حكاوى المواصلات

حكاوى المواصلات

بقلم إسلام يوسف

 

 

كثير منا تقابله أشخاص يتسامرون معه الحديث أثناء ركوب المواصلات سواء عامة أو خاصة ونذكر القطار والمكروباص والاتوبيسات تلك هى أبرز المواصلات التى قد تحدث بها تلك المحادثات بين الاشخاص ، نصف ساعة أو ساعة أم ساعتين هو وقت يستغرقه المسافر حتى يصل إلى المكان الذى سينزل به .

تتسامر الأشخاص فيما بينهم ويتبادلون الكلمات حتى يندمجوا فى الحديث يلهيهم تعب السفر وطول الوقت حتى يجدوا أنفسهم أمام محطة النزول ويتفاجؤون أن الوقت قد مر سريعا فيسلم الذى سينزل على الجالسين بجواره ثم ينفض من مجلس السمر الحديثى .

نسمع لمئات الأحاديث ولكن ما ياثر فينا هو حديث الأسرة عنوان بناء المجتمع واستقرارهها استقرار المجتمع وخللها خلل للأفراد والجماعة ، فقد كان سماعى لأحد تلك الأحاديث من سيدة تسكن فى الحى السكنى الذى أسكن به وقد وجدت رجل يبدوا عليه الكبر قد خبر الحياة وقالت فى وجع هل الإنتحار حلال ؟!!  ، أجابها بأنه حرام وقتل للنفس وأشد أثم لأن الإنسان يقتل روحا ليس له من أمرها شىء وهو يأس من الحل وكفر بالقضاء والقدر والصبر على البلاء ، فسألها هل لمرض تسألين هذا ؟

قالت : لا بل من أجل عذاب زوجى لى طهقت العيش معه حتى لم أجد متنفس للعيش فى الحياة ،تركته فاجرتنى أسرتى على الرجوع إليه وأبى منهم ، يقول لى ساودعك المستشفى لأنك مجنونة ومع ثلاثة أطفال بنات وأريد الإنتحار !!

هذا جزء صغير مما تعيشه الأسرة من حالة الفوضى بين ربوب الأسرة الذين يعقدون قيام الإستقرار بالمشاكل وعدم الألفة بينهم ، فعدما نتحدث عن الطلاق فإن 30 ألف حالة طلاق سنويا ، حالات الخلع الإجبارى فإنه 36ألف حالة ، هل قدرنا عدد الأطفال التى تنتج عن انتهاء تلك العلاقات الإجبارية وأى من الطرفين سيعيش معه أبناءه هل سيحببونه فى الطرف الأخر سواء كان أبوه أو أمه ، بالتاكيد لا فالنتيجة هى الكره والعنف تجاه الأخر وقطع روابط التراحم بين العائلات بسبب تعنت طرفى المشكلة الزوج والزوجة أو أحدهما ضحية علاقة فاشلة سببها أحدهم .

وتطالعنا الجرائد الصحفية عن مئات وآلاف حالات العنف والقتل بين الزوجين تحدث يوميا إما بسبب ماديات أو خيانة أو بسبب الأبناء أو الشك ، فإن هذا المؤشر لن يأتى إلا بالخراب على المجتمع كليا لأن لبنة بناءه قد مدمرت فعلى الجميع أن يعمل ويدرك مدى أهمية استقرار الأسرة وبناؤها من جذرها بناء قويما بحسن اختيار النصف الأخر والصبر فى التعامل والتريث قبل اتخاذ القرار والمشاركة فى كل أمور الحياة كى تسعد حياة اللبنة الجديدة فى عمق رحم المجتمع فيؤدى للاستقرار ذلك المجتمع باستقرار الأسرة والعلاقة بين الزوج والزوجة .