حياة القرى جحيم أم نعيم

حياة القرى جحيم أم نعيم

 

تقرير / أميمة حافظ

القرية مكان يتجمع فيه مجموعة من الناس ويستقرون فيه، وينشؤن فيه مجتمعا خاصا بهم، عدد سكانه يتراوح ما بين المئة والعشرة آلاف ، و هى مكان صغير و تقل أعداد السكان فى القرية مقارنة بالمدينة ، و يستمر سكان القرية بالهجرة إلى المدينة لتوافر كافة وسائل الراحة الإجتماعية ، و هربا من وحشية القرية التى يخلو منها وسائل متعددة تساعد الفرد على الحياة بشكل افضل و هناك سلبيات عدة تواجه العيش فى القرى اهمها ، قلة عدد المدارس، مما ينتج عنه استهلاك وقت أطول للوصول إليها ، محدودية فرص العمل، و التى تكاد ان تنحصر فى الزراعة فقط الامر اللذى يجبر الفرد إلى السفر إلى المدينة، للحصول على وظيفة و رداءة الطرق ، ناهيك عن بعد القرى عن اى تطوير و مساعدات و اهتمامات كثير من المسؤلين .

و من السلبيات الحديثة ضعف شبكات الاتصال والإنترنت ، و قلة توافر الخدمات التجارية المختلفة ، قلة الأماكن الترفيهية، مثل المطاعم وغيرها، مما قد يحتاج الى وقت أطول في الوصول إليها ، و عدم وجود مستشفيات خاصة لو طرأت حالة مرضية عاجله تضر الى الذهاب للمدينة فى وقت طويل قد يكون سببا فى تفاقم الحالة المرضية او الوفاة .

و اما عن إيجابيات الحياة في القرية فهى قليلة مقارنة بالسلبيات و قد يراها البعض معدومة وهى التمتع بالخصوصية العالية، بسبب وجود مسافة كافية بين المنازل ، إتساع المساحات الخضراء والحدائق المحيطة بالمنازل ، إمكانية إمتلاك حيوانات أليفة ، توفر الهواء النقي اللازم لحياة صحية ، إمكانية تحقيق اكتفاء ذاتي كامل أو جزئي عند سكان القرية.

استطلاع رأى :

ورغم هذا كثير من سكان القرية يرى هذة الإيجابيات ليست كافية للعيش فى القرية و انها ليست بالشئ المميز ، لذلك حاولنا استطلاع رأى بعض الاشخاص اللذين يعيشون فى القرى لمحاولة معرفة رأيهم الخاص فى الموضوع .

و البداية كانت مع مدام بسمه محمد زوجه تسكن فى إحدى القرى إنها لا تتزمر من السكن فى القرية و ترى ان كل الأماكن ملك لله و هو موجود فى القرية كما المدينة .

و قال احمد محمد شاب ترك القرية و ذهب للعمل فى المدينة إنه كان فى بداية الامر يحب القرية و العيش فيها و لكن بعد إنتقاله إلى المدينة و وجد الراحه فى كل وسائل الحياة بدأ يبغض القرية و ادرك انه لم يكن يعيش حقا من قبل و قرر عدم العودة للحياة من جديد.

و اما عن لمياء سليمان أنسه متخرجة أجبرتها الحياة على العيش فى القرية و منعتها من الحصول على كافة حقوقها ، حرمت من العمل بعد التخرج و ظلت حبيسة فى المنزل اشارت الى انها تظل سجينة داخل جدران المنزل تمنعها العدات القروية من الخروج سواء للعمل او للتنزه او حتى لزيارات الاقارب و الاصحاب لان هذا ممنوع على البنت فى القرية .

و يقول احمد عبد الرحمن طالب جامعى أن القرية تحرمة من الحياة بشكل طبيعى كأى شاب من خروج و تنزه و الذهاب الى الاندية و لعب الالعاب الرياضية المختلفة .

و تقول سلما على زوجه و ام ان حياة القرية افضل و اكثر هدوء و راحه لمفضله لانها تكرة الزحام و الضوضاء و تعشق دفء العلاقات الموجود فيها .

و اشار الاستاذ محمود احمد موظف فى احدى المصالح الحكومية فى المدينة و هو مستأجر شقة فى المدينة و يملك مسكن فى القرية ، ان للقرية مزايا عدة و عيوب و كذلك للمدين و الامر بالنسبة له سيان ، و ان هدوء القرية و جمال الخضرة يستهويه و هو يقسم حياته بين سكنه فى القرية لفترة و سكنة فى المدينة فترة .

و من جانبه يقول محمود حسن شاب عائلته من القرية ، إنه و لد فى المدينة و يذهب فى العطلات و المناسبات إلى القرية لزيارة عائلته ، و يحب الذهاب إلى القرية و لكنه لن يقبل بالعيش فيها ابدا .

فهناك من يرى سكن المدينة نعيم و هناك من يراه جحيم و هناك من يرى ان كلها اراضى الله و ليس له اى تعقيب على حياة القرية .