كيف يوجد سحب من الكحول بالفضاء الخارجي ؟؟

كيف يوجد سحب من الكحول بالفضاء الخارجي ؟؟

عالم الفضاء يكشف لنا كل يوم عن سر من أسرارة المدهشة فمن الغريب وصول سحابة كحول إلى الفضاء فقد اكتشف علماء الفضاء سحابة ضخمة من الخمر تسبح في الفضاء تبعد 6500 سنة ضوئية عن الأرض وتقع في منطقة تسمى دبليو 3 أو اتش فتلك السحابة ذات الـ 436 مليار كم من الميثانول الغازي المتواجد في موانع التجمد وخمر المونشاين تركت لغزًا حير علماء الفضاء وتركت عديد من التساؤلات  كيف وصلت تلك الساحبة للفضاء ؟؟ و كيف يمكن للكحوليات التي تتكون من عدة مركبات عضوية معقدة جدًا أن تصل وتتكون في الفضاء الخارجي ؟؟

أسرار الفضاء

فقد بحث علماء الفضاء كثيرًا حول تلك الظاهرة فبالرغم أن الفضاء الخارجي الشاسع تكون درجات الحرارة به شديدة الإنخفاض والتي تجعل التفاعلات الكيميائية لا ينبغي أن تحدث طبقًا لقواعد الكيمياء الكلاسيكية مما يحدث عدم  وجود طاقة كافية  ولكن بالرغم من ذلك فهي حدثت وبمعدل تفاعل أكبر مما هو الحال في حرارة الغرفة، لكن طبقًا لعديد من  الدراسات تم إفتراض  أن تلك التفاعلات ممكنة بسبب ظاهرة تدعى عبور الحدود الكمي .

وذلك يرجع إلى هبوط درجات الحرارة والتي تجعل التفاعلات الكيمائية تتباطأ حيث توجد طاقة أقل وتصادمات أقل بين الجزيئات لدرجة لا تسمح بإعادة ترتيب الروابط الكيميائية،و لكن طبقًا لفريق من الكيميائيين من جامعة ليدز وجدو أن بعض التفاعلات يمكن  أن تتخطى القواعد الكلاسيكية للتفاعلات الكيميائية عن طريق عبور الحدود الكمي  تلك العملية التي من خلالها يمكن للجسيم أن يتهرب من حاجز التفاعل وذلك لأنها تعد كمية من الطاقة اللازمة لحدوث التفاعل حتى وإن من المستحيل تقنيًا التغلب عليها.

سحب كحول بالفضاء

أسباب الظاهرة

فقد يرجح العلماء أن هذه الظاهرة ترجع إلى أن التفاعلات كيميائية عديدة ومختلفة ومعقدة تجري في الفضاء الخارجي بين السحب الجزيئية والغبار ما قد ينتج مركبات كيميائية مختلفة وتعتبر جزيئة الكحول بسيطة نسبيًا فهي تتكون من عدة عناصر منتشرة بكثرة  مثل الهيدروجين والكربون والأوكسجين لذلك ليس هناك ما يدعو للإستغراب من وجود سحابة من الكحول في الفضاء بهذه الضخامة.

كما أن بسبب الغازات التي تتكثف علي الأسطح الباردة فقد صنع الباحثون صنبور خاص فكرتة مستوحاة من معززات إطلاق صاروخ Saturn V  وذلك بهدف إطلاق غاز بصورة إشعاعات مصفوفة والذي سوف يتفاعل قبل ملامسة أي سطح.

حيث لاحظ الباحثون كيف يتفاعل الميثانول مع مادة كيميائية أخرى وهي جذر الهيدروكسيل الحر في درجة حرارة تصل إلى 210 سيلزيوس تلك الدرجة المقاربة لسحب الغبار القريبة من النجوم، ولكن مع عدة تجارب وجدوا أن التفاعل لم ينتج فقط الميثوكسي لكنه أيضًا حدث أسرع بـ50 مرة مما كان ليحدث في حرارة الغرفة.

وبالرغم من ذلك إلا أن الدراسات والأبحاث مازالت مستمرة لمعرفة كيف تحدث التفاعلات الكحولية الأخرى في البرودة الشديدة  فإذا  استمرت النتائج في إظهار زيادة مشابهة في معدل التفاعلات في البرودة الشديدة فسيتضح أن العلماء أخطأوا في تقدير معدلات تكوين وتدمير الجزيئات المعقدة كالحوليات في الفضاء فتلك العالم من الصعب معرفة كل شيئ فيه بسهولة فهو معقد إلى حد كبير ويحتاج إلى العديد من التجارب والأبحاث لمعرفة أسباب تلك الظواهر الغريبة.