جانتس ونتنياهو وصراع من أجل البقاء

جانتس ونتنياهو وصراع من أجل البقاء

تقرير :ضحى ناصر

صوت الكنيست الإسرائيلى على رفض إقرار تأجيل الموازنة فجر اليوم الثلاثاء ، بات من المؤكد حل البرلمان الإسرائيلى منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء وهو مايعنى أن تمضى إسرائيل قُدُماً نحو إنتخابات برلمانية جديدة ستكون الرابعة خلال عامين تقريبًا.

ويرجح أن تطيح الخلافات بشأن إقرار الميزانية بالائتلاف الحاكم الذى يخيم عليه التوتر منذ أن شكله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومنافسه السابق بيني جانتس.

ووفقاً لصحيفة “يديعوت إحرونوت” العبرية، فقد عارض مشروع القانون الذي تقدم به الإئتلاف الحكومي للحيلولة دون حل الكنيست وهو مايعنى بالتبعية حل الحكومة وإجراء إنتخابات عامة مبكرة، 49 عضو كنيست مقابل 47 عضوا.
ينص القانون في إسرائيل على ذلك إذا لم تتم المصادقة على ميزانية الدولة في المهلة المحددة في القانون، والتي تنتهي اليوم الثلاثاء.

فشل الائتلاف الحكومي من حشد التأييد الكافي لمشروع القانون وتمريره في الكنيست، فقد بات من المؤكد ان اليوم هو آخر أيام عمل الكنيست الإسرائيلي، إذ سيعتبر محلولا في منتصف الليلة القادمة.
وفي هذه الحالة ستتحول الحكومة الحالية الى حكومة انتقالية تدير عملية الانتخابات العامة التي يتوجب أن تجرى بعد 90 يوما من الآن حسب القانون أى فى يوم الثالث والعشرين من شهر مارس المقبل .

وصوت ثلاثة نواب من حزب “أزرق أبيض” الذى يتزعامه وزير الدفاع الإسرائيلى ، هم إساف زامير ورام شيفاع وميكي حايموفيتش ضد مشروع القانون، بخلاف موقف كتلتهم البرلمانية التي قررت الإمتناع عن التصويت.
وتغيب معظم نواب حزب أزرق أبيض والوزيران إيتسيك شمولي وعمير بيرتس من العمل عن عملية التصويت.

كما عارضت النائبة الليكودية ميخال شير مشروع القانون، وأعلنت انشقاقها عن الليكود وانضمامها إلى الحزب الجديد برئاسة جدعون ساعر.فصل اثنين من أعضاء حزبه في الكنيست، بعد أن وجها ضربة للحزب وصفت بأنها “خيانة” في أعقاب مخالفتهما الإجماع داخل الحزب بالتصويت على تمرير مشروع قانون يسمح بتأجيل تمرير الميزانية، ما يسمح بتأجيل إمكانية التوجه لإنتخابات جديدة.
وكان رئيس فصيل الليكود في الكنيست ميكي زوهار، قد قام بتقديم طلبًا رسميًا إلى رئاسة الكنيست لفصل العضوين، وهما ميشال شير سيجمان وشارون هيسكيل.
وصوتت سيجمان ضد مشروع القانون، حيث أعلنت بعد التصويت انضمامها للمنشق عن الحزب، جدعون ساعر، الذي أعلن تأسيس حزب سياسي جديد، فيما تغيب هيسكيل عن حضور الجلسة.

وكانت الأغلبية صوتت ضد مشروع القانون، ما يعني أن إسرائيل في طريقها لإنتخابات جديدة بعد حل الكنيست عند منتصف هذه الليلة مالم يحدث جديد .
وفى تصريحات لقناة “الغد ” قال الكاتب والمحلل السياسي في الشأن الإسرائيلي، جهاد ملكة، “لقد كان ارتباط كل من نتنياهو وجانتس عسيرا على الهضم، فوفقا للاتفاق الائتلافي الذي وقع عليه نتنياهو وجانتس في أبريل 2020، سيجري الاثنان التناوب على رئاسة الوزراء في 17 نوفمبر 2021 وسيصبح جانتس رئيس الوزراء ونتنياهو يكون بديلا في منصب رئيس الوزراء البديل، فهذا الاتفاق تسبب في تفكيك معسكر الوسط- اليسار، وحطم الأمل في وضع حد لحكم نتنياهو الفاسد”.
وأضاف ملكة، خلال حديثه لقناة “الغد”، أن ما يفعله نتنياهو من مناورات لكي تبقيه في الحكم وتبعده عن السجن، ينعكس سلبا على دولة الاحتلال وتجعلها تعيش في أزمات حقيقية، وليس من السهل تفادي مآلاتها في السنوات القادمة.
من جهته، قال المحلل في الشؤون الإسرائيلية داوود لبد، إن “نتنياهو يتعامل بذكاء مع المجريات السياسية والاقتصادية في إسرائيل، واليمين بشكل عام في التاريخ الإسرائيلي أنجح من اليسار والوسط في البقاء بالحكم”.
وأوضح لبد، خلال حديثه لقناة “الغد”، أن أزمة فيروس كورونا ساعدت نتنياهو، وكذلك الإدارة الأمريكية قدمت له الكثير من الخدمات، من أبرزها نقل السفارة إلى القدس المحتلة، وأيضا توقيع اتفاقيات مع الدول العربية، كذلك هذا ساعد نتنياهو في البقاء بالحكم وكان له تأثير على رأي الإسرائيليين”.