ريتشارد فاغنر.. رائد النزعة الرومانسية

ريتشارد فاغنر.. رائد النزعة الرومانسية

تقرير : سحر شوقي

ريتشارد فاغنر مؤلف موسيقي،كاتب مسرحي ألماني، ولد في (لايبرغ) بألمانيا سنة ١٨١٣.

وهو الأبن الأصغر لعائلة مكونة من تسعة أولاد، سيطر عليه تأثرة بيبتهوفن كان أبوة كاتب في سلك الشرطة.

توفي بعد ستة أشهر من ولادة ريتشارد وحين كان عمرة عامان تزوجت أمه من الممثل الرسام الكاتب (لودفيغ غاير).

الذي قدم ما في وسعه، لإسعاد الطفل ريتشارد،بل وتثقيفه لكنه أيضا توفي ولم يتجاوز فاغنر الثامنة من عمرة.

طفولته

أمضي فاغنر طفولته في مدينة درسدن وأبدي ولعا شديدا باللغة والأساطير اليونانيتين وميلا إلي المطالعة الأدبية والفلسفية، وأعلامهما مثل (شكسبير &غوته)

إيمانويل كانط.. صاحب أعظم ثورة في الفلسفة الحديثة

مشوار حياته..

بدأ فاغنر عام ١٨٢٤ بدراسة العزف علي البيانو، بإشراف هومان وقام عام ١٨٢٦ بمحاولته الأولي لتأليف تراجيديا ومع إطلاعه علي موسيقى بيتهوفن وفيبر.

قرر عام ١٨٢٨ التفرغ لدراسة الموسيقي، فتلقى دروس التأليف مع فاينليغ وقدم تجاربه الأولي في التأليف الموسيقي عام ١٨٣٢ بسمفونية من أربع حركات.

وأوبرا الزفاف كان أول أعماله الفنية ملحمة استوحاها من وفاة صديق له، وعدد الذين ماتوا في تلك الملحمة ٢٦ شخص.

زواج ريتشارد فاغنر..

حصل فاغنر في عام ١٨٣٣ بمساعدة أخيه علي وظيفة.

في دار الأوبرا فورتسبورغ وقام بمحاولته الثانية في مجال الأوبرا بتأليف أوبرا (الجنيات).

وفي عام ١٨٣٤ قرر إحتراف قيادة الأوركسترا، وتنقل في بعض المدن الألمانية، حيث تعرف علي زوجته الأولى (مينا بلانر) وانتقل إلي بلده ريغا.

وهناك عين قائد أوركسترا،وبدأ تألبف أوبراته الكبيرة (رنزي) وقد تعرضت وقتها سفينته إلي عاصفة كبيرة، أثناء رحلته إلي إنجلترا.

وإستمع فيها إلي احاديث البحارة، ورواياتهم عن سفينة شبح تسمى (الهولندي الطائر) وأغنتها أحاديث الشاعر (هانيه)

فاغنر ورحلته في البحث عن الشهرة..

سافر فاغنر إلى باريس أملا في تحقيق النجاح والشهرة والثراء، لكنه صدم، حيث لم يجد إلا حياة التقشف والوظائف الصغيرة.

وتجاهل الجمهور له وبرغم هذا تمكن من إنهاء تأليف أوبرا (رنزي)عام ١٨٤٠.

وأوبرا (الهولندي الطائر) ١٨٤١ وبعد سلسلة من الإخفاقات قرر فاغنر مغادرة فرنسا، إلي درسدن حيث قدمت أوبرتاة (رنزي&الهولندي الطائر)بنجاح كبير.

مما مهد له الطريق للتقرب من بلاط سكسونيا، فعين مدير موسيقي البلاط عام ١٨٤٣ وفي السنوات الست التي قضاها في درسدن.

نشط فاغنر قائدا أوركسترا وأحيا عدد من الأمسيات الموسيقية الناجحة، وقدم فيها سيمفونيات بيتهوفن بإتقان.

مما زاد من شهرته أنهي فاغنر تأليف أوبرا (تنهويزر) بنجاح في عام ١٨٤٥ وأنتهي من تأليف أوبرا (لوهنغرين)عام ١٨٤٨.

إلا أن تقديمهما تأخر، وتقدم فاغنر بمجموعة إقتراحات لرفع المستوي الفني لأوركسترا السكسونية ومسرحها.

داعما إقتراحاته بمبررات سياسية لم تلق إستحسان من البلاط السكسوني.

فاغنر يواصل مشواره الموسيقي..

كان معلما علي الجوقة الموسيقية في الكنيسة، الملحقة بالبلاط الأميري في درسدن واعتنق أفكار الثورة.

فحلت عليه نقمة أولياء نعمته، وأضطر إلي الهروب إلي سويسرا ليستقر بها فترة من (١٨٤٩_١٨٦١) تلقي مساعدة من الموسيقار(فرانتز ليست).

حيث ساعدة في إقامة حفلاته الموسيقية وقام لاحقا بالزواج من إحدي بناته وكانت تدعي (كوسيما) كما دعمه (لودفيغ الثاني) حاكم مملكة (بافاريا).

أثناء الفترة التي قضاها في إنجاز أعماله الأوبرالية الكبيرة، فكان يعطيه ما يحتاجه من مال ليسدد ديونه ولحياته التي اتسمت بالترف.

فاغنر والتفرغ للكتابة الأدبية..

تفرغ فاغنر أثناء إقامته في زيورخ للكتابة الأدبية مثل (الفن والثورة) والعمل الفني المستقبلي واليهودية في الموسيقي والأوبرا والدراما.

وبدأ في عام ١٨٥١ في كتابة نص أوبرا (زيغفريد الشاب) ومع تقدمه في كتابه زغفريد أحس فاغنر بضرورة إنجاز أكثر شمولية للأوبرا.

فضم حلقة خاتم النيبلونغ وعندما إنتهي من صياغة نص الأوبرات الأربع لهذه الحلقة في عام ١٨٥٢.

وقد عرف عن فاغنر ابتعادة عن الأوبرا الإيطالية، وأسلوبها التاريخي.

حيث كان من أنصار المسرح الأسطوري وقد أقتبس أعماله من الأساطير الجرمانية القديمة.

واستطاع أن يجمع بين النص والموسيقي ويعتبر فاغنر رائد النزعة الرومانسية في الموسيقي الألمانية .

فاغنر والفلسفة الألمانية..

تعمق فاغنر في دراسة الفلسفة الألمانية، وبعض أعلامها مثل (شوبنهاور) وتولدت لديه قناعة راسخة بتوقد شعلة ربانية في أعماقه.

قد ائتمن عليها، ولابد من الحفاظ علي استمرارها.

فاغنر وتفردة في الموسيقي..

لاحظ الدارسون لتطور أسلوب فاغنر، أنه مع تمرسه في فن تأليف الأوبرا، وبلوغه إتقان علوم الطباق،(الكونتربوان).

والانسجام الهارموني حد الكمال، لقد ظهر هذا في مؤلفاته شيء من التحويل المقامي .

وفاته..

توفي في (٣فبراير١٨٨٣) في البندقية بإيطاليا، وقد توفي فاغنر مخلفا إرثا موسيقيا عظيما يضم (١٢) أوبرا ودراما موسيقية.

وبعض القطع الموسيقية والغنائية المختلفة، وبعض المؤلفات الأدبية، إلي جانب أنه ألف كتاب عن حياته باسم (حياتي).

وفي هذا الكتاب لم يخفي فاغنر أي شيء عن حياته إذ أصر علي تدوين سيرته بتفصيل دقيق في مجلد ضخم.