جلال أمين بين الصقار وموسم الهجرة إلى الشمال

جلال أمين بين الصقار وموسم الهجرة إلى الشمال

جلال أمين بين الصقار وموسم الهجرة إلى الشمال

كتاب كتب لها تاريخ هو بدايتي مع جلال أمين، لكن لا أستطيع أن أعتبرها بداية حقيقية.

لأنني لم أقرأ فيه مؤلفات له، بل وجدت عدة انطباعات حول كتب أخرى لكتاب آخرون، العرب والأجانب.

والذي توقعت من خلال عنوانه، أنه سيعرض أبرز الكتب العربية والعالمية، التي أثارت الجدل حولها.

كتب لها تاريخ

كتاب بسيط وسلس يعرض جلال أمين من خلاله إنطباعاته، حول ١٧ كتاب ورواية من كتب التسعينات وما قبلها.

لمجموعة من الكتاب العرب، كالطيب صالح وبهاء طاهر وعلاء الأسواني، والأجانب، كفرانز جال وآن كاسيدي.

وماذا بعد..

وذلك بشكل مؤيد أسلوب كاتبها وموضوعاتها، كموسم الهجرة إلى الشمال وعن الروح التي سرقت تدريجيا وعن تربيتنا لأطفالنا.

أو بشكل معارض سواء لكتابها من خلال عرض حياتهم أو لما كان حولها من جدل ونقاش أكثر مما تستحق.

جعل لها تاريخ مثل الصقار وشيء من الخوف، وشمل الكتاب نقد لكتب في مجالات متعددة كالأدب والسيرة الذاتية والإقتصاد والتربية.

وحاول في كل كتاب توضيح ومناقشة قضية معاصرة أو فتح باب للتعرف على كتب أكثر، من خلال مقارنة كل كتاب يناقشه بكتب أخرى.

ومن أبرز تلك الكتب..

عرس الزين – الطيب صالح، موسم الهجرة إلى الشمال – الطيب صالح، خالتي صفية والدير – بهاء طاهر، نقطة النور – بهاء طاهر، ليل نهار – سلوى بكر، جمعية منتظري الزعيم – علاء الأسواني، عمارة يعقوبيان – علاء الأسلواني.

لينتقل بعد ذلك لنقد بعض الكتاب، ونقد أعمالهم.

وما أخذته عليه في رأيي..

أولا عدم التطرق لرواية موسم الهجرة إلى الشمال، رغم أنها أول رواية.

بل تحدث فيها عن زيارة الطيب صالح للجامعة الأمريكية، وما دار أثناء المحاضرة.

كذلك العنوان لا يتلاءم مع ما رشحه من كتب، لأن هناك بالفعل كتب لها تاريخ كانت تستحق التعبير عنها.

لكن في النهاية لا يبقى لنا القول إلا، “لولا اختلاف الأذواق، لبارت السلع”.

يبقى لنا السؤال حول رفض الصقار، وقبوله موسم الهجرة إلى الشمال.

حيث أنه رفض الوصف الخادش في الصقار، ورغم امتلاء موسم الهجرة إلى الشمال بها، بشكل فج.

إلا أنه وافق الطيب صالح فيما كتبه، وبرر له ما جاء بروايته، على نقيض الصقار.

بالنسبة لي أرى أنه يقيم الكتاب لميوله نحو صاحبه، وليس لجودة الكتاب.