ذيل الحصان…أغرب الشلالات النارية

ذيل الحصان…أغرب الشلالات النارية

عندما تتجول فى أنحاء منتزه (يوسيمتى) تجد عادت أرضية عجيبة غير طبيعية ومعروفة منذ قرون تظهر مجددًا في الغرب الأميركي  بالولايات المتحدة فقد تظن أنك ترى بعض الحمم البركانية الساخنة وهى تتدفق من أعلى الجرف، ولكن لا تدع هذا الأمر يصيبك بالذعر فهناك تجد (شلال النار) او كما يسمي شلال (ذيل الحصان) تلك  المشهد كثيرًا ما نراه فى أفلام الكرتون والأفلام الأجنبية الخيالية، حيث تجسد مشاهد لشلالات من اللهب تتساقط داخل الكهوف، ولكن الغريب أن نجد هذا المشهد فى الواقع وفى منطقة بعيدة كل البعد عن أى براكين ثائرة، فهل تخيلت يومًا أن ترى شلالًا من المياه يتحول فجأة إلى شلال من اللهب؟؟

عجائب الشلال

( فشلال النار)  يُعد إحدى العجائب الطبيعة الموجودة في كاليفورنيا ،حيث يظهر الشلال مدى إبداع الخالق في هذه الإطلالة الطبيعية الخلابة ، فهو ليس شلال من النار إنما هي إطلالة للشلال كهيئة النار فالشلال يظهر بهذا الشكل ، نظراً لإنعكاس ضوء الشمس عليه ، لتصبح المياه ظاهرة بهذا الشكل الناري في زاوية محددة ، بينما تبدأ المياة في ذوبان الثلوج والجليد من أعلى الجبل وذلك خلال شهري ديسمبر ويناير وحتى نهاية فبراير ، حتى تصل الزاوية المحددة من أشعة الشمس على المياه المتساقطة  ليُطل الشلال بإطلالة خلابة في الساعات القصيرة من الغسق ، ليصبح حدث سنوي نادر ومذهل .

شهرة ذيل الحصان

فكل عام في أواخر شهر فبراير ، يقبل المئات من الزوار والصحفيين ويتزايد أعدادا المصورين نحو الحديقة الوطنية (يوسمايت) للإستمتاع بمشاهدة هذا المنظر الخلاب، وليشهدوا هذا الحدث المدهش ..حيث يأتي سقوطه من أعلى جبل (كابيتان) في اتجاهين متميزين ، ليتساقط إلى نحو 1570 قدم إلى أسفل الجبل . ومع غروب الشمس ، يظهر الشلال بمظهر ناري مع إنعكاس واختفاء أضواء الشمس في الزاوية اليمنى ، إلا ان هذه الإطلالة لا تدم طويلا ، ويظل تأثير الشلال الناري الجميل المتدفق في تساقط الماء كهيئة النار .

فقد تم تصوير هذا المشهد المذهل لأول مرة من قبل المصور الراحل الشهير (جالينوس رويل) في عام 1973 .جيث يعد تصوير شلال النار  درس في علم الفلك والفيزياء والهندسة كما ينظر إليه الطامحين لدرجة السمت وعلى بعد دقائق من مدار الأرض بالنسبة للشمس في تحديد اليوم الأمثل لتجربة ذلك

شروط ظهور ذيل الحصان

فمن أهم الشروط لظهور الشلال  أن تكون شمس الغروب في مكان محدد بالسنتيمترات من زاوية فلكية معينة، وتنعكس أشعتها لدقائق معدودات على المياه المتساقطة، حيث تشبعها بلون أشعتها الشبيه برتقاليا بلون النار وحمم البراكين، فتبدو وكأنها مشتعلة وملتهبة وهي تنهمر، بينما هي عادية كما في أي شلال آخر، لكن ما تتعرض له من تلوين لا يحدث لأي مياه غيرها في العالم.فمن القمة الصخرية تساقطت المياه في شلال بلون النار فذلك يحدث مرتين أو 3 مرات طوال 11 سنة مع ظهور “القمر الأزرق” الذي يساعد على تجدد ظاهرة الشلال الناري حيث هناك تكاتف علمي بين فلكيين وجيولوجيين أميركيين، ممن درسوا الظاهرة النادرة طوال سنوات،ل كشف بأنها لا تحدث إلا حين يكون القمر في حالة يطلقون عليه معها اسم “القمر الأزرق” وهي اكتمال إضافي للجرم الأقرب من الأرض في قسمي العام، يؤدي الى أن يشهد سكان الأرض بدرين في شهر واحد.

شلال ذيل الحصانفظاهرة “القمر الأزرق” بتسميتها المجازية، تأتي مرة كل عامين أو 3 أعوام، لكن لا يرافقها دائما تلوّن مياه الشلال بلون النار، المفترض حدوثه في أواخر فبراير فقط، وقد يغيب سنوات ليتجدد ثانية، يؤكد ذلك أن “القمر الأزرق” ظهر في أغسطس 2012 وفي يوليو العام الماضي، من دون أن تتجدد معه الظاهرة المشترطة عودتها في شهر شهد “القمر الأزرق” أيضا، وساعة تكون شمس الغروب في مكان محدد من زاوية معينة من الشفق.

وهناك شرط آخر، نادر الحدوث أيضا، ليظهر معه الشلال بلون النار للعيان، وهو أن تكون حرارة الشمس أشد من العادية بديسمبر ويناير وفبراير نفسه، لتذوب معها ثلوج في جبال “سييرا نيفادا” وقمة “إل كابتين” بالذات، بحيث يصبح الشلال غزيرا بكمية مياه محددة، وبانعكاس أشعة الشمس عليها تتشبع بلون ناري، وهو ما نراه في صور تنشرها “العربية.نت” للشلال، وتم التقاطها شبيهة بها بكاميرات مصورين اضطروا لصبر جميل وطويل، فإحداهم اسمها “سنجيتا دي” ذكرت في ما نقل عنها موقع “ناشونال جيوغرافيك” أنها تعرف مصورين انتظروا 11 سنة، ولم يحالفهم الحظ إلا مرتين أو 3 مرات.