانبية المحتملة للجراحة: كما هو الحال مع معظم العلاجات، هناك خطر حدوث آثار جانبية بعد الجراحة، وتشمل الآثار الجانبية المحتملة ما يلي:

_ الحاجة إلى التبول في كثير من الأحيان، أو بشكل عاجل.

_ تسرب البول عند السعال، أو العطس، أو الضحك، أو ممارسة الرياضة.

_ دم في البول.

_ عدوى البول.

_ ضعف التدفق عند التبول.

أسئلة شائعة

هل أنا أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا إذا كان لدي تضخم في البروستاتا؟

لا، إن تضخم البروستاتا لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، حيث تبدأ المشكلتان عادة في أجزاء مختلفة من البروستاتا، ولكن يمكن أن يصاب الرجال بتضخم البروستاتا، وسرطان البروستاتا في نفس الوقت.

كيف يمكن أن يؤثر تضخم البروستاتا على حياتي؟

يؤثر تضخم البروستاتا على الجميع بطرق مختلفة، يمكن لبعض الرجال التعامل مع الأعراض الخفيفة، ولا يحتاجون إلى علاج، ويمكن أن يجد آخرون أنهم بحاجة إلى البقاء بالقرب من المرحاض، مما يؤدي إلى صعوبة العمل، والقيادة، والتواجد في الهواء الطلق، وحضور المناسبات الاجتماعية، وإذا كان المريض بحاجة إلى المرحاض كثيرًا أثناء الليل، فقد يؤثر ذلك على نومه، ويجعله يشعر بمزيد من التعب أثناء النهار.

ما هي المشاكل الأخرى التي قد يسببها تضخم البروستاتا؟

قد يجد عدد قليل من الرجال صعوبة في إفراغ المثانة بشكل صحيح، وهذا ما يسمى احتباس البول، فإذا تم تشخيص الحالة بتضخم البروستاتا، فسيقوم الطبيب بفحص نتائج الاختبار لمعرفة ما إذا كان معرضًا لخطر احتباس البول، قد يكون المريض أكثر عرضة للإصابة باحتباس البول إذا:

_ كان يبلغ من العمر 70 عامًا، أو أكثر.

_ البروستاتا لديه كبيرة جدًا.

_ لديه ارتفاع في مستوى مستضد البروستات النوعي (PSA)

_ لديك أعراض بولية شديدة، وتدفق بطيء جدًا.

تضخم البروستاتا

احتباس البول المزمن: بمعنى طويل الأمد، غالبًا ما تتضمن العلامات الأولى ضعف التدفق عند التبول، أو تسرب البول ليلاً، وقد يشعر المريض أن بطنه (منطقة المعدة) منتفخة، أو أنه لا يفرغ مثانته بالكامل، وعادةً ما يكون احتباس البول المزمن غير مؤلم، لكن ضغط البول يمكن أن يمدد عضلات المثانة ببطء، ويجعلها أضعف، مما يؤدي إلى ترك البول في المثانة عند التبول.

إذا لم تفرغ المثانة بالكامل، فقد يصاب المريض بعدوى في البول، أو يحتاج إلى التبول كثيرًا، أو يتسرب البول ليلًا، أو يصاب بحصوات المثانة المؤلمة، وقد يرى أيضًا بعض الدم في البول، ويمكن أن يؤدي احتباس البول المزمن إلى تلف المثانة، والكليتين إذا لم يتم علاجه.

هناك عدة علاجات لاحتباس البول المزمن، بما في ذلك:

_ تمرير أنبوب رفيع، ومرن يسمى قسطرة لتصريف البول من المثانة.

_ دواء.

_ جراحة لتوسيع مجرى البول.

احتباس البول الحاد: يحدث هذا عندما لا يستطيع المريض التبول فجأة، وبشكل مؤلم على الإطلاق، في هذه الحالة يحتاج المريض إلى علاج على الفور، والعلاج في هذه الحالة هو تركيب قسطرة لتصريف البول من المثانة، وقبل إزالة القسطرة، قد يُعرض على المريض دواء يسمى  حاصرات ألفا، حيث يساعد هذا الدواء في منع حدوث احتباس حاد مرة أخرى.