كتب: محمد ممدوح
حلم القبول بأكاديمية الشرطة تسبب في مقتل صاحبه، الذي الانصياع وراء السماسرة والمدعيين مستغلين رغبته الشديدة في القبول، فأوهموه بتوفير وساطة من معارفهم من قيادات بوزارة الداخلية والسياسيين، لاجتياز الاختبارات والقبول، نظير مقابل مادي مقدماً، ليتبين كذبهم بعد فوات الأوان، إنها قصة محمد أمين، الذي قتل على يد أحد السماسرة.
جددت محكمة المعادي، اليوم الأربعاء، حبس سمسار لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل شاب في منطقة طرة عقب النصب عليه، وجاء في مناظرة النيابة العامة لجثة القتيل أن المجني عليه في العقد الثالث من العمر، وبها 9 طعنات نافذة في الصدر والبطن، تسببت في نزيف دموي غزير أسفر عن الوفاة.
وكشفت تحقيقات النيابة عن تلقى إخطارًا من رئيس مباحث المعادي، يفيد بالعثور على جثة شاب ملقاة بمنطقة طرة البلد، ويُدعى محمد أمين، وحاصل على ليسانس الحقوق، وتبين من التحقيقات أن وراء الجريمة صديق له يعمل سمسار.
وأوضحت تحقيقات النيابة أن المتهم والمجني عليه صديقان منذ ما يقرب من 5 أعوام، وتعرف عليه عبر صديق مشترك، ومنذ عام ونصف التحق أحد جيران المجني عليه بأكاديمية الشرطة وهو خريج حقوق مثله، فبدأ المجني عليه يفكر في الالتحاق بأكاديمية الشرطة.
وأضاف المتهم أن الضحية طلب منه الحصول على واسطة للالتحاق بكلية الشرطة واجتياز بعض الاختبارات، ففكر في النصب عليه وإيهامه بأن لديه عدد من المعارف من قيادات وزارة الداخلية والسياسيين، الذين سيساعدونه في اجتياز الاختبارات مقابل 300 ألف جنيه، وبالفعل تسلم منه مبلغ 140 ألف جنيه كدفعه أولى حتى يتم قبوله.
واصطحب المتهم المجني عليه في كل الاختبارات حتى الاختبار الطبي ولم يتم تحديد الاختبار التالي للمجني عليه، فأخبر السمسار الذي هدأه وأخبره أنه اتصل بأحد المسؤولين ومن المقرر أن يكلمه ويخبره بباقي مواعيد الاختبارات وأنه في قائمة الانتظار.
ولكن يوم إعلان نتيجة قبول الطلاب في مؤتمر صحفي وإذاعته، هدد المجني عليه المتهم بفضحه وإبلاغ الشرطة فاتفق معه على مقابلته في منطقة طره البلد لتسليمه أمواله، ولكن نشبت بينهما مشاجرة فطعنه بسلاح أبيض وفر هاربًا، وحسبما أفادت التحقيقات أن المتهم انتقل من فندق لآخر، حتى تم ضبطه وتبين أنه حاول الهرب إلى إحدى محافظات الصعيد لينطلق منه لإحدى الدول العربية.
وذكرت التحريات أيضًا أن المتهم تخلص من أداة الجريمة بعد هروبه من مسرح الحادث، وأنه اشترى سيارة بأموال المجني عليه التي استولى عليها منه بحجة إلحاقه بأكاديمية الشرطة.