زلزال سوريا المدمر…أسوأ كارثة إنسانية منذ قرن

زلزال سوريا المدمر…أسوأ كارثة إنسانية منذ قرن

بعد خمسة أيام من كارثة زلزال سوريا وتركيا، التي أودت بحياة أكثر من ٢٢ ألفا وخلفت مئات آلاف الجرحى والمصابين، بدأت الآمال تتضاءل بالعثور على ناجين تحت الأنقاض، في ظل مخاوف عالمية من كارثة إنسانية ناتجة عن الزلزال المدمر في سوريا، التي تعاني أساساً من أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية منذ سنوات عديدة.

 زلزال سوريا المدمر..خسائر بشرية ومساعدات معدومة

وفقا لأحدث البيانات الرسمية، بلغ عدد قتلى زلزال سوريا 3507 في عموم البلاد حتى الساعة، والعدد مرجح للإزدياد بشكل كبير خلال الأيام القادمة، اما عدد المصابين فقد بلغ 7115 حتى الأن.

في ظل هذا الواقع الأليم وفي خضم معركة إنقاذ الناجين والعالقين تحت الأنقاض إثر الزلزال المدمر… تبقى مشكلة عدم القدرة على ايصال المساعدات الدولية إلى مستحقيها في المناطق المنكوبة، خصوصا مناطق الشمال السوري العالقة منذ سنوات في الحرب والحصار، هي العائق الأساسي أمام مساندة المتضررين.

لذلك انطلقت الدعوات العالمية لرفع العقوبات عن النظام السوري تحديدا فيما يتعلق بقانون قيصر الأميركي.

وهذا ما دفع السلطات السورية إلى مناشدة الكتلة الأوروبية طلبا للمعونة، في المقابل دعا المبعوث الأممي الخاص بسوريا (غير بيدرسون) المسؤولين السوريين إلى عدم عرقلة وصول المساعدات إلى المتضررين في المناطق الخارجة عن سيطرته، هذا ما دفع مجلس الوزراء  السوري إلى الإعلان عن موافقته على ايصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، بما في ذلك المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة.  مع العلم ان الزلزال المدمر ومركز تركيا قد طاول خمس محافظات سورية هي إدلب، حماه، حلب اللاذقية وطرطوس.

أما اول قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة فقد وصلت إلى سوريا يوم الخميس الفائت، وذلك للمرة الأولى منذ أن قطع الزلزال المدمر خطوط الإمداد عن تركيا.

مستقبل غامض للسوريين… بعد الزلزال المدمر 

بدأ غبار كارثة زلزال سوريا يتلاشى، وتبين ان الزلزال المدمر تسبب بمأساة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، لكنه أيضا حمل ابعادا سياسية واقتصادية ستؤثر على مستقبل الشعب السوري لوقت طويل من الزمن بحسب أراء العديد من المحللين السياسيين، خصوصا في ظل وجود مئات آلاف المشردين اللذين فقدوا منازلهم، وفي ظل الأزمة المعيشية الخانقة في البلاد.

وقد قدرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ان الزلزال المدمر قد شرد ما يفوق 5.3 ملايين شخص في سوريا، في احدى أسوأ الكوارث الطبيعية التي حلت بالمنطقة منذ قرن مضى.

ومنذ العام ٢٠١١، تشهد سوريا نزاعا  شرد ما يفوق نصف عدد سكانها البالغ حوالي ٢٢ مليون داخل البلاد وخارجها.

مع العلم ان موجة النزوح السوري إلى الدول العربية المجاورة والدول الأجنبية، تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.