جهاز العروس بين العادات والتقاليد وحكم الشرع

جهاز العروس بين العادات والتقاليد وحكم الشرع

تقرير: أميمة حافظ    يتمثل جهاز العروس، في كل ما تحتاجه العروس في حياتها الجديدة بعد الزواج، من

ملابس وأدوات تجميل ومجوهرات وأدوات المطبخ والحمام والاكسسوارات وغيرها.

إلا أن هناك عرائس تجلب أكثر من هذا بكثير، كنوع من أنواع التفاخر أمام الأهل، ورغم غلاء الاسعار، فإن

الأمر أصبح أكثر كلفة، ويوم بعد يوم يزداد عدد الأشياء التى تتلهف العروس لشرائها، وتتنافس مع غيرها فى

جلب المزيد، وهناك مليارات تصرف سنويًا على تجهيز العرائس .

قمنا باستطلاع رأى لرصد الآراء حول الموضوع عبر موقعكم “المحايد الأخباري”:

بدأنا مع ريم، مخطوبة، وتحارب الزمن لتجهيز نفسها: “كل يوم أكتشف أنه ينقصني المزيد، وبخلاف التكلفة،

فهو أمر مرهق حقًا، ولقد سئمت الأمر، وأتمنى أغلق عيونى لأفتحها أجد نفسى فى بيتى، ويكفينى كل

هذا الارهاق” .

عرض وطلب

تحكي يُمنى عن الأمر، فهى عروس حديثى العهد، متزوجه من 6 أشهر: “الموضوع خاص بالعرض والطلب، على كل فتاة، مقبلة على الزواج، أن تجلب – فقط – ما تحتاجه ولا تلتفت لأحد، لأنه بعد الزواج ستكتشف أنها تسرعت فى شراء أشياء ليس لها قيمة، رغم غلو سعرها، وخليني أكون صريحة، عادات المجتمع تفرض علينا الكثير، فمعايرة أهل الزوج، أو بعض الأقارب، لعدم شراء عروسة لكميات فى الجهاز، يؤلم الآباء والأمهات، ويظهرهم بالشكل العاجز عن إسعاد بنتهم، ولكن من يأخذ على كلام الناس، سوف يتعب، فأنا مثلًا لم أشتري فى جهازى سوي الأساسيات، وبالفعل سمعت كلام يجرح من الجميع وتغاضيت عنه” .

أساسيات وكماليات

داليا طالبة جامعية، تقول: “إن والدتها بدأت فى تجهيزها منذ 4سنوات مضت وما زالت مستمرة فى شراء الجهاز، وهى ليست مخطوبة بعد، وأنها تريد أن تشترى كل ما يخص الجهاز من أساسيات وكماليات، وتحلم أن يكون جهازها أفضل جهاز فى بنات عائلتها”.

غلاء الأسعار

وسألتها ماذا عن غلاء الاسعار فضحكت وقالت: هذه مشكلة أهلى وليست مشكلتى، وتابعت: أنا لن أحصل على شئ آخر من أهلى سوي هذا الجهاز، ولن أقبل بأن أكون أقل من غيرى”.

سارة خريجة جامعية، و غير مخطوبة، فأكدت أن الجهاز، هذا شئ يخص العروسة،  وما تجلبه فى جهازها لا يعنى أحد، وأنها تراعى ظروف أهلها ولن تطلب منهم شئ أعلي من قدراتهم المادية، ولن تلتفت لحديث الغوغاء على حد تعبيرها” .

تقول أحلام متزوجة منذ 25 سنة، إن ما نراه الآن من مظاهر فشخرة فى جهاز العروس أصبح محزن، فتنافس العائلات فى تجهيز بناتها، وإبراز كل أم أن جهاز بنتها أكبر وأغلى، ونسمع عن أعداد خرافية لمكونات الجهاز، كل هذه مظاهر كاذبة ولا ترضى الله، فكم من مصائب تقع على كاهل الوالدين بعد تجهيز بناتهم وكم تكتظ السجون بالغارمات، فيكفى أن تجلب كل أم لابنتها الاساسيات البسيطة التى تساعدها فى حياتها الزوجية، ولا غنى عنها”.

وتابعت بسخرية: ” أنا أتجوزت زمان بشنطة هدومى، وبعض أطقم المفارش البسيطة، ولم يتعدى جهازى ربع

جهاز بنات اليوم” .

وفي نفس السياق أكد كثير من علماء الأزهر الشريف أن المبالغة فى تجهيز العرائس أمر قد يغضب الله، و يقع

تحت طائلة المبذرين كانوا أخوان الشياطين، وخاصة إذا كان الأمر قد يؤدى إلى تراكم الديون على الأهل،

فلابد من الوسطية وعدم التباهى والفشخرة التى لن تجلب الخير .

ومن جانبنا نقول: رغم ذلك سيبقى الأمر كما هو، فلن تقبل أم بتجهيز ابنتها، بأقل من ابنة خالتها، و لن

يستطيع أب أن يمنع ابنته من شراء ما تريد، والأمر منوط على العقلية، فلو حكمنا العقل، دون تحكيم العادات

والتقاليد لأصبح حالنا أفضل.